الإثنين , نوفمبر 25 2024

العجلة تدور ومواطن مقهور .

حمدى الجزار المحامى
حمدى الجزار المحامى

بقلم / حمدي الجزار المحامي
أستطيع احيانا أن اجلس منفردا بنفسي بعض الوقت متأملا مايدور حولى من صراعات وأتذكر ما أقراة في الصحف واشاهده عبر شاشات الاعلام من أحاديث وتصريحات من هنا وهناك .. من المسئولين على مقدرات هذا البلد ومقدرات ومقتضيات المواطن وايضا مسترجعا الوجوه القديمة التى كانت في أعلى مناصب الدولة وكان لها شأن كبير في ادارة هذا البلد
أجد نفسي مبتسما ابتسامة حزن وقهر .. أننا مازلنا ندلى بنفس التصريحات والكل يظهر كأنه يحارب الفساد والمحسوبية .. والكل يظهر أنه هو المواطن الصالح الشريف والمسئول المتطور الذي يقوم بانتقاد كل ماهو قديم والغريب في ألامر ان اكثر المسئولين في مؤسسات الدولة حاليا هم جزء من النظام القديم بمرحلتيه .
ومازال نفس الصراع موجود ونفس اسلوب العمل ونفس أدارة المؤسسات ونفس الفساد من الرشوة والمحسوبية وعدم الضمير ومازال اصحاب الشهادات والخبرة والكفاءة التي تستحق ان تكون هي في المناصب يداس عليها ويركلوا بالارجل وتقفز على اكتافهم الوساطة والتبعية .
فأي عهر سياسي واداري نعيشة الان واي تدني في الاخلاق نتنفسه .
فجميع أجهزة الدولة ومؤسساتها من صحة وتعليم وثقافة واعلام ومالية واعلام وسياحة ومصانع وشركات قطاع عام وبرلمان بها نفس الادارات ونفس اسلوب وآلية العمل ،، ومازال القائمين عليها يتبعون نفس اسلوب الادارة وإن كان هناك تغيير فالتغيير يتم في الاشخاص فالكل يجذب مريديه حوله ولكن الاسلوب مازال جامدا روتينيا بيروقراطيا وإن حاول البعض اصلاح جزء لايستكيع لان موظفي الدولة اعتادو على نمط واحد في العمل إعتادوا وكأنهم لايريدون إصلاحا لان مصلحتهم في الرشوة والمحسوبية والفساد مرتع لهم وارض خصبة لكسب السريع والغنى على حساب مصلحة الدولة وساعدهم في ذلك قوانين عفى عليها الزمن ولوائح اتاحت لكل مسئول أن يدير مؤسسته بالطريقة التي تحلوا له ،،
وكأن الكرسي في مصر به سحر أسود من يجلس عليه تصيبه لعنه الكبرياء والعظمة والنشوة فيصبح كسلفة بل العن منه ويلتف حوله من يرشده الى الكهف المسحور بمؤسسته والى مغارة على بابا ليملئ بطنه ويعيش في الفيلات والشاليهات ويركب افخم السيارات ،،
فالسلطة في مصر لها طابع خاص كطابع البريد لابد ان يوضع أعلى الورقة وليس مهم فحوى تلك الورقة ويمكن ان يكون مصيرها سلة المهملات .
وفي النهاية اجدني اضع يدي على وجهي ضاغطا على فكي من كثرة الحسرة والعصبية متساءلا إلى متى سنفيق مما نحن فيه ،، ونعلم أننا في فلك كوني الغلبة فيه للاقوى ،،
والقوى هنا تعنى النظام في كل شئ،،تعني ان يكون الاصلح هو من يجلس على الكرسي ويدير ويدبر الامور بغض النزر عن تاريخة الوظيفي والاداري والسياسي فكل مرحلة ولها رجالها
والاقوى تعني مصلحة الدولة تعلوا على المصلحة الشخصية وتقدم الدولة حتما ستعود على المواطن ،
والاقوى تعني محاربة الفساد بحق ومحاربة الفكر الارهابي والتطكرف الديني واصلاح واعمال العقل ليتماشى مع تطور الانظمة الدولية وتقدم الامم ،
وتعني عدم الرشوة التي اصبحت جزء لايتجزء من الوظيفة الادارية في مصر ،،واصبحت بالنسبة للموظف حق مكتسب يأخذه من المواطن عن طيب خاطر واصبحت للمواطن ادة لانه على علم ان مصلحته لاتنتهي بدونها واصبحت جزء هام عند المواطن في حساب تكلفته المالية لاجراء انهاء عمله ،
والاقوى ايضا ان يكون الوزير في بلدنا مواطن اولا واخيرا ويعلم انه مكلف فقط من قبل الدولة لادارة جزء منها وأنه ليس هو الدولة ، وايضا يعلم كل رئيس هيئة ومؤسسة أنه محاسب أمام الله عما اقترفته ايديه من اعمال أخذ عليها اجرا ،
الاقوى ان يكون الامن أمن للمواطن وحمايته وليس عليه ،
وايضا ان يكون هناك حرية للفكر والتعبير وعدم محاصرة اعمال العقل في شتى المجالات الادبية والفكرية والدينية ،
الاقوى ياسادة بالعمل وبالعمل فقط تبنى الاوطان .
وبكل هذا تكمن القوة لدفع عجلة التقدم للامام
فهل نستطيع السيطرة على عجلة الادارة والسياسة ؟؟؟
أم سنظل دائما نردد مقولة المهم العجلة تدور
نعم العجلة تدور ولكن مازال المواطن مقهور

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

لا تقلق أنها جملة اعتراضية!!

كمال زاخر الإثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ مازالت الرسائل التى تحملها الىَّ آليات العالم الافتراضى، على …