بقلم الكاتبة / حنان بديع ساويرس
إلى د. نبيل العربى الأمين العام لجامعة الدول العربية
يبدو أنهم قاموا بإختيارك لمَنصِب الأمين العَام لجَامعة الدول العربية لأن القافية حَكمت وهذا لأن إسمك نبيل العربى فأنت العربى وهذا مُناسب لجَامعة الدول العربية لكن عليك أن تتذكر أولاً أنك مصرى قبل أن تكون عربى وإنتماءك وولاءك لابد أن يكون لمصر قبل أى بلد آخر حتى لو كان منصبك يُحتم عليك العمل على فض مُنازعات الدول العربية !!!!
ليتهم قاموا بإختيارك لأنك تحمل من الأمانة مايتناسب مع إسم المنصب أى ” الأمين “
نعم الأمين … أمين على وطنك مصر أولا وقبل كل شئ .. لأن منصبك هذا وصلت له بفضل مصر ، وبالتالى لابد أن تكون فى خدمتها أولا وإذا عملت فتعمل من خلالها ومن أجل صالحها وإذا تكلمت فيكون من أجل وحدتها وليس فُرقتها وإن لم تستطع ذلك فالصمت فى حالتك فضيلة .
• لابد أن تضع أولاً مصر نَصب عينيك وقبل أى دولة عربية مهما جل شأنها .. لأن من ليس له خير فى بلده ليس له خير فى بلد آخر … ومن ليس له خير فى زوجته الأولى لن يكون له خير فى زوجته الثانية ، فهى نفسها تعلم ذلك فتحتاط منه ، فربما تستفيد منه بعض الوقت قدر إستطاعتها لكنها تكون فى حالة تأهب مُستمر له تنتظر خيانته فى أى وقت كما خان إمرأة حياته ، مهما أطربها بكلامه المعسول … فهكذا سيكون موقفهم منك موقف المُتربص لمن خان وطنه !!!
• نعم خيانة .. لأنك تُجامل اليمن وتحاول حل مشاكلها على حساب أمن مصر وسلامها .. فهل تريد إشعال الفتن فى البلاد أم أن شعارك الذى تعمل به وتطبقه فى حياتك هو شعار كل مُتطرف والذى يقول أن الماليزى المُسلم أفضل وأقرب وأولى من المصرى المسيحى ؟!!
• فقد صرح العربى فى مؤتمر صحفى له عقد مساء الأحد الماضى مُعلقا على مُبررات الحرب في اليمن بقوله ” بيقولوا إن الحرب بين الشيعة والسنة.. إحنا مش زى الكاثوليك والبروتستانت.. إحنا عندنا كتاب واحد “
• فعندما تريد أن تتقمص دور حمامة السلام بين الشيعة والسنة وهى مشكلة إسلامية بحتة لا دخل للديانة المسيحية بها من قريب أو بعيد لا يكون هذا على حسابنا كمسيحيين خاصة وكمصريين عامة !!
• فنحن كمسيحيين مصريين ذُقنا الأمرين عبر عقود طويلة .. وكم عَنينا مُنذ ثورة يناير مُروراً بمرحلتين إنتقاليتين وبينهما حُكم الإخوان وكم دفعنا الثمن غالِّ من حرق كنائس وسرقة ونهب وخطف ودفع فدية وسفك دماء .. فلماذا تريد حل مشاكلك على حسابنا ؟!!
• فيَصِل بك الحد إلى إزدراء المسيحية وفى مؤتمر صحفى فتصفها بمُتعددة الكتب !!!.. وهذا إتهام صريح بأنها ليست ديانة سماوية بعكس الواقع وهى أن المسيحية لها كتاب واحد وهو الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد .. فإن كنت لا تدرك معنى كتاب واحد يسرد عهدين وهم ما قبل وما بعد الميلاد .. نعم ميلاد السيد المسيح له كل مجد الذى قسم التاريخ إلى قسمين ما قبل ميلاده وما بعد ميلاده .. وأعتقد أن هذه معلومة معروفة حتى لتلاميذ التعليم الأساسى !!! فإن كُنت تجهل ما يعلمه الصغار فعليك أن تسأل قبل أن تُخطأ خطأ فادح يُحتسب عليك وهذا إن إفترضنا حُسن نواياك وهو أنك تجهل ما تقول !! .. وهذه كارثة أن تكون فى مَنصبك هذا وتجهل ما تقول أو لا تعرف الفرق بين عهدين وبين كتابين !!
• أما المُصيبة الكبرى وهى أن تكون تقصد ما تقول لا سيما أنك شخصية عامة وفى منصب حساس وكل كلمة تنطق بها سيُسلط عليها الضوء وتكون مَحط الأنظار ومِلء الآذان .
• فقد إعتدنا على السب وإثارة الفتن وإزدراء المسيحية من شيوخ الفضائيات وخُطباء المَسَاجد لا سيما فى خُطبة الجمعه وربما من بعض المسؤولين المُتطرفين أيضاً لكن فى عهود سابقة .. لكن لا يوجد مُبرر أو تفسير الآن بعد ثورة 30 يونيو .. فلماذا تحاول عمل بلبلة وإثارة الفتن ؟! .. لِما تريد إفساد مجهود الرئيس السيسى فى لملمة شِتات الوطن وجمع أبناؤه أقباط ومُسلمين تحت رايته ، والعمل على بناؤه من خلالهم دون فُرقة .
• الم تجد مثال تضربه سوى إختراع أكذوبة تخص ديانة لا ناقة لها أو جمل فى المشكلة التى تريد حلها ؟!!!
• فهل أقتنع السنة والشيعة وعقدوا الصلح فى اليمن بسبب تصريحك هذا ؟!! .. هل كلامك هذا كان الحل الأنسب للمشكلة بينهم ؟!!
• هل من الحكمة قول ما لا تَعيِهِ .. هل من الحكمة أن تحاول حل مُشكلة تخص بلد آخر بطرح أقوال ساذجة على حساب مصر وسلامها ؟!!!!
• سمعنا من يقول كذباً وزوراً وبُهتاناً أن الكتاب المُقدس مُحرف ، وأخر جاهل أو يَتَعَمَد الإستِجهال يتهمنا بأننا نعبد ثلاث ، لكن الجديد ولأول مرة نسمع فيها أن يقول أحد أن المسيحية لها كتابين واحد كاثوليكى وآخر بروتستانتى !!! لا سيما مسؤول إختصاصه حل المُنازعات بين الدول .. فلا يجد حل لمشكلة دولة عربية سوى أن يصنع فتنة ومشكلة لبلده تُشعل النيران فى أوقات حَرجة تمر بها مصر.. فبالحقيقة كلام يُثير المَرَارة والسُخرية فى آن واحد !!!
• فكما أن الإسلام يوجد به طوائف مُختلفة ، شيعة وسنة ويؤمنون بكتاب واحد … المسيحية أيضاً بها طوائف مُختلفة لكنهم جميعاً يؤمنون بكتاب واحد وإله واحد .
• فالإختلاف فى بعض الأمور أو التفسيرات لا يَعنى تعدد الكُتب !!
والكتاب الذى يوجد بين أيدينا كمسيحيين بمُختلف طوائفنا هو كتاب واحد وهو الكتاب المُقدس بعهديه لا يَنقُص حرف أو يزيد حرفاً وأقول حرفاً وليس كتاباً بأكمله !! ولا يستطيع أحداً أن يفعل ذلك مهما كان شأنه لأن الكتاب المُقدس فى ختام سفر الرؤيا يُحذر من ذلك وهى قاعدة يخشاها الجميع وتنطبق على جميع أسفار الكتاب فتقول ” لأنى أشهد لكل من يسمع نبوة هذا الكتاب إن كان أحد يزيد على هذا يزيد الله عليه الضربات المكتوبة فى هذا الكتاب ، وإن كان أحد يحذف من أقوال كتاب هذه النبوة يحذف الله نصيبه من سفر الحياة ومن المدينة المُقدسة ومن المكتوب فى هذا الكتاب “