الإثنين , نوفمبر 25 2024

من أجل حفنة دموع وإلغاء عيد الأم

 

 

بقلم : ماجدة سيدهم

*نعم..أطالب بإلغاء مناسبة عيد الأم .. نعم.. من أجل حفنة دموع على الأبواب تتضور حرمانا وانكسار، نعم ..حيث يأتي الاحتفال كعادته المسبوقة في كل ربيع من ذات الوجع مثقلا بكل مرارات الفقد وكل وخزات القلب وملء الأحداق دموع ملتهبة تتسول من يربت جوعها الذي لا يكل ولا يهدأ، كم من طفل هنا يمقت ويخشى قسوة هذا المارس وكم من طفل هناك ينطفئ ربيعه مع مقدم كل ربيع ، فقد الأم موجع جدا بكل مراحل العمر المختلفة ولا سيما في عمر الطفولة ..

*نعم .. إلغاء عيد الأم ..فبقدر نبله لا يضاهي قدر سكب الملح على جرح غائر في قلب عين الطفولة اليتيمة ليأتي الاحتفال مبللا بحفنة من الانكسار والدموع ” ليكن فرحكم كاملا ” فأي بهجة نحصدها وأي تشدق وتملق أو حتى تكريم أو خير نبتغيه بينما انزواء هناك لطفل يتطلع ولا يجد أمه ، بل يمتد الألم ليشمل لوعة قلب لأمهات اللاتي فقدن أولادهن غدرا أو قدرا لتكون تراجيديا الاحتفالأكثر بؤسا ..

*في مثل هذا الوقت كتبت مقالا بعنوان ” ثورة الثكالى والراقدات على رجاء ” وتصورت فيه من خلال صرخة الأمهات الراقدات أو المكلومات (تصورت أنني منهن ) مطالبتهن الملحة بإلغاء تلك المناسبة المأساوية ، لما تسببه من إيلام وقسوة طاعنة تنصب على كاهل فلذات أكبادهن أثر رحيلهن المباغت وهم في أوج الاحتياج إليهن ولا يشعر بهم سواهن ،لن نتطرق للحكايا المعتمة على الأرصفة أو داخل الملاجئ أو المؤسسات المعنية بالأمر والتي اقتصر دورها على التغييب والترهيب ومصادرة الطاقات فضلا عن تحفيظ نصوص الدين – فلا نفع من تحميل أعباء نفسية بهذا السيل من الاحتفالات والاغنيات والتكريمات والهدايا بوجدان أولاد يفترض أنهم الغد الأفضل والأكثر سلامة نفسية ..

*نعم.. إلغاء عيد الأم وخاصة لدينا 16 مارس يوم المرأة المصرية، وهو يكفي ليشمل تكريم نضال وكفاح المرأة المصرية على كافة المستويات وعلى كافة الأصعدة دونما الانفراد بيوم يخص الأم بعينه

*أليس من الأفضل استبدال عيد الأم بعيد يلقي الضوء على الأبناء المميزين ( تحت أي اسم يقترح ) ممن فقدوا أسرهم أو أمهاتهم في سن صغيرة بينما حققوا ابهارا وتميزا في مجال ما من مجالات الحياة المتعددة وتخطوا بصلابة ومثابرة كل قسوة وفراغ وجرح و أفتقاد فيستحقون عليه الإشادة والتقدير والافتخار ليكونوا دعما وحافزا ومثالا يحتذى به في تجاوز المحن وعبور مرحلة الفقد بشجاعة – وبهذا نقدم نماذج رائعة تحولت من مرحلة الاستكانة للألم والانكسار إلى مرحلة الاجتياز بنجاح وتفرد ..؟

* قد يكون الفقد أيضا عبر الموت العنيد ( الطلاق ) ليقوم كلا من الطرفين بذبح الأبناء نكاية في الطرف الآخر ..أيها الأباء انتبهوا لبيوتكم وأسركم، فالطلاق يلقي بأولادكم في درب من نحيب لا يراه عنادكم وغلظة قلوبكم ،الأيام تمر بينما نخسر الحياة كلها بمزايدات فاشلة يحصدها كل الأطراف..

* وليس آخرا ..نما إلى علمي .. وأول الكذب نفاق .. بترشيح السيدة والدة الرئيس السيسي أما مثالية .. نحن لا نعرف عنها أو حياتها شيئا ..لا بأس لكن .. أين المثالية هنا .. وما الذي قدمته ليصل إلى مكانته الرفيعة بالبلاد ( اختيار شعب ) في أشد المراحل صعوبة وحساسية ، وأتصور هل يكفي الدعاء مثلا لتكون الأم مثالية.! وما هي الرسالة المراد إبلاغها لرئيس البلاد ..! أين موقع أمهات الأرض المصرية العريقة بنضالهن وكفاحهن وكدحهن وصبرهن من ضجة هذا المارس الذي للمرأة ، على ما يبدو أن حدود الاهتمام تتجاوز 8مارس و16 مارس لنكتفي فقط بأغنيات وهدايا 21 مارس فوق جثة الألم وازدراء حفنة من الدموع ..ألا تكفي دموع اليتامى لتكون سببا نبيلا للانتباه وإعادة النظر والتقييم لإلغاء الاحتفال بعيد الأم والألم ..! *

نعم نعم .. من أجل حفنة دموع ..

49_20150319234641

شاهد أيضاً

لماذا تصلي الكنيسة على المنتقلين !؟

جوزيف شهدي في الايمان  الارثوذكسي أن الكنيسة الموجودة على الارض تسمي الكنيسة المجاهدة وأن أبناءها  …