الأربعاء , نوفمبر 13 2024

عندما ينزع ريش الملائكية وتنتفي المهنية!!

10

بقلم / ياسر العطيفى
المكان/المستشفى العام بالأقصر
الزمان/14 /07/2015م -27رمضان1436هـ
الوقت/الساعة 6 مساء قبيل المغرب
الأشخاص أطراف الحدث(المريضة(ل.م)24سنة إرشاد سياحي+أختها(ا.س)21سنة تجارة إنجليزي+أخوهم29سنة)
الطرف الأخر/ الممرضة(ر.ت) و الممرض(م) بمستشفى الأقصر العام طوارىء ذلك اليوم
فى لحظات من الزمن خاطفة الانسة(ل.م)تلدغها عقرب يحملها أخوها وأختها مسرعين للمستشفى خوفا عليها من سم العقرب اللذي ربما يكون اسرع إلي قلبها من خطواتهم اللاهثة نحو المستشفى حتى انهم من خوفهم هرولوا دون أن يبحثوا عن أحذيتهم فحملوا أختهم حفاة يسابقون الزمن ،وفي المستشفى حدث ما يعد من المفارقات او تستطيعون أن تصنفوها وبجداره من المأسي والمصائب اللتى أصبحنا نصطدم بها في مستشفياتنا اللتى يهتمون فيها فقط بتطوير الحجر دون البشر،بتوفير المظهر دون الجوهر من أجهزة وإمكانات!!قديماً كانوا يعلموننا أن الممرضة هي ملاك الرحمة ولكن يبدوا أن بعضهم طرد من تلك الرحمه فتحولوا لشياطين مردة يؤدون عملهم كوظيفة فقط دونما أى شعور أو وازع إنساني!!فقط سبوبة للحصول على أجر!! أسرع الأخوة مهرولين فيجدوا تلك الممرضة(ر.ت) فى الطوارىء وقلوبهم وأرواحهم ملتاعة على أختهم الصائمة اللتى لا يوجد في جوفها أو دمائها الأن سوى(سم عقرب) وهم يرددون بحرقة(حد يلحقنا)ويبدوا أن الست هانم الممرضة كانت تستعد للإفطار وتريد ألا تشغل نفسها بأى شىء وقد أزعجوا سكونها ولسان حالها يقول(إية اللى جاب دول دلوقتى) مستعيضة إيها بالصراخ في وجوههم بدل من ان تهرع لعلاج تلك المسكينة!!فما كان من الأختين إلا أن إستهجنوا طريقة كلام الممرضة معهم ومستغربين(إنتى بتكلمينا كده لية؟)،فما كان من الممرضة المغوارة بدلا من أن تمتد لهم يدها بالعلاج والرحمة،تمتد لهم بالإشتباك بالأيدي مع المريضة المسكينة وتنزع خمارها وتكشف رأسها وتسقطها أرضاً وكأننا أمام ممرضة ماركة(جون سينا)وعندما استهجن الاخ ما يحدث وهو حيران أسفاً فهو بين نارين محاولة إنقاذ أختة من سم العقرب وسم تلك الممرضة في أن واحد وهو يحاول الزود عنها متعجباً (إنتى بتعملى كدة لية!!؟؟) اذا برجل كان يقف فى كوانتر التمريض بملابس مدنية يخرج (شومة)!! من داخل غرفة التمريض يحاول الإنقضاض بها على الأخ وكأننا فى سوق شعارة البلطجه هى الحل متقمصاً دور عاشور الناجي إسم الله علية!!أو ربما تكون الشومة هي ما أعلنت عنة وزارة الصحة من لوازم خطتها وجاهزيتها الطارئة بالمستشفيات لإستقبال المرضى لقرب العيد!!لولا تدخل بعض مرافقى المرضى الموجودين بالإستقبال كان سيحدث مالا يحمد عقباه،كل هذا والسم يجرى فى عروق تلك المسكينة وضغطها وأنفاسها اخذتين في الهبوط حتى ان الوضع استدعى مصلين للعفرب ومسكن ومحلول لإنقاذها فيما بعد على يد ممرضة اخرى(ا) كانت شاهدة للموقف ويبدوا ان روحها الملائكية لم تتدنس بعد فجذبتها سريعاً بعيداً عن الاحداث لإسعافها بعدما شاهدت تدهور حالتها !!قام الأخوة بالإتصال بالشرطة لتحرير محضر بالحادث أملين فى رد جزء من حقهم المسلوب تجاه همجية وتترية من كانوا يظنون أنهم تمريض ليفاجؤا بأنهم للعلاج تقويض !! وسارع الشخص(ابوشومة)بتغيير ملابسة المدنية وارتداء لبس التمريض وأخفوا الممرضة الشريرة بلغة أفلام الكارتون ملكة العذاب تلك(ر.ت)وعندما أتت الشرطة سارع الممرض بإتهامهم بالإعتداء عليه أثناء تأدية عملة(الحجة اللتى يستر عوراتهم ورائها الكثيرين عندما ينكشف زيفهم وتظهر سوئة أفعالهم)ولم يجد الأخ المسكين أسفاً وبداً سوى من إنهاء المحضر تصالح فذلك هو القانون فى بلادى لا يرى إلا ما يبدوا على السطح بعين واحدة!!وتخرج الاخت المسكينة اللتى إكتشفت أن لدغة العقرب كانت أهون من لدغات بعض البشر،فالعقرب تلك طبيعتها وفطرتها كما انها تؤذي دونما إهانة،أما من كان من المفترض أن يكون طبعهم الرحمه وفطرتهم البشر صاروا أشد إذاء من العقارب وأقسى من الحجر! فهم يظهرون الرحمه ويبطنون أشد انواع السم فتكاً فهو مشرب بالإهانة!!وما أقسى على الإنسان أن يصطدم بيد مليئة بالأشواك وهو فى أشد لحظات الحاجة ليد حانية تخفف عنه ما هو فيه وتنتشلة من لحظات المعاناة والألم!!
إن هذا الموقف وغيرة الكثير يطرح العديد والعديد من الأسئلة على مدى جدية القطاع الصحى في الإصلاح والتطوير،والأخطر فى الموضوع أن كل التطوير منصب على الحجر فقط هدم وبناء المستشفيات!!أما عن حرفية من يتعاملون مع المرضى (طواقم التمريض) ومن يشرف عليهم؟وماهي معايير تقييم أدائهم ومتابعتها!؟وهل يتم عمل اختبارات دورية لهم للتأكد من جاهزيتهم وصلاحيتهم على الدوام!!؟؟وهل يخضعون لإختبارات نفسية للتأكد من أهليتهم في التعامل مع الجمهور!!؟والأجهزة الموفرة لعلاج المرضى ومهنية من يعملون عليها وحتى الأسرة اللتى يعالج عليها المرضى،وطريقة إدارة بعض المستشفيات والإشراف عليها ومدى تحقيق معايير الجودة بها!!؟؟ أم كل تلك الأشياء لا تخضع لحسابات التطوير!!؟إن موقف تلك الممرضة ومن معها ذلك البلطجي(ابوشومة)يجب أن يكون محل للتحقيق فهي نقطة سوداء على جبين المنظومة الصحية بالأقصر أن يكون مثل هؤلاء على صدارة المشهد مع المرضى!!أن يتم وضع أشخاص فاقدي الرحمة ليمثلوا زيفاً أنهم ملائكة الرحمة!!

شاهد أيضاً

نعم للتنوير

بقلم مينا عماد من المحتمل ان نشهد في الأيام القادمة توسع ، وتغيير لكثير من …