عيب أووووى…
30 ديسمبر، 2015 مقالات واراء
عندما يخرج علينا رئيس الجمهورية بذاته ليقول للمواطنين المسلمين ان تهنئة المسيحيين فى اعيادهم جزءا من عقيدة الاسلام فهذا امر يزعجنى اكثر من ان يفرحنى.
هل وصل بنا الهبوط الى هذا الدرك، حتى يصبح القاء المجاملة على انسان مسألة يختلف فيها الناس؟
واين شيوخ الاسلام حتى ان رئيس الجمهورية ياخذ من وقته ليتوسل لشعبه ان (يعملوا معروف) ويتحننوا على اخوتهم فى الوطن بكلمة حلوة فى عيدهم؟ وهو لم يطلب منهم الموافقة على عقيدتهم ولكن مجرد ان يتمنوا لهم الخير
آخرون فى العالم المتحضر سبقونا الى اقرار حقوق اسموها حقوق الانسان بينما نحن ما زلنا لم نصل الى الاعتراف ان غيرنا ينتمى الى فصيل الانسان. وما زلنا نحرم عليهم حتى مجرد ان نتمنى لهم عيدا سعيدا.
ان يلقى على انسان التحية فى العيد او لا يفعل فهذا لن يزيد او يؤخر شيئا عندى. ولكن المؤسف فى الامر انه يعكس حالنا فى مصر ونوعية الناس الذين نعلق عليهم الآمال فى بناء مصر الحديثة. كيف نتوقع ان نسابق الدول فى الوصول الى الكواكب الاخرى بينما نحن ما نزال نتمرغ فى وحل التعصب والكراهية؟
علينا ان نكف عن الافتخار بماضينا وبدلا منه دعنا ننعى حاضرنا ونبكى مستقبلنا. لم يتبقى لنا من الفراعنة غير “الفرعنة” وفرد عضلاتنا على الغير. وما تركوه من آثار كانت تجلب علينا بعض ما نحتاجه من عملة صعبة اغلقنا عليه داخل المتاحف بعد ان قفلنا الابواب امام من يريد ان ياتى ليراها. دعنا ان نكف عن التشدق بحضارتنا القديمة التى كانت ملجأ لكل هارب من الظلم فمصر اصبحت المكان الذى يهرب منه مواطنيه تفاديا للاضطهاد.
ومصر التى كانت تصدر الخير للارض كلها اصبحت الان تصدر الارهاب فرئيس تنظيم القاعدة طبيب مصرى ترك مهنة علاج الناس وتخصص فى الارهاب ليقتل ويدمر، ورئيس فريق تحطيم برجي منهاتن فى نيويورك كان مصريا.
السباق فى العلم والتكنولوجيا على قدم وساق بين دول العالم كبيرها وصغيرها. ولكن فى مصر نحن مشغولون بما هو اهم وهو ان نحاكم ولدا ضغط على زرار لايك على مقال لم يعجبنا فى الفيسبوك، او نسجن مفكرا لمجرد انه كانت له رؤية دينية مخالفة.
لك الله يا مصر….