السبت , ديسمبر 21 2024
عصام أبو شادى
عصام أبو شادى

عندما زارنى الرئيس فى بيتى .

بقلم : عصام أبو شادى
بدون مراسم أو ميعاد سابق كان جرس المنزل يعلن عن قادم .

وكان حالى شورت وتى شيرت من أثر الحر مع ترشيد الكهرباء لا تكييف يعمل ولا مروحة تدور .

وإضاءة طبيعية من نور ذلك الصباح الجديد.تجنبا لموجات الغلاء التى تلاحقنا يوما بعد يوم.

لم يمهلنى الواقع للسرد .فقد قطعه دقات جرس البيت المستمرة.وكأن القادم على إستعجال من أمره فى أن أفتح الباب.

لحظات وكان أمامى رجلا لم أتبين ملامحه فقد كانت رأسى بمستوى صدره .

ولم يسعفنى فى أن أتحقق من ملاحمه فلقد سبقنى صوته إلى مسامعى بكلمة توقف فيها الزمن لحظات ..سيادة الرئيس.لأجد السيد الرئيس أمامى بدون تشريفة أو حراسة كما نراها وحتى بدون وسيط.

كانت زيارة عابرة لمنزل مصرى وقع عليه الإختيار عشوائيا ليتعرف على هموم ومشاكل الشعب بعيدا عن التقارير المقدمة من المسئولين والتى دائما ما تكون من أجل الحفاظ على الكراسى.

بعد التحيات وأصول الضيافة .كان الرد الاول من السيد الرئيس وهو رد مختصر أعلم أن الشعب يعانى من الغلاء كما أرى أنك واحدا منهم.ولكن أريد أن أعلم مايدور من أحاديث أكثر عمقا لم تصل بعد إلى مسامعى .حتى وإن كنت أعلمها.

سيادة الرئيس هناك الكثير والكثير من الأحاديث وبعيدا عن الغلاء .
سأقول بعضها فى نقاط والبعض الأخر بإسهاب.
النقطه الاولى…أن الرشوة والفساد والمحسوبية مازالت مستشرية فى ربوع الوطن.
النقطة الثانية…التوريث فى الجهات الحكومية جميعها بلا إستثناء
النقطة الثالثة…سن قانون جديد بإسم(انت ماتعرفش انا إبن مين فى مصر)
النقطة الرابعة…العمل الخاص تأميم الشركات الخاصة التى تهدر حق العامل وإستغلاله وإهانته ولى زراع الدولة.

النقطة الخامسة…الحد من الإسراف فى القروض وتحديد غطاء نقدى لا يتم الموافقة عليه إلا بأمر من الحكومه وعدم إعطاء قروض فوق قروض والتى كانت سببا فى تعثر الإقتصاد بسبب الرهن الوهمى للقروض.

النقطة السادسة…أن تكون زراع الدولة لها اليد الطولى فى بناء هذا الإقتصاد والذى كان سببا فى عدم إنهيارها نتيجة الكساد الذى أنهارت معه الدول وأعلنت إفلاسها مثل اليونان
النقطة السابعة…أن المستوى الإجتماعى بين أفراد الشعب قد أصابه خلل جسيم.

وتلك النقطة هى من أخطر النقاط التى قد تؤدى إلى إنفجار صراع طبقى بين أفراد الشعب نتيجه الفوارق الرهيبة فى التركيبة الإجتماعية والتى يقودها السواد الأعظم من أفراد الشعب الفقراء.والتى يلعب على أوتارها الأن كل المغرضين الذين يريدون هدم الوطن.

النقطة الثامنه…أن كل الفاسدين الذين تواروا إبان حكم الأخوان وعندما زال حكمهم وتقلدت المنصب يظنون أن الأيام الخوالى قد رجعت لهم مرة أخرى بل وأصبحوا يسعون لهذا بكل قوة.

النقطة التاسعة… وهى الأهم أن الشعب حتى بعد عام من حكم سيادتكم لم يشعر بأى تقدم أقتصادى وزيادة معدل البطالة .دائما يتساءلون من هم الذين يعملون فى تلك المشاريع التى أعلنتم عنها سيادتكم هل هم عمال من أفراد هذا الشعب أم هم من جهه أخرى لا نعلمها .سيادتكم تلك المشاريع التى تنفذ كفيلة بأن لا تجعل هناك عاطلا من هذا الشعب .

فالعاطلين لا يعلمون فى أى جهه يتقدمون لكى يساهموا فى تنفيذ تلك المشاريع . حتى وإن كانت هناك جهه محددة يتقدمون إليها فهل هذا سيمنع من وجود المحسوبية فى التعيين لهذا العمل حتى وإن كان عملا موسميا ينتهى بإنتهاء المشروع.

سيادتكم نريد شفافية لهذا وتخصيص مكاتب فى كل المحافظات بعيده عن محسوبيات مكاتب العمل الفاسدة لتعيين العاطلين فى تلك المشاريع التى تعلنون عنها وهى مشروعات قومية . على أن يكون المسئول عن التوظيف غريبا عن تلك المحافظة حتى يكون بعيدا عن الشبهات.

فهناك من يريد بث روح اليأس فى نفوس هذا الشعب .وهم يشاهدون ما تفعله من مجهودات خارقة من أجل أن يعود الوطن إلى مساره الصحيح وموقعه بين الدول بعد أن كان قاب قوسين أو أدنى من السقوط المدوى.

ولم يسعنى الحديث فى أن أسهب فى أكثر من ذلك بعد أن قاطعنى سيادة الرئيس وقد ظهر الحزن على وجهه .فكان رده لى خد بالك أننا شعب عظيم لا يوجد له مثيل على تلك الأرض .

ولكن الشعب فيه من إستسلم للجلوس فى بيته ومنتظر أن تهبط عليه الفلوس من السماء.خد بالك إن روح ثورتين مر بهم الشعب كانت كفيلة بأن تكون بلدنا بهمه شبابها فى أحسن صورة.ولكنها أخرجت لنا روح بدون أخلاق بدون طموح لمستقبل أفضل.

خد بالك أبسط مثال على هذا كم من صفحات الفيس تقف بجانبى وتشد من أذرى وكم من الشباب عليها ملايين يجلسون ليمدحوا فى شخصى بالرغم أنى اجتهد من أجل مستقبل أفضل لهذا الوطن ولكم وهذا ما كلفت به منكم أنتم.

صحيح المسئولية كبيرة والتركة الفاسدة التى ألت إلى.. ولن تتغير فى يوم وليله ولكن لكل شيئ وقته فلا تستعجلوا .خد بالك نعود لصفحات الفيس.

لو كل ما يمجدون شخصى على تلك الصفحات تركوا التمجيد لشخصى.ومجدوا هم أنفسهم بأن كل واحد فيهم ذكر ماذا فعل اليوم لمصر .

خد بالك أنا اريد هذا الشباب النقى أن يعمل وأن يتحمل المسئوليه تجاه وطنه .إنما الكثير منهم لا يريد أن يشقى فى العمل حتى ولو كان الراتب بسيط .

إنما الكل يريد الألاف بدون مجهود أو تعب .حتى العمال الذين يعملون فى المصانع التى نمتلكها يريدون أرباحا على خسارة مصانعهم يريدون رفع مرتباتهم دون أن يجتهدوا لذلك .هكذا حالنا فى وسط تلك الصراعات التى تمر بها الأمم .

نريد أن نحافظ على بلدنا ولكن ليس بمفردى فأنا بشرلى طاقة مثلكم أريدكم جميعا ..أيدى فى إيدكم علشان نمر من هذا النفق المظلم..

وكان السؤال التالى والذى كان مفاجاءة لى شخصيا عندما مرقنى بنظرة حاسمة
وإنت قاعد فى البيت لحد دلوقتى بتعمل إيه .. لا سيادتك شركتى الخاصة على وشك إعلان إفلاسها وأكل حقوق العاملين ..

كانت مقابلة عابرة ومابين الإنصراف وفتح الباب كان نداء والدتى وهى توقظنى من النوم
وردى لها حاضر ياريس…

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

المحاكمات (التأديبات) الكنسية … منظور ارثوذكسى

كمال زاخرالخميس 19 ديسمبر 2024 البيان الذى القاه ابينا الأسقف الأنبا ميخائيل اسقف حلوان بشأن …