بقلم / خالد المزلقـانى
محمد حسنين هيكل الكاتب والصحفى الأكثر إثارة للجدل خلال العقد الأخير وهو أحد أشهر الصحفيين العرب والمصريين في القرن العشرين. ساهم في صياغة السياسة في مصر منذ فترة الملك فاروق حتى الآن
ومن أسباب إثارة الجدل حوله . إنه قد عارض مبارك ورغم ذلك كان ابنه صهرا رأسماليا لجمال وعلاء . وقد أعلن دعمه مبكرا للسيد حمدين صباحي . ثم تنكر له بحجة وجوب دعم الحاكم الضرورة .
ولكن رغم ذلك وبعيدا عن الأحكام الأخلاقية، لا ننكر أن هيكل سياسيا بل يوصف بأنه موسوعة سياسية يتعلم منها الكثير
وعودة الى هذا الجدل الدائر حول هيكل لو تم الرجوع لكل حواراته مع لميس الحديدى أو لقاءاته مع صحيفة السفير لوجدته أقرب كثيرا إلى حمدين صباحي حتى من دون أن يسميه وفي أحد حواراته مع لميس بعد 30 يونيه قال بالحرف أنه يؤيد حمدين ويراه الأنسب لموقع الرئيس
وفي لقاءات لاحقة وتحت إلحاح وضغط من المذيعة بدء يتحدث عن السيسي، ولأسباب أعتقد أنها غير سياسية تم التحول في موقفه وأبده الدعم المعلن بالمشير السيسي وأسماه المرشح الضرورة و قد دافع عن كل إرتكابات السيسي وأخطائه وبرر له الترشح دون برنامج أو رؤية ثم عاد بعد ذلك ليطالب برؤية وبرنامج للدولة، وواصل بعد ذلك إدانة كل سياسات النظام وخياراته وإنحيازاته وطبقته السياسية وعدم كفاءته مع حرص شديد وطبعا على تجهيل الفاعل والمسؤل، ودون أي إشارة لمسؤلية الرئيس عن الإخفاقات الكثيرة، بل تم تحميلها فقط للحكومة وأجهزة الحكم المختلفة.
واليكم نبذة مختصرة عن محمد حسنين هيكل لكى نتعرف على تلك الشخصية التى إثير حولها الجدل مؤخرا بين مؤيد ومعارض لما يطرحه من مواضيع وكلمات وعبارات وهمسات على الساحة السياسية
ولد محمد حسنين هيكل في عام 1923 في حي الحسين، بالقاهرة، وكان والده تاجر حبوب من ديروط، محافظة أسيوط بصعيد مصر. كان هيكل يطمح لأن يصبح طبيبا لكن ظروفه لم تسمح له بغير الدراسة في مدرسة التجارة المتوسطة. وقرر هيكل مواصلة دراسته في القسم الاوروبي بالجامعة الأمريكية، وخلال فترة دراسته تعرف على سكوت واطسون الصحفي المعروف وقتئذ بالإيجيبشان گازيت، والذي استطاع عن طريقه أن يلتحق بالجريدة في 8 فبراير 1942، صحفيا تحت التمرين بقسم المحليات وكانت مهمته جمع أخبار الحوادث. وكان هيكل وقتها في التاسعة عشرة من عمره، ووقتها أيضا كانت الحرب العالمية الثانية قد اشتعلت، وكان من قدر مصر أن تخوض رغما عنها حربا لا ناقة لها فيها ولا جمل.
في ذلك الوقت كانت الإيجيبشان گازيت هي المطبوعة الأجنبية الأولى في مصر، وكان من يكتبون فيها ملء السمع والبصر، منهم مثلا جورج أرويل ولورانس داريل ووايف كوري ابنة مير كوري مكتشفة اليورانيوم، أما رئيس تحريرها فكان كاتبا لا يقل قدرا عن هؤلاء هو هارولد إيرل.
كانت مهمة هيكل في بداية حياته الصحفية مع الإيجيبشان گازيت هي جمع أخبار الحوادث بصفة عامة وما يخص قضايا بنات الليل بصفة خاصة. وفي هذه الفترة كان عبد الحميد حقي وزير الشئون الاجتماعية وقتها قد أصدر قرار بإلغاء البغاء الرسمي في مصر، وسبب هذا القرار كان إصابة عدد من جنود الحلفاء بالأمراض التي انتقلت إليهم من فتيات الليل، فكان أن اتفق الإنجليز وحكومة الوفد على إصدار القرار الذي أثار الجنود كما أثار فتيات الليل، كان الجميع يعرفون رأي الجنود الذين لم تكن تعنيهم الأمراض، وقد جاءوا إلى الحرب أي إلى الموت، لكن أحدا لم يكن يعرف رأي فتيات الليل، وتلك كانت مهمة الصحفي الصغير محمد حسنين هيكل.
كان تكليف الجريدة له هو أن يلتقي بفتيات الليل ويحصل من كل منهن على صورة يضعها على استمارة الاستفتاء التي وضعتها الجريدة وطبعت منها 500 نسخة، كان على هيكل أن يملأ خمسها، وهو ما نجح فيه بجدارة.
وبعد نجاح هيكل في المهمة الصعبة التي وكِلت إليه، كانت النقلة الأهم في حياته حين وقع عليه الاختيار ليذهب إلى العلمين التي شهدت أشرس معارك الحرب العالمية الثانية، ليصف بقلمه وقائع تلك المعارك.
ومن الحرب في العلمين إلى الحرب في مالطا إلى استقلال باريس تنقل هيكل لتردد الألسنة اسمه، ليفاجأ وهو يتناول غداءه ذات مرة – بمطعم الباريزيانا- بالسيدة فاطمة اليوسف صاحبة مجلة روز اليوسف تدعوه إلى مائدتها، ثم إلى مجلتها، ليصبح هيكل عام 1944 صحفيا في مجلة روز اليوسف التي كانت بوابة تعارفه على محمد التابعي، ومن ثم الانتقال للعمل معه في مجلة آخر ساعة التي عمل بها في آخر عامين للتابعي بها، قبل أن يشتريها منه مصطفى وعلي أمين، وعلى صفحات آخر ساعة كتب هيكل 13 أغسطس 1947 ما جعله حديث مصر كلها، ونقصد تحقيقه المصور عن “خط الصعيد”، ولم ينته عام 1947 حتى اخترق هيكل وباء الكوليرا ليكتب تحقيقا عن قرية “القرين” التي لم يكن أحد يجرؤ على الاقتراب منها، وهكذا كان طبيعيا أن يحصل الصحفي الشاب محمد حسنين هيكل عن جدارة على جائزة فاروق، أرفع الجوائز الصحفية بمصر في ذلك الوقت، وكان انتقاله للعمل بجريدة أخبار اليوم التي شهدت صفحاتها -بدءا من 1947 ولمدة خمس سنوات تالية- انفرادات هيكل، من تغطيته لحرب فلسطين إلى انقلابات سوريا، ومن ثورة محمد مصدق في إيران إلى صراع الويسكي والحبرة في تركيا، ومن اغتيال الملك عبد الله في القدس إلى اغتيال رياض الصلح في عمان واغتيال حسني الزعيم في دمشق.
وفي 18 يونيو 1952 فوجئ قراء مجلة آخر ساعة بعلي أمين -وكان وقتها رئيسا لتحريرها- يخصص مقاله للحديث عن هيكل، وينهيه بأنه قرر أن يقدم استقالته ويقدم للقراء في الوقت نفسه هيكل رئيسا للتحرير، وهكذا أصبح هيكل رئيسا لتحرير آخر ساعة، ولم يكن تجاوز بعد التاسعة والعشرين.
الوسومخالد المزلقانى
شاهد أيضاً
لا تقلق أنها جملة اعتراضية!!
كمال زاخر الإثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ مازالت الرسائل التى تحملها الىَّ آليات العالم الافتراضى، على …