بذل معهد عربي بكندا مجهودا جبارا في الانتخابات الكندية لدفع المواطن العربي للتصويت وعندما دعيت لحضور أحدي ندواته كانت الدعوة علي أساس أن المعهد لا يدعو لانتخاب حزب بعينه ولكن كل ما يهمه هو خروج الصوت العربي للتصويت، ولكن خاب ظني في عند استماعي للمتحدث ووجدته يهاجم حزب المحافظين بشراسة ويدعم حزب الليبرال وحزب الديمقراطيين الجدد، وما أن أنهي المتحدث هجومه علي هاربر حتي تشدق بالقول انه يقف علي مسافة متساوية من جميع الأحزاب، وكان لي الشرف أنني قاطعته بالقول لقد أنتهيت توك من الهجوم علي هاربر، وليس عيبا أن تهاجم هاربر وأن تدعم حزبا معينا ولكن العيب أن تتم دعوتنا للقاء علي أساس انه لا حزبي ونكتشف أنكم حزبيون. عموما ظاهرة كسر القوانين الكندية للمنظمات الغير ربحية في الانتخابات تكاد تشمل كل المؤسسات العربية الكندية، فهم يكسرون ويدوسون بأقدامهم علي القانون الذي منح تلك المنظمات أمتيازات مادية من دافعي الضرائب الكنديين وبات الأمر يحتاج لمراجعة حكومية جادة، تجبر من خلالها المؤسسات الخيرية علي عدم التدخل في الانتخابات واحترام القانون.
عوامل كثيرة تتحكم في توجه الصوت الكندي وتتحكم في تصويت الناخب لأحدي الأحزاب الثلاثة، أولها العامل الاقتصادي الذي يعتبر تأثيره هو الأقوي وثانيها العامل الأمني الذي أصبح مهما ايضا بعد تعرض كندا لهجمات إرهابية في الخريف الماضي، كذلك السياسة الخارجية تتحكم أيضا في عملية التصويت. ولكن الصوت الشرق أوسطي او العربي يتمتع بمميزات خاصة جدا عند التصويت ربما تتفق مع التوجه الكندي العام ولكنها تختلف بمميزات خاصة تعد الأقوى والأهم.
أولا العامل الاقتصادي يتحكم بشكل كبير فرجال الأعمال سيذهب معظم أصواتهم لصالح المحافظين، أما الطبقة المتوسطة فستيتقاسم حزب المحافظين والليبرال اصواتهم، في حين أن الأقل من المتوسطة سيجد حزب الديمقراطيين الجدد نصيب كبير من أصواتهم.
الانتماء السياسي: يظهر تأثيره في نقطة واحدة فقط وهو رجال اليسار العربي فهؤلاء لن يصوتوا إلا لحزب الديمقراطيين الجدد بإعتباره ممثل اليسار في كندا.
العامل الأمني سيؤثر في الصوت العربي أيضا فالبعض يري أن الإرهاب الذين تركوه في بلادهم صار يلاحقهم في كندا وهؤلاء سيصوتون لحزب المحافظين، بينما يعتبر البعض أن القوانين التي أتخذها هاربر ضد الإرهاب هي ضد العرب والمسلمين ولذلك سيصوتون لصالح الليبرال وبعض هذه الاصوات سيذهب للديمقراطيين الجدد.
السياسة الخارجية تؤثر بشكل كبير، فالمصريين المؤيدون للثورة المصرية ولعزل جماعة الإخوان يرون أن كندا هي البلد الوحيدة التي لم تعطي الأخوان فرصة لممارسة نشاطهم فيها، كما أن كندا هي الدولة الغربية الوحيدة التي لم تطلق لفظ إنقلاب علي ثورة 30 يونيو، بل سمحت لمؤيدي الثورة بعقد مؤتمر داخل البرلمان الكندي في 19 نوفمبر 2013 لدعم الثورة المصرية، كما كانت كندا أول دولة تقدم التهنئة لنجاح عملية الانتخابات المصرية وانتخاب الرئيس السيسي، لذلك فأن معظم المؤيدون للثورة المصرية سيصوتون للمحافظين، أما جماعة الإخوان والمتعاطفين معهم ستذهب أصواتهم لصالح حزب الليبرال.
العراقيون يرون أن كندا قدمت دعما كبيرا لبلادهم عند تعرضها لهجمات داعش وقدمت مساعدات إنسانية رائعة، لذلك فهم سيدعمون بغالبية كبيرة حزب المحافظين الكندي، وسيطرة حزب المحافظين علي الصوت العراقي في كندا أمرا بات محسوما. لتكون الجالية العراقية ثاني جالية عربية تدعم المحافظين بعد الجالية المصرية.
الصوت السوري المؤيد للرئيس السوري هو صوت حائر، فلا يوجد حزب واحد أستطاع أن يعطيهم بارقة أمل في تغير الموقف الكندي تجاه بلادهم، نظرا لأن الموقف الكندي مرتبط بالتوجه الامريكي فكانت سوريا خط أحمر لكل الأحزاب لم يستطع أحد الاقتراب منه، لذلك ستصوت الجالية السورية حسب عوامل أخري، أما الجالية السورية التي تنتمي للمعارضة الإرهابية بسوريا فسيتقاسم أصواتها حزب الليبرال وحزب الديمقراطيين الجدد.
الجالية اللبنانية هي أحدي الجاليات العربية الكبيرة، ولكن اللبنانيون سيصوتون علي أساس ديني بحت، فغالبية المسيحيون منهم سيصوتون لصالح المحافظين بينما سيصوت غالبية المسلمون اللبنانيون لصالح الليبرال.
عموما الانتخابات ستجري يوم الأثنين القادم واتوقع فوز المحافظين بحكومة أقلية، وستكون الأيام القادمة هي أيام حاسمة حيث سيحدد الكنديون مصيرهم وسيصوتون لهاربر علي أعتبار أن التصويت لغير هاربر قد يؤدي لكارثة اقتصادية وهزة عنيفة للاقتصاد الكندي، العامل الثاني أن هاربر هو الوحيد القادر علي توفير الأمن للكنديين ومحاربة الإرهاب، كما أ هاربر هو الأنسب ليكون واجهة كندا أمام العالم نظرا لخبرته الطويلة وشخصيته القوية، وربما تحدث مفاجأت تقلب كل التوقعات وتعتمد علي التصريحات التي تخرج من قيادات الحزبين في الأيام الأخيرة فقد تكون لصالح هاربر فتحدث المعجزة ويستطيع تكوين حكومة أغلبية، وقد تكون لصالح تردو فتحدث الكارثة.
في كل الأحوال علي جالياتنا أن تقوم بالخروج للتصويت فكل صوت سيحسب ويعد وستكون المنافسة حامية جدا ومن سيفوز قد يفوز بفارق أصوات قليلة، فأرجو من الجميع المشاركة في التصويت فهي واجب علي الجميع.
الوسومConservative Party of Canada البرلمان الكندى انتخابات كندا كندا مدحت عويضة
شاهد أيضاً
جورج البهجوري بنكهة وطن !!
بقلم عبدالواحد محمد روائي عربي فنان تشكيلي كبير عاصر كل نجوم الثقافة العربية محيطا وخليجا …