الثلاثاء , يوليو 16 2024
محمود طاهر

خواطر محام فى سورة يوسف .

كتبها محمود طاهر
حين تمتلىء القلوب بالغيرة الحاقدة ، تنشط دوافع الشر فيها ، حتى وإن كان أصحاب تلك القلوب فى الأصل صالحين ، فهاهم اخوة يوسف بيتوا النية على الإضرار به والكيد له وفى ذات الوقت عقدوا العزم على ان يتوبوا ويكونوا من بعده قوماً صالحين ” اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضا يخل لكم وجه أبيكم وتكونوا من بعده قوما صالحين ” تلك هى نفسية المجرم فى كثير من الأوقات ، لذلك كان البحث عن الدوافع والبواعث مهما جدا لمعرفة الفاعل الحقيقى للجريمة ، فقد يكون فاعلها هو أبعد الناس عن مظنة ارتكابها .
* المجرم حين يعقد عزمه على ارتكاب جرمه يجتهد قدر استطاعته أن يوقع بفريسته ، وان يخرجه من كنف من يرعاه ويحوطه ، حتى يوارى فعله الآثم ، ويسهل له تلفيق الاتهام الى غيره .. “قالوا يا أبانا ما لك لا تأمنا على يوسف وإنا له لناصحون ” ولو حسن قصدهم ما سألوا مثل هذا السؤال ولبادروا بالقول ” أرسله معنا …” دون مقدمات .
* لا يغرنك أبدا كون المتهم أقرب لارتكاب مثل هذا الفعل الآثم ، أو أن يكون مقبولا عقلا ومنطقا أن يقع ذلك من مثله ولا يغرنك أبدا ما أحيط حوله من الشبهات ، وما ردد عنه بوسائل الاعلام ، أو حتى ما سطره محرر المحضر أو أقوال الشاكى ، فالمتهم برىء وإن كان فى الأصل ذئب . ” وتدبر جيدا قضية اتهم فيها الذئب وهو من جرمها برىء “
* يبحث الجانى الحقيقى دائما عن ابعاد الشبهة عنه ، ويحاول قدر استطاعته ، أن يلفق الجريمة إلى غيره زورا وبهتانا ، ويصطنع لذلك بعض المظاهر الخادعة المكذوبة ، “وجاءوا على قميصه بدم كذب ” فلا تنخدع بما تراه للوهلة الاولى ولا يكن حكمك قائما على مجرد هذه المظاهر التى يستبين كذبها عند تحقيقها .
المحامى لا يدافع عن الذئب ، إنما يدافع عن المتهم الذى ظنه الناس ذئب

شاهد أيضاً

انتبهوا لمن يستهدفون سلام ووحدة مصرنا

كمال زاخرالاثنين ١٥ يوليو ٢٠٢٤ هناك فرق شاسع بين المعارضة وبين الإساءة لرئيس الدولة، وهناك …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.