الجمعة , ديسمبر 20 2024
الدكتور ايهاب أبو رحمة

التخدير في السينما و الدراما العربية .

د. إيهاب أبو رحمه

السنيما و الدراما هما المرآه التي تظهرفيها حالة الشعب و هي مرآه حضارته و هي المقياس الذى تقاس به البلدان و لكن إن تم استخدامهما بطريقه صحيحه . هي أداه توعيه الشعوب لتطوير الذهن , أداه لتعليم الشعوب ما تجهله ,و توضيح الجوانب السيئة مع إظهار طريقه حلولها و إبراز الجوانب الإيجابية لنشرها .
و لكن هل هذا ما يحدث فعليا ؟؟؟
في واقع الأمر هناك قصور شديد فيما تقدمه السينما و الدراما العربيه فكثيرا ما نجد الجوانب السيئه هى المسيطره دون نشر حلول لها و حتى دون إظهار عيوبها حتى أنه في كثير من الأحوال يظهرون هذه الجوانب السيئه على أنها الحل في كثير من الأحيان مثل العنف فى مقابله العنف أو ماشابه.
و بالتطرق للحديث عن الطب فى السينما و الدراما العربيه ,نلاحظ استخدام القشور فى السينما و الدراما فتجد مريض يصاب بطلق نارى و تجرى له الجراحه العاجله دون وضعه على جهاز تنفس صناعى وفى كثير من الاحيان دون تخدير من الأساس و كأنه مفتوح البطن أو القلب و تجرى العمليه ببركه دعاء الوالدين .
و كثيرا ما شاهدنا مريض فى غيبوبه تامه و مع هذا دون جهاز تنفس صناعى أو حتى دون وضعه على أكسجين على أقل تقدير ,قد يكون هذا عن جهل و غير متعمد لكنه يؤدى فى النهايه إلى الجهل و الإجهال للمشاهدين ,فبدلا من توعيتهم بدور الطب العظيم عامه فى الحفاظ على المريض و دور التخدير خاصه فى الحفاظ على حياه المريض سواء كان فى غرفه العمليات أو فى غرف العنايه المركزه , أنكرنا عن جهل أى دور لهم مما يؤدى إلى إجهال المرضى و المرافقين لهم دور التخدير فى إجراء العمليات و فى غرف العنايه المركزه ,نعم الشافى هو الله و لكننا أداه الله فى شفاء عباده المرضى .
هذا يسبب ضغوط عنيفه على الأطباء أنفسهم فقد يعتقد ذوى المرضى أننا نعذب مرضاهم بوضعهم على أجهزه تنفس صناعيه أو بوضع الأنابيب الحنجريه و كأن المشكله الرئيسه الأن هى تلك الأنبوبه الحنجريه أو أن ما قد يؤدى إلى وفاة المريض ليس هو المرض الأساسى أو حتى حادث أو طلق نارى بل هو التخدير .
يا ساده مسئولى السينما و الدراما , لابد لكم من تثقيف المشاهدين و إعلامهم بقيمه الطب عامه و قيمه التخدير خاصه محل النقاش الأن ,لابد لكم من تجهيز أهل المرضى ليعرفوا المسار الطبى لحالات ذويهم , ليعرفوا قيمه العلم ,لابد من نشر الوعى الطبى لتخففوا عن كاهلنا معاناه تجهيز المرضى و أتباعهم ب المراحل الطبيعيه لإجراء العمليات الجراحيه , أهل المرضى ما إن رأوا مريضهم على جهاز تنفس صناعى فى غرفه العنايه المركزه صبوا غضبهم و لومهم على هذا الطبيب البائس المقيم فى العنايه المركزه .هذا هودور الإعلام فى الجانب الطبى إن أرادوا توعيه الناس .
بالطبع فى الاغلب هم يجهلون دور الطب و الطبيب و لكن ليس من الصعب أبدا الاستعانه بأطباء متخصصين لتفادى تلك الأخطاء التى تتسبب فى غضب أهالى المرضى بل و فى رعب المرضى أنفسهم ما أن تعلمهم بضروره تخديرهم فنجده يخاف من التخدير أضعاف خوفه من العمليه نفسها إن تذكر هذا الخوف فى هذه اللحظه الذى يعتقدها فارقه فى حياته .
الطب ,علم عظيم لابد من توعيه المرضى به و بقيمته لا أن نكتفى بشن الهجوم على ما يدعونه إهمالا هو فى كثير من الأحوال ضعف الإمكانيات بل و فى كثير من الأحيان جهل الإعلام به أو حب الإستمرار على الساحه الإعلاميه حتى و إن كان ب أخبار مفبركه مغلوطه .
أطباء مصر يحتاجون الدعم لإرجاع حقوقهم الضائعه ,من يصدق أن هذا الطبيب هو نفسه من كان يطلق عليه حكيم باشا !! الأن هو يسعى بكل قوته من أجل صراع البقاء على قيد الحياه فى مستوى إجتماعى يليق به و بمهنته و هو لا ينتظر كلمه شكر واجبه على من يقدم لهم الخدمه .
أنظروا إلى أوضاع الأطباء فى كل دول العالم كانت متقدمه أو ناميه و أنتم تعرفون أن أطباء مصر فى ظلم صريح ,و إهمال متعمد و لعقود عديده من السنين. و مع هذا يظل الإعلام فى إستمراره بتهيج الجماهير ضدهم بدلا من توعيه المجتمع بقيمتهم و بدلا من تخفيف الضغوط التى يعانونها بتوعيه المرضى و ذويهم .و كيف هذا فلا سينما ولا دراما تحاول توعيه الناس بوظيفتهم و قيمتهم و لكن و فقط إظهار السيئ فيهم ونشر أخطائهم إن كانت أخطاء من الأساس .
أرجوكم ساعدوا أطباء مصر, خففوا عنهم ضغوط أعمالهم على الأقل بتوعيه المرضى ومن يرافقهم , ساعدوهم فى محاولاتهم إستعاده حقوقهم المهدره ,بدلا من نشر أخطاء من وجهه نظركم إسألوا من أهل العلم .
لا ترقى الأمم أبدا إلا لو عرفت قيمه العلم و العلماء ,لا تبنى أبدا بمحاولات الهدم التى نراها ,لا تنهض أبدا بهروب عقولها المستنيره و أصحاب القلوب النابضه بها .فكما قلنا مرارا الصحه و التعليم هم أساس الأمن القومي .و لتعلم إن أردنا بناء مستقبل فعلينا بالتعليم و الصحه و إن لم نهتم بذلك فلا مستقبل لأوطاننا.
السينما و الدراما لهما قيمه عاليه و حقيقيه و لكن إن وجهت لخدمه المجتمع لا من أجل كسب الأموال على حساب أطباء مصر و على حساب المجتمع نفسه من فقدان قيمه و فقدان عاداته و أخلاقياته .إن لم يستخدما من أجل الشعوب فلا قيمه لهما ولا لدورهما فى المجتمع.
استقيموا فى عملكم لعلكم تكونوا سببا فى رفعه البلاد لا فى إنهيار أخلاق شعبها و تفشى الأمراض الإجتماعيه بها.
الكاتب : د. إيهاب أبورحمه

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

المحاكمات (التأديبات) الكنسية … منظور ارثوذكسى

كمال زاخرالخميس 19 ديسمبر 2024 البيان الذى القاه ابينا الأسقف الأنبا ميخائيل اسقف حلوان بشأن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.