بقلم .. رانيا ابو رواش
حتى يومنا هذا روسيا تحتفظ بمصر دولة حليف وصديق ، فمن الصعب مجرد التفكير بزعزعة الثقة المتبادلة بينهما, نظرا للتعاون على مر التاريخ في كافة المجالات العسكرية والمخابراتية والسياسية وحاليا الاقتصادية ، ،والعلاقات المصرية الروسية ممتدة منذ القرن السادس عشر حتى فترة الرئيس جمال عبد الناصر الى الفتور النسبى فى عهد الرئيس السادات الى ما قبل الرئيس السيسى
واليوم نرى توطد العلاقات اكثر فاكثر بين البلدين ، أما على النحو الاخر من النظرة الامريكية لهذة العلاقة ، ترى امريكا ان التقارب سيصل بمصر الى التحلف الروسى الايرانى ومن ثم فك اواصل مصرعن التحالف العربى بظهور الخلافات مع دول الخليج وعلى رأسها السعودية والامارات
وإنما اشاهد روسيا تبحث عن تحالفات قوية دون إضعافها بسبب الحروب ، والتجربة خير دليل على ما ال اليه الوضع بسوريا والعراق من تفكك وضياع للدولة وحدودها ونظام هش وشعب مشرد بجميع البلدان وكل ذالك ليس فيه اى إفادة لروسيا بل يعود عليها بالأخطار وزيادة الحصار الأمريكى لها وبرغم ان هذا التفكك والخراب كان لفتح ساحات حرب لقياس القوى الروسية بذراعها الشيعى ، امام القوى الامريكية بذراعها العربى السنى ، ليدخلونا فى دائرة من الاسئلة ذات الردود الغير مفهومة من أهمية هذه الحرب لنا ؟ وما فائدة التقسيم لسوريا ؟ ولماذا نقف ضد النظام السورى برغم ان بشار والرئيس حافظ الاسد على رأس الدولة السورية منذ سنوات وسنوات لم يخطرفيها ببالنا اذا كان سنى او علوى شيعى؟ وفى النهاية من التفكير العميق تجد ان المصلحة تصب عند امريكا واسرائيل فقط من احكام السيطرة على روسيا لعدم تصدير الغاز لأوروبا واستبداله بالغاز القطرى منها الى سوريا ثم الى اوروبا عبر تركيا فى حماية كاملة من جانب قوات الناتو بعد التقسيم السورى ، ومن الجانب الاخر فراغ تام لأسرائيل والبدء فى اقامة الدولة الدينية بصحراء النقب بعد تهويد فلسطين بالكامل ، فمن منا سيترك وطنه يشتعل ليدخل حرب جديدة مع اسرائيل ، ولا زلنا لم نتعافى اقتصاديا،
لكنى ارى اليوم بارقة من الامل تفتح لنا بتقديم يد العون الروسية لندخل فى تحالف عربى اقوى بوحدة الصف ونبذ الخلافات ، وعند وضع روسيا فى اول اختبار مباشر كانت الاجابة للصالح العربى ، حيث صوت مجلس الأمن الدولى على مشروع القرار العربى الخليجى بتأييد المشروع الخليجى حول اليمن و امتنعت روسيا عن التصويت وكان من الممكن استخدام حق الفيتو لخدمة حليفها الايرانى ، وانما بعد النظر الروسى وقف حيال استخدامها لحق الفيتو، فى إشارة لمد يد التعاون وربما التحالف العربى الروسى بضمانة مصرية ، وهذه الخطوة ستكون المنقذ الوحيد لعدم تقسيم الدولة السورية ،وذالك يتحقق بتقريب وجهات النظر بتقديم المبادرات العربية الروسية لحل الازمة وتهدئة الوضع ، ثم حماية المنطقة بأكملها من التقسيم ونبذ الخلافات فيما بيننا ، فالشيطان الاكبر الأمريكى لا يتمنى لنا الهدوء ابدا ويبحث دائما عن اشعال المنطقة بالخطط والمكائد ثم لا يتمنى ان يحدث هذا التحالف لان الكفة الروسية فى ذالك الوقت ستكون الرابحة وخصوصا ان بعض الدول المتحالفه مع الولايات المتحدة الامريكية تبدأ فى الانفصال وتكوين شخصية مستقلة و تحالف جديد وهذا ظهر من فرانسا والمانيا.
فربما تكهناتى تكون صحيحة ويثبت لنا ان زيارة الرئيس السيسى الخاطفة للسعودية كانت تمهيدا لبحث امكانية التحالف العربى الروسى ،ولا احد يتمنى الدخول فى الحروب الدائمة واستنفاذ جميع عوائد الثروات العربية فى الحروب والخراب وهدم الدول وتفكيكها واضعاف قوتنا للصالح الإسرائيلى
الوسومرانيا ابو رواش
شاهد أيضاً
من يعيد وضع عتبات أبواب بيوتنا ؟!
كمال زاخر الثلاثاء ١٩ نوفمبر ٢٠٢٤ حرص ابى القادم من عمق الصعيد على ان يضع …