بقلم : وفاء القناوى
تمر الأعوام وتتعاقب السنين ويظل هذا اليوم محفوراً فى ذاكرتى , ذكرى تحمل الكثير والكثير من المعانى فى عقلي, وفى وجدانى …..ذكريات نقشت مكانها بحروف من نور يهل عليّ وعلي الكثيرين من أبناء الوطن , إنها ذكرى ثورة يوليو ثورة الأحرار والثوار , ثورة العزة والكرامة بقيادة الزعيم جمال عبد الناصر,زعيم الأمة العربية , أيضا يوافق هذه الذكرى ذكرى أخرى وهى يوم ميلادى ,الذى ارتبط بذكرى عظيمة خالدة ,حيث كلما حانت الذكرى تهل ذكريات رؤيتى للزعيم جمال عبد الناصر ,طفلة صغيرة آنذاك لايتعدى عمري أصابع اليد الواحدة ,والزعيم يركب القطار فى زيارة لبلدى بورسعيد الباسلة, وتدافعت الجماهير لتحية حبيب الملايين, وحملنى والدى رحمه الله على كتِفِه لكى أستطيع أن أري الرئيس ورأيته وهو يقف فى نافذة القطار ,ورفعت كفى الصغيرة مثل البشر من حولى , ألوّح له وما هى إلا ثوانى وكانت يد الزعيم تلمس كفى الصغير , وابتسم , كان يوم عيد عند والدى وظل يقذفنى فى الهواء , لم أكن أعى الحدث ولا أعى المغزى أو أى شئ ولا أعرف السياسة ولا الإتجاهات الفكرية والسياسية, ولكن كل الذى أعرفه وأتذكره جيداً هو ذلك الحب الذى نشأ فى قلبى لناصر العروبة وكبر هذا الحب ,وشكّل فيما بعد جزء من توجهى ومنهجى وأصبح الرئيس جمال عبد الناصر زعيمى الذى أفتخر به بالرغم من حداثة سنى, وبعدى عن فهم السياسة وألاعيبها ودهاليزها , وتمر السنين وحبي لناصر لم يتغير مهما قيل , أو كان له معارضين , أو من يأخذ على تلك الحقبة من التاريخ التى حكم فيها من سلبيات , سيظل حبه ووقفته بشموخ أمام عينى لايمحوها الزمان , فهو الذى رفع من كرامة المصرى أمام العالم حيث كان يهابه الجميع , ورحل الزعيم عن عالمنا وبكيته طفلة كما لم يبكيه أحد ولم أكن قد عرفت الحزن بعد,مازلت أذكره ومازلت أحكى تلك الذكرى لأولادى وأحفادى وأفتخر أنى حظيت بتلك اللحظة وكأن والدى رحمه الله كان يريد أن يهدينى بهدية تظل معى العمر كله وقد نال ما أراد , رحم الله والدى وأسكنه فسيح جناته ورحم الزعيم جمال عبد الناصر , واليوم أحتفل بين أولادى وأحفادى وأصدقائى وأعيد على مسامعهم تلك الذكرى حيث أنها أحلى ذكرى
الوسوموفاء القناوى
شاهد أيضاً
المحاكمات (التأديبات) الكنسية … منظور ارثوذكسى
كمال زاخرالخميس 19 ديسمبر 2024 البيان الذى القاه ابينا الأسقف الأنبا ميخائيل اسقف حلوان بشأن …