بقلم .. نانا جاورجيوس
لمن يشككون في إستشهاد شهداء أقباط ليبيا الـ 21 ، اقرأوا سنكسار تاريخ الكنيسة القبطية الزاخر بآلاف الشهداء منذ فجر الإيمان، وكيف أقبلوا على الإستشهاد بكل ثبات في الإيمان مؤمنين بأن سفك دمائهم هو شهادة حب يقدمونها لسيدهم المسيح .
القديسة ريجولا وأخوها القديس فيلكس و القديس أكسيويرانت بسويسرا. وإسم ريجولا إسم فرعوني يعني ” ثمرة المدية ” أي “ثمرة طيبة”. هؤلاء الشهداء الثلاث الذين قطعت رؤوسهم بمدينة زيورخ بسويسرا وأمام جمهور غفير، وبعد أن فُصلت رؤوسهم وقفوا علي أقدامهم حاملين رؤوسهم فوق أيديهم ليصعدوا بها للتل المجاور لعملية الإعدام، و على بعد26 متراً سجدوا للرب يسوع قبل أن تنطلق روحهم إليه وتدفن اجسادهم في نفس المكان الذي بني فوق مزاراتهم كاتدرائية ضخمة
، ومازال ختم مدينة زيورخ يحمل هذه الأيقونة كذلك سترات الجنود وفي القرن الثالث عشر زُينت قطع النقود هناك بتلك الأيقونة ، أما قائدهم الشهيد موريس فله حوالي 650 كنيسة وهيكل باسمه في كل أنحاء أوروبا ، وسميت البلدة التي أستشهد بها باسمه ” سانت مورس ” . ومن هنا جاء لفظ يحمل رأسه علي يده ” رمزا للشجاعة .
هؤلاء الأبطال الشهداء أعضاء الكتيبة الطيبية استشهدوا سنة11 سبتمبر 286م” يوم عيد النيروز القبطي” لرفضهم تقديم القرانين و التبخير والسجود للأوثان بأمر الإمبراطور مكسيميان إمبراطور الشطر الغربي للأمبراطورية الرومانية، وكان قائد الكتيبة القديس موريس الذين سافروا في بعثة وكان عددهم 6600 قبطي من مدينة طيبة بالأقصر في صعيد مصر إلي سويسرا وألمانيا وإيطاليا وفرنسا وكانت معهم القديسة فيرينا بنت الصعيد التي علمت سويسرا الطب والنظافة ويوجد لها تمثال حالياً داخل السفارة السويسرسة بالقاهرة ، حتى قطعت رؤوس أعضاء البعثة جميعاً عن بِكرة أبيهم في أنحاء الأمبراطورية الرومانية عهد مكسيميان و من بينهم هؤلاء الثلاثة شهداء الذي إستشهدوا بمدينة زيورخ بسويسرا ، وكنيسة ” فاسر كيرخا WASSER KIRCHE” التي تعنى “كنيسة الماء” نظرا لوجودها بجوار النهر، هى الكنيسة التى استشهد فيها القديسين الشهداء الأقباط ، ولازالت الكنيسة الرسمية للمدينة وتوجد بهذه الكنيسة حتى الآن الصخرة التى استشهدوا وقطعت رؤوسهم عليها وهم الشهيد فيلكس وأخته الشهيدة ريجولا والشهيد ايكسوبرونتوس، ولازالت حتى يومنا هذا توجد على هذه الصخرة آثار دماء هؤلاء الشهداء الأقباط الذين استشهدوا ، وحتى الآن هذه المعجزة مسجلة على ختم برلمان و حكومة مدينة زيورخ بسويسرية منذ مئات السنين كشاهد على عظمة الإيمان المسيحي . و يوجد على الختم صورة الثلاثة القديسين الأقباط شهداء الكتيبة الطبية .بخلاف العملات المعدنية والمتاحف الأثرية التي تضم تماثيل ولوحات تخلد تذكار هؤلاء الشهداء الذي أثروا أوروبا بإيمانهم ورفضوا يبخرون للأوثان، كما فعل شهداء ليبيا تماما.
هذه المعجزة كانت نقطة تحول كبير من الوثنية للمسيحية في الإمبراطورية الرومانية وأصبح هؤلاء الشهداء هم شفعاء و قديسي شمال إيطاليا وسويسرا حتى اليوم وعشرات المدن المحيطة. و سكان هذه المدن لا زالوا يحتفلون بذكرى استشهادهم في عطلات رسمية مخصصة لتكريمهم، لأنهم بشهاتهم إنتقل إليهم الإيمان المسيحي. واليوم يوجد 114 كنيسة تحمل إسم القديس موريس في ألمانيا فقط الذي يعد بمثابة سفير الصعايدة في أوروبا. و هكذا حمل أحفاد مارمرقس امانة الصليب المقدس إلى سويسرا بواسطة شهداء الكتيبة الطيبية.
شفاعتهم الشهداء الثلاث وكل شهداء الإيمان الذين إنتقلوا من هذا العالم وتركوا بصمة إيمانهم بدمائهم التي سُفكت لأجل الإيمان، وشفاعة شهداء ليبيا الـ 21 و جميع الشهداء منذ فجر الإيمان وصلواتهم تكون معنا.