الجمعة , ديسمبر 27 2024

نادية خلوف تكتب : الأمّ العربية عبر تاريخها

لا أقصد من الكلام الإساءة للرّجل فهو كالمرأة محكوم عليه بالقوانين العرفية وعندما يكون الفقر حالة يتساوى الرّجل والمرأة. أتحدّث عن حالة اجتماعيّة يكرّسها مجتمع ذكوري، وفي مناسبة هامة هي يوم الأمّ العربيّة.

لا شكّ أنّ الأمّ هي ذلك الإنسان الذي لا يعرف سوى التّضحية .

إن لم نضع النّقاط على الحروف سنبقى ضمن دائرة ” المرأة الضّحية ” التي هي في أغلب حالتها تكون أمّاً. ورثنا عادات أمهاتنا ، نعتبر أنفسنا ضحايا على كلّ الأصعدة .نرث كل الصّفات من جينات أهلنا كما نرث العادات الاجتماعيّة، ومن تلك العادات رضوخ الأنثى إلى التّقاليد بدروس مستمرةّ من والدتها، وعندما تحاول التّمرّد قد تقتل، أو تكون في حالة أشبه بالموت المدني. تحبّ الأمّ جميع أولادها ، لكنها تخشى من البنات :أن لا يتزوجن .أن يخطئن، وأن يطلّقن ، وهذا فحوى المثل الشّعبي “همّ البنات حتى الممات”

تعلّمنا الخضوع مثل أمهاتنا، فطالما رأيناهنّ يتعرّضن للشّتم ليس من الزّوج بل ربما من كلّ عائلته حيث يقدم  الرّجل عندما تكون لديه نيّة ما على التشّهير بزوجته ، ويثق المجتمع بكلامه فهو لا يخطئ، وأمهاتنا قبلوا منه كلّ ذلك واختبأن خلف أصابعهن ،ولو كان الرّجل صاحب سلطة ونفوذ لانتهى المطاف بالمرأة في مشفى الأمراض العقليّة، وحتى عندما تدافع المرأة عن حياتها تكون عقوبته اتهامها بالشّرف، قد يسأل أحدكم: ولماذا تستمرّ المرأة في علاقة مسيئة؟ هو سؤال خاطئ ، وربما السّؤال السّليم هو لماذا يرهب الرجال زوجاتهم؟

نتحدّث عن الأمّ، والأمّ هي زوجة أرادت مشاركة زوجها في الحياة فلم تجده، انعكس ذلك على الأطفال.

ليس هناك في الحياة علاقة ثابتة، ومؤسسة الزواج لم تثبت نجاحها في الغرب أو الشّرق، والأطفال هم قنابل موقوته إذا لم يتمّ تدارك أمورهم ، وعلاجهم من العنف الأسري.

كيفيمكن أن تكوني أمّاً حقيقيّة؟

الأمومة غريزة من حيث المبدأ يتساوى فيها الإنسان والحيوان، لكننا نمتلك العقل والفهم الكافي لتطوير تلك الغريزة. الأمومة في ظلّ الأسر المعافاة تعطي السّعادة، وتدفع الأمّ إلى العطاء، وفي الأسر التي تخضع للعنف الأسري تكون عبئاً، وتضحية قد لا تأتي بالثّمار، ولذا يتوجّب على الأمّ أن توقف العنف الأسري عن طريق منع استمراره ، وهذا يحتاج إلى بطولة ومغامرة ربما غير محسوبة فلو كنت تتعرضين في كل لحظة إلى إيذاء جسدي ، أو شتائم ، أو احتقار، أو توقّف عن العلاقة الجنسيّة عليك أن تقولي وداعاً لتلك العلاقة التي لا تقوم على أسس صحيحة. لو فعلت ذلك سوف ترتاحين وتجنبي أولادك أمراضاً نفسية  هم في غنى عنها، العلاقة الجنسية هامة فإن لم تكن موجودة هذا يعني طلاقاً عاطفياً، وأنّ الرجل يمارس حياته مع امرأة أخرى. لا يحتاج الأمر إلى تفسير.

ربما تسأل أحداكن: وكيف نؤمن معيشة الأولاد؟

الموضوع صعب حتى في الغرب فإنّ العمل الوحيد الذي يتم هو حماية الأطفال بالذهاب مع أمهم إلى ملجأ ومنع الزوج من رؤيتهم، لكن الملجأ نفسه ليس ذلك المكان الصّالح.

الكثير من جدّاتنا وأمهاتنا اضطروا إلى العناية بالأسرة بسبب وفاة الزوج، أو زواجه بأخرى ،ونجحن في ذلك. لا تستّخفي أيّتها الأمّ بقدراتك الذهنيّة فما يسمعك زوجك عن قدراتك الذهنية هو نوع من العنف أيضاً. اخرجي من تلك الدائرة المظلمة ، فقط اتركي مساحة للحوار، دعي ردود فعلك هادئة. الحياة جميلة عليك أن تعيشيها كما هي. الحياة قصيرة .احذري أن تفوتك !

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

ومازال فى العمر بقية

كمال زاخر٢٧ ديسمبر ٢٠٢٤ سويعات وتُطوَى صفحة ٢٠٢٤؛ الصاخبة الغاضبة، الحالمة احياناً، والتى لم تختلف …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.