الإثنين , ديسمبر 23 2024

خطاب الرئيس بين الواقع وهجمات التأليس…!!

بقلم : ياسر العطيفى
يبدوا أن الإستخفاف أصبح ثقافة شعب،بل وتحول إلي وظيفة وشغل وعمل ومبدأ حياة للبعض!!،فما إن أنتهى الرئيس عبد الفتاح السيسي من خطابة الملىء بالأرقام والدلالات التى تحمل الكثير من الإيجابية وأننا نسير على الطريق الذي ربما نحن فى بدايتة ولكننا سلكنا الإتجاه الصحيح ،حتى أنفجرت وسائل التواصل الإجتماعي مغرده بإستخفاف بفقرة(صبح على مصر)والتى تم إجتزائها من خطاب الرئيس والتى قال فيها نصاً وموجها الشعب ،إن تحقيق العدالة الإجتماعية يتطلب تعاون المصريين جميعًا حكومة وشعب، مضيفًا: “إحنا بنتكلم كتير”.
وأضاف “السيسى”، خلال كلمته فى مؤتمر “رؤية مصر 2030″، “لو كل يوم 10 مليون واحد من اللى معاهم موبايلات صبح على مصر بجنيه، سنستطيع توفير 10 مليون جنيه يوميًاْ، و300 مليون شهريًاْ، و4 مليار جنيه فى السنة”.،لدرجه أن هناك أشخاص لم يسمعوا الخطاب أصلآ بل قيل لهم أن الرئيس قال كذا،فصاروا ينعقون مع الناعقين!!ويسخرون ويتهكمون فقط لأنهم ضد الرئيس !! وكأن مقولة غاندى تتحقق الان في مصر(كثيرون حول السلطه وقليلون حول الوطن)!!
تعالوا نهدأ قليلآ ونحكم العقل والمنطق بغض النظر من مع الرئيس أو ضدة،تعالوا نتحلق تحت ظلال الوطن ونفكر قليلآ ونتأمل تلك الأرقام والحقائق المذهلة،لندرك مدى مغزى ودلاله كلمة الرئيس
وصل عدد المشتركين لشركات المحمول اكثر من 95 مليون مشترك فى مفارقة تحدث لاول مرة على مستوى العالم ان يصبح عدد مشتركى الخدمة اكبر من عدد سكان الدولة بالاضافة الى الطفرة التى حدثت فى تكنولوجيا الاتصالات والانترنت قد ساهمت بشكل كبير فى وصول حجم الانفاق السنوى الى هذا الحد الكبير الذى لا يتمشى مع الحالة الاقتصادية التى تعيشها الدولة !!!نسبة استخدامة بين الطبقة المتوسطة والفقيرة تصل الى 80 فى المائة من عدد المستخدمين ولا ننكر انه اصبح له اهمية قصوى فى حياتنا ولكن ليس لدرجة استقطاع جزء من الدخل الشهرى للانفاق على المحمول حيث يصل متوسط انفاق الاسرة الواحدة الى حوالى 400 جنيه شهريا.
حجم ما ينفقه المصريون على رفاهية المحمول والاتصالات سنويا يكفى للقضاء على مشكلة البطالة لمدة 3 سنوات قادمة خاصة فى ظل الاقتصاد الذى يمر بمرحلة تعافى وان تقارير جهاز تنظيم الاتصالات التى تصدر بهذا الشأن تعطى مؤشرا مخيفا فوصول عدد المشتركين الى اكثر من 70 فى المائة من عدد السكان معظمهم فئات صغيرة وغير منتجة لسداد قيمة الاستهلاك الفعلى ما يؤثر سلبا على ما يسمى بـ(المخزون الاقتصادى الشعبى) حيث يعمل على تشجيع فكرة الاستهلاك على حساب الادخار بالاضافة الى التطلع الدائم الى الرفاهية السهلة فمن المفترض ان يستخدم انتاجية اكثر من الثرثرة او الاستهلاك الهدام للاقتصاد وحتى اصبح العديد من الاسر تخصص جزءا من دخلها للانفاق على المكالمات والاجهزة بصفة مستمرة والاستخدام الخطى ساهم فى زيادة نسبة البطالة واكبر دليل على هذا الاستخدام السيئ هو ما ظهرا مؤخرا من زيادة القدرة الاستعابية لعدد المشتركين عن طريق زيادة الكود من 10 أرقام الى 11 رقم بجانب بعض الخدمات التى تقلل فرص الحراك الاقتصادى لدى بعض المؤسسات مثل البريد والبنوك عن طريق توافر خدمة تحويل الاموال ومن المؤكد ان لها تأثيرا على العديد من القطاعات المصرفية الاخرى ما يزيد حجم الخسائر الاقتصادية بالإضافة الى ان اغلبية المشتركين من الطبقة المتوسطة والفقيرة مما يعكس واقعا مغايرا للحقيقة،فنحن دولة تحتاج الى دعم الاقتصاد فى خدمة المشروعات القومية وليس ارباح الشركات الخاصة فقط!!
سوف يصل عدد المشتركين عام 2020 الى 150 مليون مشترك بزيادة 30 فى المائة على عدد السكان وهذه مفارقة تعد الاولى فى العالم برغم من اننا نوصف كدولة نامية وهذا ما اكدته اقسام الدراسات والتطوير داخل الشبكات الثلاثة القائمة بالفعل بأن طبيعة المصريين تستهويهم الاسراف على الكماليات والبحث عن العروض والمزايا التى تقدم من الشركات بصرف النظر عن حاجته لها.
حجم انفاق المصريين على الرسائل فقط تجاوز نصف المليار جنيه سنويا!!! خاصة فى الاعياد والمواسم باختلاف الاعمار والفئات فمتوسط استخدام الفرد لهذه الخدمة من 10 الى 20 رسالة بجانب ان هناك مواسم لزيادة الاستخدام مثل الانتخابات او الدعاية للمنتجات معينة او شركات بالاضافة الى استخدام خدمة الرسائل الاخبارية ورسائل المسابقات والارقام المختصرة والمعلومات العامة والتى يصل قيمة الرسالة فيها الى 5 جنيهات ما دفع العديد من القائمين على الميديا والاعلام على تنظيم مسابقات او برامج كاملة تعتمد اساس على دخل رسائل (sms) على المستوين المحلى والدولى واحدث حالة من المنافسة بين الجمهور ولا عجب فى ان تصل قيمة بعض فواتير المحمول للافرد الى 5 الاف جنيه فى الشهر بالاضافة الى ميزانية الانترنت وحسبما رصد بعض التقارير الى ان 82 فى المائة من مشتركى الانترنت لا يقوم على اساس تجارى او بحثى.
إذا فكلام الرئيس موجه لحماية ما يسمى بـ(المخزون الاقتصادى الشعبى) ومبنى على أساس واقعى بناء على مؤشرات حقيقة ،ويعد علاجاً ناجعاً وسريعاً لإقتصاد يأن ويترنح لا يتطلب الكثير من الكلام والثرثرة بقدر ما يتطلب الكثير والكثير من العمل والجد والإجتهاد والعمل ، إن سيدنا موسى عليه السلام وهو من هو نبي معصوم ومكلف وكليم الله،لم يستطع دخول القدس بسبب شعب أكتفى بالكلام والثرثرة والجدل والسخرية والإستهزاء حتى وصل بهم الحال إلى(أذهب أنت وربك فقاتلآ إنا هاهنا قاعدون)!!فكان مصيرهم التيه 40 عاماً مشردون بلا وطن،فهل سنسلك شعبهم وطريقهم!!
أم نتمسك بما فعله ذي القرنين عندما أتى على قوم ضعاف حفاه عراه ممتهنون من يأجوج ومأجوج،فطلبوا منه النجده والمساعده ،وهو من هو(ملك الأرض)لم يقل لهم تنحوا ودعوا الأمر لي وهو قادر، بل قال لهم( قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا) فكان البناء القوى ،القائم بإذن الله حتى اليوم المعلوم
فهلآ أرينا الله ثم وطننا فينا خيرا جميعا ورددنا كشعب جميعاً للوطن (مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ) وتعاونا بقوة لنصرته وبناء جدرانه قوية متماسكه إلي يوم الدين …بإذن الله

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.