الإثنين , ديسمبر 23 2024
فاطمة ناعوت

هتحبسي فاطمة ناعوت؟

هتحبسيها يا مصر؟.. أحبسيها.. هي بصراحة تستاهل الحبس.. بالرغم من انها صديقتي وأستاذتي، إلا إن الصراحة هي تستاهل.. الحقيقة متزعلش.
فاطمة أجرمت في حقك يا بلدي.. فاطمة ارتكبت ذنوب لا تغتفر في حق شعبك.. فاطمة أساءت اليكِ وإلى هويتك….. فاطمة فكِّرت.. فكِّرت يا مصر.. فكِّرت يا بلدي.. مواطنة مصرية تطاولت على أعرافك وتقاليدك ومناخك وثقافتك وفكِّرت، حتى دون استئذان.

احبسيها يا بلدي، ومش لوحدها.. احبسي معاها أي بني آدم يرتكب نفس جرمها.. فاطمة مش فكرت وبس، فاطمة كتبت ونشرت أرائها وأفكارها، لا دي كمان شاعرة، وأديبة، ومترجمة، كل ده ومش عايزينها تتحبس.. احبسيها يا بلدي بقلب جامد، احبسيها وانت مرتاحة وراضية.. دي قال أيه: كانت عايز نهضة ثقافية وتعليمية في أرضك، كانت عايزاك تتقدمي وتكبري زي دول الغرب الماجن الكافر.. فاطمة كانت بتبحث عن الجمال، تخيلي؟.. كانت بتسعى للحرية، والحداثة، والرقي، والتقدم.. احبسيها عشان حاربت الجماعة اللي كانت حكماكي، ولسة حكماكي.. احبسيها عشان طلعت وسعت ونادت لثورتين على أرضك، معتقدة انك ممكن تتغيري.. احبسيها عشان كانت بتنبذ الطائفية والعنصرية والتمييز.. احبسيها بكل أريحية وراحة الضمير، احبسيها عشان كانت بتحارب ولادك وأهلك تجار الدين والسلفيين والإخوان، احبسيها عشان تعاطفت مع حيوان ضعيف ونادت بتطبيق تعاليم دينها وكتابها في ذبحة.. احبسيها عشان خدت على اسمك جوايز من العديد من دول العالم الفاسق.. احبسيها عشان بتحاول تغير فيكي زي طه حسين وابن رشد ومحمد عبده.. احبسيها عشان مبتسمعش الكلام، وبتآوح، وبتعند، وكمان بتحرض على الفن والإبداع والرقي، ومش عايزة تعرف انك عمرك ما هتتغيري.

احنا أسفين.. أسفين يا مرسي اننا شلناك، وأسفين يا بديع اننا طلعنا عليكوا.. بجد أسفين، مكناش نعرف.. أسفين يا شيخ برهامي، انت صح.. هنعمل كل طلباتك، أوعدك من أول الشهر هدور عليك عشان أدفعلك الجزية.. وهنسيبكوا تهدوا كنايسنا زي مانتو عايزين.. أسفين يا برهامي.. والله ما كنت أعرف انك بتحكم انت وجماعتك وأهلك وعشيرتك.. ازدري ديني براحتك، كفرني زي مانت عايز، حقك.. خلاص، هنعيش جنب الحيط يا شيخ برهامي.. حاضر، ومش هنطالب بحاجة، كفاية انكوا سايبنا نعيش في بلدكم.

أسفين يا مصر.. كان نفسنا نغيرك، قبل مانتِ تغيرينا.. احبسيها يا مصر.. احبسيها ألف سنة.. هي برضه بتحبك، مش هتزعل، ولو زعلت؟.. جمدي قلبك.. احبسيها، وهاتي الباقي معاها، احبسيها واسلبي حريتها.. بس الأهم، احبسي عقلها، فكرها، رأيها، ثقافتها.. أفرمي يا مصر ولادك، احبسيها واحنا راضيين، وعلى فكرة.. لا تعليق على أحكام القضاء.

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.