ياسر العطيفى
الأقصر..تلك المدينة التى ما إن يذكر لفظ (السياحة) ترنو لإسمها عقول السائحين ،وتهفو لزيارتها قلوب العاشقين،لا اكون مبالغاً حين أصفها بأنها المحافظة الأشد معاناة فى مصر كلها منذ 25 يناير وحتى الأن نتيجة الأحداث السياسية المصرية والعالمية أيضاً،حتى وكأنك تشعر أن الأقصر هي قلب العالم والتى ما إن تداعى عضو من أعضائة الا وسهرت الأقصر تعانى من السهر والحمى!!فشريان الأقصر ووريدها هي السياحة والتى سرعان ما تتأثر بأى عامل ليس على الصعيد المصري الداخلى فقط!بل والعالمي أيضاً!! محاولات عده تبذل جلها يبوء بالفشل بسبب الروتين والأفكار البالية القديمة وإنعدام الرؤية السياحية الثاقبه،فصناعة السياحة تحتاج لمبدعين لا موظفين،فكر خارج الصندوق لا فكر ينوء بالشقوق!!ولكن هناك بصيص من الأمل إنتظرنا قدومة كقبلة حياة تعطى لأقصرنا ولو قليلآ تفيقنا من ثبات المرض،نتوكأ عليها ولو قليلآ ونهش بها على أثارنا وتخفف ثقل مأربنا ألا وهى السياحة الداخلية..ولكن يبدوا أن الأقصر كتب عليها أن تتجرع كؤوس إنعدام الرؤية وسوء التخطيط والفشل الإدارى!!فما إن يصل السائح محطة قطار الأقصر مبتسماً بفرحه الوصول حاملآ حقائبة الكثيرة التى ربما حمل فيها دولابه كاملآ كى يقضي أسبوعاً رائعاً بالأقصر قبلة السائحين مترنماً بأغنية العزبي الشهيرة(الأقصر بلدنا بلد سواح…)،حتى تتبدل ملامحه سريعاً بالسخط والحنق والغضب!!والسبب عدم وجود أرصفه بالمحطه فقد تم تكسيرها تماماً بحجة التطوير والإصلاح!!فلا تستطيع سيده مسنه ان تسيرولا حتى تستطيع أنت كشاب أن تنزل من القطار نفسه دون معاونه!!،فضلآ أنك لا تستطيع ان تسير بحقيبه إلا حاملآ إيها على أكتافك!!وكأن الأقصر متمثلة فى محطه قطارها تخرج لسانها لزائريها قائله لهم(موتوا بغيظكم)مما دفع بأحد الإعلاميين المشهورين وقد كان فى زيارة للأقصر أن يعبر عن إستيائة البالغ ويصف الوضع في محطه الأقصر(بالمقزز)!!لا احد يكره التطوير والتجديد،ولكن أبجديات الإدارة الناجه فى إتخاذ القرار هي (أين،ومتى،وكيف)!! ألم يدرك متخذ قرار تطوير محطه الأقصر فى هذا التوقيت بالذات أنه توقيت الإجازة الصيفية وموسم السياحة الداخلية!!؟؟إذا لم يكن مدرك فمصيبة!!فهذا يدل على عشوائية القرار دون مدخلات واضحه وصحيحه مما يساوى فشل!!وإذا كان مدركاً وأتخذ هذا القرار فهو متواطىء على الأقصر وأهلها ويساوى فشلاً أيضاً بمحاولة إفسادة وتعكيره صفو موسم سياحى كامل!!؟؟ولكن كل هذا ليس مهماً فى نظر من أتخذ هذا القرار الفاشل والمفشل في هذا التوقيت بالذات!!المهم بالنسبة له هو تقفيل الميزانية بأى شكل هدم سور محطه لا حاجه لهدمة!!تكسير أرصفة كان من الممكن الإنتظار لأشهر اخرى كى يتم تغييرها!!مع العلم أن محطه الأقصر لم يمضى وقت طويل على تطويرها وتجديد أرصفتها أيضا!! يبدوا يا سادة أننا نحتاج في وطننا لتكسير العقول وليس الحجارة،العقول التى أصبحت أشد قسوة من الحجارة،بل إن من الحجارة لما يتفجر منه الإبداع !!ومعابد الأقصر تشهد بذلك،كنت أطلب قديماً من جدى أن يعلمنى دعاء أكتفي به فكان يقول لي قل(اللهم أرزقنى التمييز)!!فسألته فى تعجب فقط!! قال لى إذا رزقك الله التمييز فرقت بين الغث والثمين،وكان قرارك فى الوقت والزمان المكين !!تذكرت كلام جدى اليوم وأنا أقف فى محطه الأقصر وأنا احاول معاونه أقارب لي فى النزول من القطار بسبب سوء التمييز من المسؤولين فى وزارة النقل وأيقنت وبكل أسف أننا نعانى فى وطننا من(إنعدام المفهومية)
الوسومالأقصر ياسر العطيفى
شاهد أيضاً
“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “
بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …