الإثنين , ديسمبر 23 2024
المغرب
عساسي عبدالحميد

قوافل السوريين والعراقيين نحو أوروبا

بقلم عساسي عبدالحميد 

هي جزء من تفاصيل مشروع الشرق الأوسط الجديد، وجزء من الصفقة بين أوروبا و أمريكا

ومن المبرمج والمخطط له أن تتبعها قوافل أخرى من السوريين والعراقيين والفلسطينيين

واللبنانيين والمصريين ستعلق هي كذلك عند بوابات أوروبا الشرقية

والجنوبية أملا في العبور نحو قلب أوروبا المبهر .

*****************

العديد من بلدان الاتحاد الأوروبي بدأت مجتمعاتها تشيخ و عزف شبابها عن الزواج،

بل ظهرت بين مجتمعاتها الزواج المثلي والشذوذ والذي تزكيه دساتيرها وهو ما يهدد شعوبا برمتها

بالاندثار كألمانيا والسويد والنرويج وهولندا وبلجيكا ……، وحتى وان أبدت حكومات هذه الدول رسميا

على لسان مسؤوليها بأنه لا قدرة لبلدانهم على استيعاب هذا الكم الهائل من السوريين والعراقيين

العالقين اليوم على مشارف بوابات أوروبا الشرقية في كل من صربيا ومقدونيا والمجر واليونان

الا أنها في الحقيقة بحاجة ملحة في العشريات الثلاثة المقبلة لساكنة نشيطة

وعمالة رخيصة ولودة و قطع غيار لتجديد هياكل هرمها السكاني الشائخ الآيل للسقوط ..

****************

صناع ربيع الثورات ومهندسو الخراب بمنطقتنا الجالسون اليوم في أبراجهم العاجية المحصنة

وقمراتهم المخفية بواشنطن خططوا بعناية فائقة لكي تخرج هذه القوافل من السوريين

والعراقيين تحت ذريعة الحرب والفقر والمعاناة، وبدل من توفير البواخر والطائرات لنقلهم لأوروبا

في ظروف أريح وأكثر إنسانية، فقد خططوا لكي تسلك هذه القوافل درب جلجلة وعذاب

وعطش الطريق والمبيت في العراء و أن يغرق العديد منهم في عرض البحر لكي يلفظ

جثتهم على الرمال والصخور ، و أن يموت العشرات في الشاحنات المكتظة

ووسط الحقول وعلى أطراف الغابات فالرحلة بمثابة مصفاة و غربال ومن يستطيع الوصول

لقلب أوروبا سيكون خدوما مطيعا قنوعا منتجا ، وهذه الصفات من القناعة والانتاجية والاخلاص

سيورثها من سلك طريق الآلام لأبنائه وأحفاده .. كما حرص منظمو ملحمة القوافل البرية

عبر الحقول والغابات والبحرية عبر القوارب المطاطية أن لا تتجه قوافل السوريين والعراقيين

صوب السعودية ومشيخات نفطستان، لأنه كلما ابتعد السوري عن الضيعة والحارة ودكان أبي طنوس

بائع الكنافة والبقلاوة يكون أفضل، وكلما نسي العراقي الجلوس على جنب دجلة وأكل السمك المسقف

تحت نخيل العراق الوارف كلما كان أسلم وأضمن …

*************

صربيا ومقدونيا و المجر وعبر بواباتها الحدودية تعرقل عبور هذه القوافل الآدمية من السوريين

والعراقيين الراغبة دخول أوروبا والاستقرار والعمل بها ، وأقام جنودها أسياجا شائكة

في وجه هؤلاء الفارين من جحيم الحرب والمعاناة، وحاصروهم في أكثر من نقطة وجهة

وأشبعوهم ضربا وركلا وشتما ، هذه الدول صربيا والمجر ومقدونيا يريد ساساتها حصة من

الصفقة لانعاش اقتصادياتهم المأزومة ضمانا لمصالحهم وبقائهم لمدة أطول في المناصب

ويريد قادة الجيش والأمن في هذه البلدان من بقايا سلالة عقلية الجيش الأحمر ورجال الاستخبارات

الرهيبة رشاوى لقضاء الاجازات في منتجعات بحر قزوين والبحر الأسود لازدراد صحون الكافيار

وشرب قنينات الفودكا صحبة شقراوات رومانيا وسلوفاكيا والتشيك تماما

كما كانوا يفعلون قبل البريسترويكا وقبل انهيار حائط برلين منذ عهد سطالين و خروتشوف مرورا

بعهد غورباتشوف والسكير يلتسين الى عهد قيصر روسيا الحالي فلاديمير بوتين ..

****************

كم أتمنى من صميم قلبي و بصدق أن أكون مخطئا في تقديري عندما أقول أنه قريبا

سيشرب آلاف اللبنانيون من نفس الكأس الممزوجة بالمرارة والحنظل

ونفس الطريق طريق العطشوالعذاب والموت التي يسلكها اليوم جيرانهم السوريون والعراقيون

سيسلكونهم هم أيضاوستوضع أمامهم هم الآخرون أحزمة شائكة بعشرات الأميال

وسينتظرون صحبة أطفالهموعجائزهم ومرضاهم وحواملهم أن يرخي الليل سدائله

في انتظار قدوم قارب مطاطيقد يلحقهم للبر الأوروبي أو يغرق ليلفظ البحر جثتهم

وما أزمة النفايات اليوم أو ما أصبح معروفا ب “طلعت ريحتكم “ما هي سوى البشائر الأولى

لمشروع حرق ودوعشة لبنانوإخلائه من أكثر من نصف ساكنته و قرب مشهد قوافل اللبنانيين

العالقة بصربيا و بلغاريا ومقدونيا والمجر وجزر اليونان ….

*************

هناك فصل آخر ما بعد طريق الآلام هذا وقوافل أهل العراق الشام العالقة الآن على أبواب أوروبا الشرقية

وهي تنتظر العبور نحو أضواء أوروبا، نعم قدر محتوم لا مفر منه ينتظر شعوب الخليج الكسلانة

من الكويت حتى السلطنة وهو أن تذوب في الوعاء الايراني تماما كما خطط له لاعب الشطرنج الماهر

بتزكية من العم سام السام وتاجر البازار الايراني الحاذق الذي يكيل صفقاته ببيض النمل

فلا مجال أمامه للخسارة والارتباك وهو الملم بطريق الحرير الآتي من الصين عبر فجاج حيدر آباد

وسمرقند وكابل 

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …