الانتخابات البرلمانية التي تجري المرحلة الاولي منها امس واليوم تكتسب أهمية خاصة حيث انها اول انتخابات برلمانية بعد ثورة 30 يونيو وانتخابات الرئاسة كما انها اول انتخابات بعد وضع الدستور الجديد الذي اعطي مجلس النواب الكثير من الصلاحيات ليكون شريك حقيقي في الحكم ومنها حق مسائلة الحكومة وعزلها ومسائلة رئيس الجمهورية وتشكل حكومة من الأغلبية البرلمانية .
وهي مميزات لم يكتسبها أي برلمان مصري سابق كما انها مميزات لا توجد في الكثير من البرلمانات في الدول الأوروبية وتلك المهام الخطيرة تستوجب ان يتحمل الناخب مسؤوليتة في اختيار أعضاء مجلس النواب بدقة شديدة كما انها تستوجب أهمية المشاركة بكثافة في العملية الانتخابية لان ضعف المشاركة تعني الموافقة الضمنية علي النتائج التي ستتحكم فيها النسبة المشاركة فقط .
كا يجب ان ندرك ان عدم المشاركة بكثافة في العملية الانتخابية ستكون بوابة العبور للأحزاب ذات الاتجاهات الدينية والتي لا تؤمن بالدولة المدنية لان تلك الأحزاب تعتمد علي قاعدة ثابتة من الناخبين الذين يتم توجيههم تحت مبدأ الطاعة والولاء وبكل تأكيد عدم المشاركة تعني تسليم الوطن الي هذه الفئة التي لا تؤمن بالوطن ولا بحقوق الموطنين ولا بالعددية السياسية او الدينية .
لذلك كل مقاطع للعملية الانتخابية تحت أي مسمي يعطي صوتة لتلك الأحزاب التي تستغل الدين ويسلم الوطن لهم بإعطائهم اغلبية غير حقيقية لا تمثل حجمهم الحقيقي .
وهنا يجب ان نقف امام رقم ال 15 % الذي أعلنت عنة اللجنة العليا للانتخابات والذي يمثل حجم مشاركة الناخبين في اليوم الأول للمرحلة الاولي لانتخابات مجلس النواب والذي تغير للأفضل اليوم بمشاركة اكثر كثافة والتي شملت عدد 14 محافظة هي الجيزة والفيوم وبني سويف وأسيوط والوادي الجديد وسوهاج والأقصر وأسوان والبحر الأحمر والإسكندرية والبحيرة ومطروح .
وقد أظهرت حجم المشاركة في المرحلة الاولي عدد من الظواهر التي يجب الانتباء لها ومعالجة أسبابها ومنها عزوف الشباب عن المشاركة وهو مؤشر خطير يجب معرفة أسبابه وعلاجها قبل فوات الأوان حيث يمثل ضعف مشاركة الشباب في العملية الانتخابية عامل ضعف لها لذلك يجب علاج ذلك باقصي سرعة من خلال زيادة حمالات التوعية بين الشباب وتحفيظه علي المشاركة من خلال إعادة روح ثورة 30 يونيو لة مرة اخري حتي لا يفقد الامل في المستقبل .
ولكن مع تلك الظواهر السلبية التي شابت العملية الانتخابية خلال المرحلة الاولي تبرز نقطة ضوء قوية من خلال مشاركة المرأة المصرية من جميع الاعمار بقوة وهو ما يؤكد عودة الدور الريادي للمرأة المصرية خلال المرحلة الحالية وخلال المستقبل القريب والمشاركة الإيجابية للمرأة المصرية تمثل عدة دلالات هامة علي المستوي السياسي والاجتماعة حيث نجحت الثورات المصرية في إعادة رسم دورها بدقة من خلال مشاركتها في تلك الثورات وفي اعتقادي بان المرأة المصرية ستلعب دور اكبر من ذلك من خلال تشجيعها للزوج والابناء للمشاركة في العملية الانتخابية اليوم وفي الإعادة والمرحلة الثانية للعملية الانتخابية .
المشاركة بكثافة في العملية الانتخابية واختيار من يصلح بعناية للفوز بعضوية مجلس النواب تعني كسب التحدي والعبور بالدولة المصرية الي مرحلة جديدة قائمة علي ديمقراطية حقيقية تستند علي قاعدة شعبية حقيقية مما يمنح البرلمان القادم دور حقيقي من خلال اختيار افضل العناصر وتحجيم الأحزاب التي لا تؤمن بالدولة المدنية ومكونات الدولة المصرية التي تقوم علي مواطنين متساوين في الحقوق والوجبات دون النظر الي الدين او اللون او الجنس وهي أمور لن تتحقق الا بمشاركة كل فئات الشعب في العملية الانتخابية الحالية والتي اتمني ان تكون المشاركة فيها خلال مرحلة الإعادة للمرحلة الاولي وخلال المرحلة الثانية بكثافة وايمان بأهمية تلك الانتخابات التي سترسم الخريطة السياسية للأحزاب السياسية والتيارت المتعددة علي الساحة المصرية .
اتمني ان يشارك الجميع بإيجابية في صنع مستقبل مصر التي نفخر بانتمائنا لها … شارك بإيجابية في صنع مستقبل وطنك … غدا اكثر اشراقا .
الوسومكريم كمال
شاهد أيضاً
مهرجان الفوضى الخلاقة ؟
نجيب طـلال كــواليس الفـوضى : ما أشرنا إليه سلفا حول المهرجان الوطني للمسرح (؟)(1) اعتقد …