الخميس , أغسطس 15 2024

( قناة سيسي ستريس )

قناة السويس 11

 

الكاتب : بى كولوبوس

(( قناة سيسي ستريس ))….. ما أشبهَ الْيَوْمَ بالبارحة ، فَقَدْ مرَّ ما يربو ٍعنْ إحدي وأربعينَ عاماً علي عبور قواتُنا الباسلة المُرابضة غرب القنال إلي شرقها حيثُ الخطوط المنيعة ، مِنْ مانع مائي ،وساتر تُرابي ودوشَمٍ محصّنة ، إلاّ أنّ أُسْدِ قواتُنا المسلّحة سجّلت أروع ملحمةٍ أُكْتوبريةٍ في تاريخِ الحروب ، وسطّرت نصر أكتوبر العظيم لعام ٧٣ ، وَمِنَ المُفارقات العجيبة أنّ تلك القواتُ بعينِها بإختلافّ عُدّتِها وعتادِها وأسماءِ جنودها، راحت تُسجّلُ عبوراً مِنْ نوعٍ آخر ، ونصٍرٍ ذو مذاقةٍ خاصة ، فقديماً حفروا قناةَ السّويس بتلك الزّوارق المطّاطيّة والمجاديف الخشبية أثناءِ عبورهم للضفّة الشرقية للقنال ، وها هُمُ الْيَوْمَ يشُقّون مجراً مِلاحياً موازياً لنفس صفحة مياه القنال التّي حملت خيرة جُنْدِها ، وإستضافتهم بُرهةً مِنَ الوقتِ علي ظهرها ، وبلغَ طولِ هذا المجري الملاحي ٧٢ كيلومتراً ويتبقّي كيلو متراً واحداً لتُصبح (٧٣ كيلو متراً ) نفسِ رقمْ (٧٣) مِنْ سنَةِ النّصر العظيم وقد إستعضْنا عَنْ الكيلو متر النّاقص ، بالعام الواحد الَّذِي حُفرت فِيهِ القناة ، فتكونُ مجموعها ٧٢ كيلو متراً + ١عام من الحفرْ = ٧٣ نفسْ عام نصر أكتوبر العظيم ، وَإِنْ قسمنا طول المجري الملاحي البالغ ٧٢ علي ١٢ شهر مُدّة الحفر = ٦ وهو اليوم السادس من اكتوبر لعامِ ٧٣ ،ولعلّ منِ أبرز القنوات الّتي كانت تربُط ما بين البحرينِ الأحمر والأبيضِ ، هي قناة ( سيزوستريس) نسبةً للملك سنوسرت الثالث ، وهي نفسِ تسميةِ إسم سنوسرت الملك باللُغةِ الأغريقية ، وقد إشتهرَ هذا الملكْ بعدْلِهِ وصلابة شخصيّتهِ ، وقد نادي بأنّ الزّودِ ( الدّفاع ) عن الوطن هو واجب مُقَدَّس ، وقد عُثِر علي لوحٍ في بلاد النّوبة القديمة مكتوبًُ عَلَيْهِ ( منْ يُحافظ مِنْ أبنائي علي تلك الحدودَ الّتي أقمتها فهو إبني وولدي ، ومنْ لم يُحافظ عليها فهو ليسَ بإبني ولم يولدْ منّي قطْ ) وتتجلّي تلكَ الخصالِ جليَّة في شخصٍ قد بُعِثَ مِنَ العالم الآخر ، عالمَ العظمةِ والخلود ، وراحَ يسْطُر إسمَهُ بين ملوكِها العِظامِ بحروفِ مِنْ ذهبْ ، إنّة فاتحُ مِصْر الحديثة ورئيسُها عبد الفتّاح السيسي ، الَّذِي أعطي الضَوْءِ الأخضر للبدء في أعظم عملية تكريك (حفرْ ) عرفها التّاريخ العتيقِ والحديثْ ، إِنَّهُ حدثُاً جلل يفخرُ بِهِ التأريخ الشوفوني ( المُغالاة في حب الوطنْ ) ، الَّذِي أرسي قواعدهُ صانعُ تاريخها الحديث الَّذِي صار حديثْ المسكونة وقِبلةَ ثوّارها (السيسي ) ، وفي رأيي ومخيلتي كما لقّب الأغريق قديماً القناة الّتي حفرها سنوسرت الثالث بإسم ( سيزوستريس ) نِسْبةً لَهُ ، هكذا ينبغي أنْ تُلقّب تلكَ القناةِ الجديدة ب ( سيسي ستريس )( sisi stress) وترجمتُها (ضغْط وتعبْ السيسي ) تيمُّناً لجهودهِ المُضْنية في ضغط الوقت وتقليصْ الزّمنْ لحفر هذا الصرحْ المائي العملاقْ، وكذا الضّغط العصبي ، والهايبر تِنْشن (ضغط الدّمْ المرتفع ) ، الَّذِي سببتهُ تلك الهمم المُشحذة بفضْلهِ ضدّ خونة الوطن ، هذا الوطنْ الَّذِي قُدِّمَ لَهُ كُلّ غاليٍ ونفيسْ مِنَ المالِ والأرواح رخيصةً فداءً لتُرابِهِ ، ففي عهدِ فردناند ديليسبس راح مئات الآلاف من العُمّالِ الكادحين مِنْ جراءِ الحفرِ ، وكذا الْيَوْمَ وُجِدَت رفاتِ خيرة جُنودنا بتلك البُقعةِ المُباركة تروي تاريخ نِضالٍ قد دشّنتها تلك العظامُ الطّاهرة التّي لولاها لما وصلت مِصْر لما عَلَيْهِ الأنْ ، ما أشدُّ الشّبهِ بين قناةِ استاكيوس الّتي توجد بالأُذن، وقناة السويس الجديدة ، فتلك الأولي التّي تربط البلعوم بالأُذنْ الوسطي ، كتلك القناةِ الثانية ، فحينَ أصبحت مِصْر علي حافة الجوع والدّمارِ ويرمُز اليه. ( بالبلعوم) شدّدَ الرئيس علي بدء العمل بالمجري الملاحي ولم يجِدْ إلاّ كُلِّ آذاناً صاغية شعباً وحكومةً ، ويرمز اليها (بالأُذُنْ) ومن هُنَا صارت قناة السويس ، شديدة الشبة بقناة إستاكيوس ، وسوف يمَخُرْ عبابها ( يشُقْ مجري مائها) يخت المحروسة ، بضفاف المحروسة ، علي موسيقي تختٍ شرقيةَ الّرنين ، طوبي لكُلّ الأيدي الّتي صنعت التّاريخ ، وراحتْ تُرمّمَ الثّغر بثغرٍ (بفمٍ ) باسِمٍ ، وروحُ ملؤها التفائل في غدٍ أفضل نحو مُستقبلٍ مُشرق ، حفِظَ الله مِصْر حكومةً وشعباً ،أرضاً وسماءً ، برّاً ًبحراً ، مِأذنةً ومنارة ……

شاهد أيضاً

الدكتور عماد فيكتور سوريال يتحدث من خلال الجزء الثالث للأحوال الشخصية عن المرأة

23 رِيحُ الشِّمَالِ تَطْرُدُ الْمَطَرَ، وَالْوَجْهُ الْمُعْبِسُ يَطْرُدُ لِسَانًا ثَالِبًا. 24 اَلسُّكْنَى فِي زَاوِيَةِ السَّطْحِ، …