الخميس , أغسطس 15 2024

ماجد سوس عضو نقابة الصحفيين الأمريكيين يكتب : فلسفة الموت

بخار يظهر قليلا ثم يضمحل هذه هي حياتنا فهمها الحكيم سليمان في نهاية عمره و كتبها لنا لعلنا نعي الدرس
جيداّ فكتب يقول لنا باطل الاباطيل الكل باطل ما الفائدة للانسان من كل تعبه الذي يتعبه تحت الشمس ، ثم التفت
انا الى كل اعمالي التي عملتها يداي و الى التعب الذي تعبته في عمله فاذا الكل باطل و قبض الريح و لا منفعة
تحت الشمس. العمر يمضي سريعا ولم يعد للسنين قيمة و أصبحنا نجد ان ملاك الموت يطرق الأبواب دون أن يعتبر
للعمر عبرة فيطرق ابواب الصغار و الشباب وكأن قصة الإختطاف باتت هي النهج السماوي هذه الأيام . ربما نقف
حائرين و لا نجد إجابة واضحة لماذا يارب تأخذ الإنسان صغيراّ و انت تعرف انه يعول اطفالا او انه وحيد ابيه او انه
كفيل عائلته !! ربما لا تجد إجابة قاطعة او بالأدق اجابة محددة الا انه توجد حقيقة واحدة و هي ثابتة و ان شككنا
فيها أحياناّ و هي ان الله لا يصنع الشر و لديه هدف لا يحيد عنه و في تحقيقه لهدفه يوازن بين حياتين احداهما
قصيرة ، وإن طالت ، تملك كل إمكانيات السقوط و الشقاء في داخلها و اخرى حياة أبدية لا تنتهي لا يشيخ فيها
الإنسان و لا يمرض ، ليس بها خطية و لا ضعف و لا خوف و لا قلق و لا دموع و لا حزن ! هنا يقف الله امام الإنسان و
لو كان طفلا او شابا و بمقتضى علمه السابق يرى كل حياته من يوم مولده الى نهايته فإن وجد قلبه حسب قلب
الله ، كما قال عن داود فتشت قلب داود فوجدتة حسب قلبى او ان وجد ظروف محيطة قد لا نراها قد تجعله يهلك
او يبتعد عن الله ، هنا يقوم الله كالجراح الذي قد يجرح المريض بجراحة دقيقة من اجل شفاءه حتى و إن تسبب
في حزن الأهل و الأحباء مؤقتاً . و الجراحة قاسية لأنها قطع من شركة الكنيسة المنظورة لينضم المنتقل الى
سحابة الشهود في الكنيسة المنتصرة . عندما نفقد شخصاً صغيرا في السن علينا أن تذكر ان الرب يسوع عاش
في الأرض 33 سنة فقط و اكتفى بهذه السنين التي قدم فيها كل رسالته و بالطبع لم تستحق الارض ان تلمسها
قدميه الطاهرتين . نعم مات يسوع في عز شبابه تألمت أمه لفراقه بالجسد ألماً شديداً و لكنه سرعان ما كشف
لها سر خلاصه للبشرية و سر الأنتصار على الموت و هو السر الذي سلمه للبشرية ليتحول الموت الى انتقال .
جرجس مات عنده 27 ورأى عذابات شديدة جداً و مريعة و النهاردة أصبح إسمه مارجرجس و شفيع لعشرات الدول
. مينا مات 24 سنة و اصبح مارمينا و من كتر عجائبه اصبح العجايبي شفيع الملايين . نعم فراق أحباءنا لهو أمر
صعب جدا و مؤلم للغاية و قد بكى الرب يسوع على العازر و تأثر حين سمع صراخ و عويل اخوته . لذا فحزننا على
أحبائنا أمر طبيعي و لكن الكتاب يطلب منّاً شيئاً عجيباً جدا حين يقول ، كحزانى و نحن دائما فرحون و الفرح مرتبط
بوعينا انه لا موت لنا و انما انتقال الى حياة أفضل . هناك اكليل يسمى اكليل الشكر لمن يشكر في الوقت الذي
يصعب فيه الشكر او في وقت التجربة المرة و هو اكليل يخطفه أهل المنتقل و لاسيما الذين يرتدون الملابس
البيضاء و يعزون بعضهم البعض بتهنئة القيامة ، إخرستوس آنستي ، المسيح قام . فلسفة الموت صعبة ان قرأناها
بعيدا عن فلسفة القيامة و الحياة . كتب سليمان الحكيم يقول ” ثم رجعت و رايت كل المظالم التي تجرى تحت
الشمس فهوذا دموع المظلومين ولا معز لهم و من يد ظالميهم قهر اما هم فلا معز لهم ، فغبطت انا الاموات الذين
قد ماتوا منذ زمان اكثر من الاحياء الذين هم عائشون بعد” . عرف يومها االحكيم ان الموت قد يكون مغبوطاً أكثر من
الحياة وبعد ان جاء المسيح و انتصر على الموت و حذف “قد” سمعنا ما شرحه لنا يوحنا الرائي ” وسمعت صوتا من
السماء قائلا لي: اكتب: طوبى للأموات الذين يموتون في الرب منذ الآن . نعم، يقول الروح: لكي يستريحوا من
أتعابهم، وأعمالهم تتبعهم “. و أصبح للموت تطويب و أصبح من يخطفه الموت هو المنتصر و صار نقيض الموت هو
مبتغانا فنقول انتقل الى الحياة و ليس ذهب الى الموت و تلك حياة فلسفة الموت

شاهد أيضاً

الدكتور عماد فيكتور سوريال يتحدث من خلال الجزء الثالث للأحوال الشخصية عن المرأة

23 رِيحُ الشِّمَالِ تَطْرُدُ الْمَطَرَ، وَالْوَجْهُ الْمُعْبِسُ يَطْرُدُ لِسَانًا ثَالِبًا. 24 اَلسُّكْنَى فِي زَاوِيَةِ السَّطْحِ، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.