الإثنين , ديسمبر 23 2024

إنهم يتفننون في إستلاب السعادة!!

ياسر العطيفى

بقلم: ياسرالعطيفي
من منا لا يعرف ملاهي نادي المدينة المنورة الشهيرة(حودة كرامة)فهي اللتى رسمت الفرحه والسعادة على وجوة أطفالنا منذ زمن طويل فهي المتنفس الوحيد والأرخص لهم في وقت لا أحد من المسؤولين في الأقصر يهتم برسم اى فرحه على وجوة أهالي الأقصر فلا حدائق أو متنزهات أو أى وسائل ترفيه للبشر هنا!! فتلك رفاهية في نظر المسؤولين يبدوا أن اهالي الأقصر لا يستحقونها!!ويبدوا أنهم أدركوا مؤخراً أن أطفال الأقصر يبتسمون فقرروا إيقاف تلك البسمة وإطفاء تلك الفرحة!!فهاهي تلك الملاهي مهدده بالإغلاق والسبب تستطيعون أن تعدوه من العجائب عندما أخبركم بل سأترككم تحكمون بأنفسكم على مدى العجب اللذي نعيش فيه !! يبدوا أن كلمة السر والموضة فى الأقصر تلك الأيام مع اى مسؤول هي كلمة (حمام سباحة)!!وكأن الاقصر اللتى عاشت محرومة من حمامات السباحة العامة (بعيدا عن الخاصة الموجودة بالفنادق) تشهد تلك الايام حالة (طفح مائي )فى حمامات السباحة فهاهو حمام السباحة المجاور لسونستا صاحب القضية الشهيرة واللتي إلي الأن لا ندري ما الموقف اللذي أل إلية حتى الأن أهو للشعب أم مازال فى عواصف النهب!!،ثم إفتتاح حمام سباحة بنادى الشعب بالأقصر، ثم جارى الان التجهيز لإفتتاح الحمام الاولمبي الاضخم بالأقصر بالعوامية بتكلفة تفوق الـ65 مليون جنيه!!! ومقام على مساحة 5 آلاف و700 متر، ويحتوى على غرف خلع ملابس، وصالة ألعاب رياضية، ومطاعم، وأكبر صالة أفراح فى الأقصر تصل إلى 400 فرد، إضافة إلى قاعة مؤتمرات، وجيم، وجراش، فضلًا عن 18 متجرًا
كل الكلام ده حلو وجميل ورائع أظن كده إكتفينا نشوف بقى كام مشروع يفيد البلد اللى حالها الإقتصادى رايح في ستين داهية فى ظل وضع سياحي متردي على الأقل لما الناس تبقى نفسيتها مبسوطة ومعاها فلوس هتروح (تبلبط )في حمامات السباحة المصروف عليها ملايين دى في ظل ناس مش لاقية تاكل في البلد بازارات مغلقة وفنادق تسرح العاملين وشركات سياحية وفنادق عائمة بيعت وصفت أنشطتها!!فيأتي الحل والفكر العبقري الحال لكل مشاكل الأقصر!!شيلوا حودة كرامة ملاهي الأطفال!!؟ خير ليه يا ترى هتعملوا حاجة أفخم !!لا هنعمل حمام سباحة للسيدات!!!!؟؟؟ وكتاب الله المجيد والمصحف ما بهرج!!!تخيلوا ده الفكر اللى بيدير بلد زى الأقصر في أحلك لحظات ظروفها وشايف إن الحل هو حمامات السباحة!!!؟؟ مش مهم متنفس رخيص وقريب للأطفال يرسم على وجوههم البسمه ماهو بصراحه موفر الحدائق والمتنزهات والمتنفس للأسر الأقصرية(طبعا مفيش)والفقير مش من حقة يتبسط ويترفه!!! مش مهم في وضع الأقصر المتردي إقتصادياً كام واحد بيشتغل فى المكان ده وكام بيت مفتوح بسببة يتشرد كي يزيد طابور العاطلين في الأقصر ويثمنة بكثرة اعداد المتراصين فيه!! وطبعا عمره ما هيفكر إنه يوفر للناس دي شغل!!!
يا سادة كيف سيفرح الناس ويبتهجوا ويذهبوا حتى لحمامات السباحة تلك وهم لا يجدون قوت يومهم،ويزيد الهم مستقبل غائم يبشر به فكركم المفتقر لأي مبشرات لحلول ناجعة لمشاكل الأقصر!!
أى نساء تلك اللتى تريدون إنشاء حمام سباحة لها وأنتم تعلمون أن جل نساء مصر ينزلون للشواطىء والبحار بملابسهم فما بالكم بحمامات السباحة!! كما أنكم تدركون جيداً أنه ما من سيده أقصرية ستنزل حمام سباحة خارج بيتها فجل إهتمام النساء هو أبنائهن وإسعادهم هو أسمى ما تصبوا له كل أم ،وهذا لا يعنى أننا ننكر حقهم فى الترفية والسعادة فماذا سيحدث لو خصصتم وقت للنساء فى الحمام الأولمبي صاحب ال65 مليون جنية ووفرتم لهم مدربات!!
كم سيكلف إنشاء حمام سباحة أخر من ملايين الأقصر وأبنائها في أشد الحاجة لها لبناء مصانع أو مشاريع تخرجنا من حالة اللاسلم واللاحرب تلك مع السياحة ، يا كل مسؤول فى محافظة الأقصر من المحافظ ورؤساء الأحياء حتى أصغر مسؤول فكروا في إسعاد الناس بالطريقة الصحيحة ،عبدوا لهم طرق الرفاهية الحقيقية عن طريق الحلول الإقتصادية للمشاكل بفكر سليم ولا تشغلونا بسراب يحسبة الظمأن ماء بقيعة حتى إذا جائة لم يجده شيئاً !!

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …