بقلم : عاطف مجدي عبد المسيح
كنتَ يا ربُ معي.. لكنني!
من فرط شقاوتي لم أكن معك
كنتَ أنا المتمرد الأحمق.
تُجذبني إليك دايماً تُصيدُني
وأنا أبعُد لأشقى ولم أكن معك.
لم تيأس مني، لم تكرهني، لم تبعد عني
و يديك دائماً كانت حولي.. تُحيطني
تلتف حولي.. تضمني.. تحميني
تلتف حولي تحتويني
تلتف حولي برفق تجفف أنيني.
أما انا الأعمى.. لم أرى.. لم أسمع
لم أعرف أنك.. أنك دائماً أنت معي.
وكنتَ يارب معي.. لكنني!
لكنني من فرط شقاوتي لم أكن معك
أنا كنت أبعُد و كنتُ أخطئ وأختبئ
لأني كنت أعلم أنكَ دائماً تراني.
وكنتُ أقول لنفسي حين أخالفك أني
إذا أردتُ أن أعصاك.. فلابُد
أن أبحث عن مكان لا تراني فيه.
وكنتُ أشعرُ دائماً بك حولي تحيطني
كنتُ دائماً أشعرُ تلملمني من نفسي،
من رغباتي، من شهواتي، من هفواتي
من سقطاتي، من خطواتي نحو العصيان.
فيداكَ دائماً معي وأنا حتى في عمق الأحزان
روحك معي تقويني وتنجيني من شقاوتي.
آهٍ يا رب آهٍ.. وأنا لم أكن معك
مولاي يا مولاي لم تيأس مني
لم ترفضني، لم تهملني بل دائماً معي.
لم تكرهني ولم تلقيني بعيداً عنكَ
لم تسقطني في هوَّة الجحيم بل فديتني.
وكلما أبعُد عنكَ وحدكَ أنتَ تضمني
وانا من فرط شقاوتي لم اكن معكَ.
رغم أنكَ حولي، في أنفاسي..
في عمقي.. في عقلي..
في قلبي.. في فكري..
في روحي.. في جسدي..
في كل كياني،
دايما معي يا خالقي و ربي
و وجودي من صنعكَ أنت.
فأنت دائماً معي.. و معي.