تعريف بالرّجل: عاش أليخاندرو هو وصديقه ريان علوش مغ العثمانيين فترة، لم أكن أعرف سرّ العلاقة التي تربطهما إلى أن التقيت به. رائع يا أيخاندرو . تمعنّوا في صورته في الأعلى.
متلازمة النّهيق
في أحيان قليلة أرغب في معرفة ما يجري في الدنيا، أفتح على الأخبار في التّلفاز، ومن ثم أرحل عن العالم. كأنّهم يتحكمون بي عن بعد مثلما أتحكم في التّلفاز، تزورني الكوابيس لساعة، يحيط بي حمير ينهقون في الحلم الكابوس، وأفتح عينيّ الزائغتي النّظر فأرى الشّاشة تستضيف حماراً، وعلى الطرف الآخر يصرخون حاء.
الأمر يتكرّر كثيراً معي. في الحلم الكابوس أتاني حكيم. دعيني أرى حبالك الصّوتيّة. أنت بريئة من المرض. كم لغة تجيدين.
لا أدري أيّها القدّيس. أعرف عدّة لغات لكنّني لا أجيد أيّة واحدة منها،حتى لغتي الأم لا أجيدها!
طلب منّي أن أتعلّم لغات أخرى، ومن تلك اللغات لغة الجروّ، والكرّ، لابدّ أن أبدأ منذ الطفولة حتى أجيد لغة البالغين من الحمير، والكلاب.
لا مشكلة لدّي لكنّني أحبّ الخيول أكثر.
قال: ليس زمانهم.
أفكّر في الأمر. الحكيم على صواب.
لا أرى بعد ذلك اللقاء معه سوى أصوات الحمير النّاضجة، ومع أنّني أحبّها غير مصبوغة. لماذا تصبغ الحمير شعرها؟ سؤال يحيّرني!
لم أعد أغفو عندما أفتح التلفاز. إنّني بحاجة إلى تعلّم اللغة . وصلت إلى مرحلة لا بأس بها، وقبل أن أنسى لغتي الأمّ التي تطغو عليها هذه اللغة يوماً بعد يوم. عليّ أن أسّجل سبقاً علمياً، وأحصل على براءة في ” متلازمة النهيق” وهي تعني أن يكون الحمار متوازناً في حديثه. هناك صوت أقلّ من النّهيق .
ذهبت إلى الدّائرة الرّسمية في التوثيق بعد أن أنهيت الأوراق المئة المطلوبة من الدوائر الخمسمئة فكلّ دائرة لها خمسّة دوائر، أحدها ترسلك للأخرى، وصلت إلى توقيع الأب الكبير، عطس، انقطع النّور وبقيت في الظّلمة.
بقيت مدّة طويلة قبل أن أرى النّور، وفي أوّل مرّة رأيت فيها النّور بحثت عن مرآة لأرى كم كبرت في تلك المدة. لم أجد مرآة، ذهبت إلى البحيرة. كانت كالمرآة . لم يعد في وجهي تجاعيد.ما أكرّمك يارب!
عدّت إلى الشّباب. أتان في أوج جمالها، وما إن نطقت بحرف حتى اجتمع حولي مئة حمار. سموني “نرسيسة” أو نرجسية لأنّني كنت أجملهم.