«حماتى شيطان، ولو ربنا ادانى عمر هخرج من السجن وأولّع فيها وتموت زى ما ماتت طليقتى وبناتى الأربعة».. هذه الكلمات جزء من أحداث مأساوية وقعت تفاصيلها يوم 10 مارس الماضى، ارتكبها متهم -بالاشتراك مع صديقه- بمدينة السلام، انتهت بتفحم زوجة الأول وبناته الـ4 وإصابة 2 آخرين. المتهم الرئيسى اسمه «مظلوم»، وظل يردد عبارة «بناتى كانوا دايماً طالبين رحمة من ربنا وأهى جت لهم». حضر المتهم من غرفة حجز قسم شرطة السلام أول، يرتدى ملابسه «بنطال جينز وتى شيرت» جلس فى هدوء.. يراقب جميع الحاضرين ويوزع نظراته فى المكان، وبدأ يروى تفاصيل حياته وقصته.
قال: «اسمى مظلوم إبراهيم، الشهير بحمادة مظلوم، كنت أعيش بصحبة أسرتى فى حلمية الزيتون، ومنذ بلوغى سن الـ14 عاماً وأنا أعمل فى مهنة الجزارة»، وأضاف: اتفقت مع والدى ليزوجنى بعد إنهاء مرحلة التعليم الثانوى، فحضر أحد معارفى بالمنطقة وتقابلت معه، أخبرنى أن لديه عروسة من عائلة ميسورة الحال، توجهت إلى منزلهم وتقابلت مع والديها، ثم تكررت اللقاءات مرة أخرى للتعارف وتحدثنا معاً. علمت أن والديها منفصلان ولديها 3 شقيقات و4 إخوة، أُعجبت بها واتفقنا على الزواج، ثم اشتريت شقة فى منطقة السلام وأقمت حفل زفاف متواضعاً بحضور الأقارب والمعارف من العائلتين، ثم اتفقت مع زوجتى على بناء شقة فى منزل عائلتها بأموالى، ونقلت عفش الزوجية بعد مرور أشهر من الزواج إلى منزل عائلة زوجتى، وكانت الأمور على ما يرام.
الخلافات بدأت عقب تدخل والدتها فى تفاصيل حياتنا، نشبت بيننا الخلافات بسبب «حماتى»، وقررت العيش فى شقتى القريبة من مدارس بناتى بعد عامين من الزواج وانتقلت إلى شقتى، وفى 21 مارس العام الماضى، فوجئت بـ«حماتى» تتصل بزوجتى وتطلب منها الحضور إلى شقتها للاشتراك فى تجهيزات حفلة عيد الأم مع شقيقاتها، واعترضت على ذهابها، ونشبت بيننا مشاجرة انتهت بذهابها إلى المنزل واصطحبت معها بناتى رحمة ونور وإيمان ورضا.
مضت الأيام والأسابيع، وطلبت من زوجتى العودة إلى المنزل فأخبرتنى أنها لا تريد الرجوع مرة أخرى، لجأت إلى جميع المعارف والأقارب، ورفضت زوجتى العودة.. اتصلت بابنتى الكبرى «إيمان» وعلمت منها أن حماتى وراء المشاكل كلها وتحرض زوجتى على طلب الطلاق. ومنذ 9 أشهر حضر أشقاؤها واتفقنا على الطلاق، فاتفقت معهم على أن تكون شقة الزوجية داخل منزل أسرتها هى قيمة المنقولات الزوجية ومؤخرها، وتنازلت عنها، ثم اصطحبت أولادى معى إلى شقة السلام، ولم أستطع العيش بدون زوجتى وبناتى، وفى أحد الأيام دار حديث بينى وبين ابنتى روضة، 5 سنوات، علمت من خلاله أن حماتى أحضرت عريساً لطليقتى وأنها قابلته بالقرب من كارفور بالمعادى، وأن طليقتى رفعت ضدى قضية نفقة، فتملكنى الغضب، واتصلت بها وقلت لها: «أنا هنتقم منك»، وبعد أسبوع من الاتصال بزوجتى قررت تنفيذ خطتى.
ليلة الحادث لم أستطع النوم وكان الغضب يتملكنى، وفى تمام الساعة 5:30 فجراً طلبت من أحد جيرانى، يُدعى «حمو»، أن يتوجه إلى محطة البنزين لجلب 5 لتر لـ«الموتوسيكل»، وأخذت البنزين وفى نيتى تخويف حماتى وإرهابها، فقررت إشعال النيران بباب شقتها فقط، وأثناء توجهى إلى منزل أهل طليقتى شاهدت جارى «أحمد» يقوم بغسل ملابسه فاتفقت معه على التنفيذ وأن الأمر لن يكون إلا مجرد «تخويف لحماتى». ويتابع: وصلت أنا وصديقى إلى منزل حماتى ومعنا جركن بنزين، وصعدت إلى باب الشقة ولم أستطع أن أشعل النيران، فعدت إلى صديقى مرة أخرى، وقلت له: «أحمد، أنا ماقدرتش أولّع فى الشقة، اطلع انت ولّع فيها»، فصعد صديقى أحمد وأشعل النيران بالباب، ثم تفرقنا أنا وهو وانتظرت على ناصية الشارع، وسمعت صراخ الأهالى: «الحقوا.. حريقة.. حريقة».
أنا توجهت إلى موقف السيارات لركوب ميكروباص يمر من أمام منزل حماتى، ولكن بسبب الحريقة لم يمر من هناك، عدت إلى شقتى وقمت بالاتصال بحماتى: «ألو، أنا مظلوم.. أنا ولّعت فى بيتك ودى قرصة ودن»، فردت: ليه يا مظلوم تعمل كده، ولّعت فى بناتك، لم أتحمل وقع الكلمة وأغلقت الخط، وبعد 30 دقيقة اتصل خال بناتى وأخبرنى أن الحريق تسبب فى وفاة زوجتى وبناتى الأربع، لم أصدقهم حتى تلقيت اتصالاً من والدى وشقيقى يخبراننى بأن الحريق أسفر عن مصرع زوجتى وبناتى، وطلب أحد معارفى التوجه إلى المستشفى لمعرفة الأمر، وأثناء سيرنا فوجئت بالمقدم محمد دويدار رئيس مباحث السلام أول، والنقيب محمد البغدادى معاون المباحث، يلقيان القبض علىّ أنا وصديقى أحمد. وأنهى مظلوم حديثه بقوله: «لو ربنا ادانى عمر هطلع أولع فى حماتى».