بقلم: إيليا عدلي
أخي المواطن المصري..علمونا في مدرستنا في النظام السابق والأسبق بأن الكثافة السكانية هي السبب في كل فقر وجهل وتراجع ورجعية ، ولكن كل الدول تعتبر الكثافة السكانية قوة أساسية دافعة للتقدم ، هي رصيد من العقول المفكرة والأيدي العاملة ، ليس من هم على قيد الحياة وحدهم ، بل من رحلوا عن العالم قد يكونوا رصيداً لبلدهم بما انتجوا من علم أو فن أو تأثير..أيها النظام المصري البائد: حرام عليك يا اخي ليه كده؟!
أخي المواطن المصري..درس أباؤنا في المناهج الدراسية ما فرد من صفحات طويلة لبطولة “أدهم الشرقاوي” و “أحمد عرابي” بغض النظر عما أفادوا به الوطن ومقارنته بما أضروه ، ودرسنا نحن في مناهجنا نجيب محفوظ بكل فخر بما أنجز دولياً والكثير من الشخصيات الرياضية والفنية.. درس ابناؤنا وبناتنا شخصيات علمية عظيمة ، عرف الأوروبيون مصر من خلالهم ، كمجدي يعقوب والعالم أحمد زويل والمهندس العالمي هاني عازر..وكل الأجيال استمتعت بدراسة الشخصيات التاريخية الإسلامية والفرعونية بكل فخر ، وكل هذه الأجيال تعلمت كيف تحفظ وتسترجع المعلومات كالكاسيت ، والأكثر تفوقاً منا هو الأكثر قدرة على الحفظ ، ولا مكان للمبدع المحدث المبتكر ، بسبب نظام امتحانات قديم عقيم..أيها النظام التعليمي: حرام عليك يا أخي ليه كده؟!
أخي المواطن المصري..لو سألتك عن كل الشخصيات المصرية سالفة الذكر ، ستعرفهم بكل تأكيد ، ولهم كل الأحترام والتقدير بما خدموا به اسم مصر..ولكن لن تعرف يا أخي اذا سألتك عن المواطن المصري الذي سميت على اسمه أكثر من مدينة أوروبية في فرنسا وسويسرا..المواطن المصري المكتوب اسمه كمحل اقامة للآلاف من الأوروبيين في بطاقة الهوية وجواز السفر ، هذا المواطن المصري الصعيدي لا يعرفه حتى معظم ابناء مدينته المصرية الشهيرة “الأقصر” ، هذا المواطن المصري الذي لم تفرد له مناهج التاريخ صفحات تليق به ولمكانته الدولية ، ودوره في ضخ ملايين الدولارات لمصر من خلال السياحة..هل تتعجب كيف ولماذا؟! هل لديك أدنى شك في رغبة كل سكان المدن المسماه على اسم هذا المصري العظيم ، أن يزوروا مصر ويدفعون غيرهم لزيارة مصر ومدينة الأقصر التي ولد فيها من تسمت مدنهم بإسم هذا المصري الأقصري؟!
هذا المصري العظيم هو الشهيد القائد العسكري “موريس” ، الذي خرج من مصر إلى فرنسا وسويسرا ، على رأس كتيبة مكونة من 6600 جندي مصري أشداء اختارتهم الإمبراطورية الرومانية للمشاركة في الحرب معها في أوروبا ، قاتلوا ببسالة المصريين الفراعنة واظهروا طاعة وأمانة فائقة للإمبراطور الروماني “دقلديانوس”..إلا حينما أمرهم بالتبخير للأوثان وانكار ديانتهم المسيحية ، حينها أظهروا بسالة أكبر بتقديم انفسهم شهداء رافضين التبخير للأوثان ، مما جعل سكان اوروبا يتسابقون لتسمية مدنهم على اسماء قادة هذه الكتيبة المصرية واشهرهم مدن “سان موريس” و “سان فيكتور”..هل تعلم ايها المواطن المصري كم من المؤسسات التجارية والدينية في أوروبا تحمل اسماء هؤلاء المصريين ، هل تتخيل أخي المصري الأقصري كم الإحترام الذي ستقابله حينما تدخل أحد هذه المؤسسات وتقول أنا من بلد سان موريس الذي تحملون اسمه على جوازات سفركم وهوياتكم ، أنا من بلد سان موريس الذي لا يتطرق له الإعلام المصري ولا المناهج الدراسية إلا نادراً وعلى إستحياء..هل تدرك وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة أهمية الكتيبة الطيبية سياحياً ، وتنسق مع الإعلام ووزارة التعليم للإهتمام بتعريف المصريين بهؤلاء؟! هل تعرفون الشهيدة “فيرينا” المصرية المصاحبة للكتيبة كمسعفة؟! تعتبرها أوروبا الفتاة المصرية التي علمتهم الإتيكيت والنظافة وصنعوا لها التماثيل في الميادين ، والأهم سياحياً وثقافيا لنا ما هو مكتوب تحت تماثيلها بأوروبا.. “مصرية”.. يا باشمهندس محلب ، السائر بنا كالسلحفاة: حرام عليك يا اخي ليه كده؟!
الوسومإيليا عدلى
شاهد أيضاً
“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “
بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …