الأهرام الجديد الكندى
أثار داعية سعودي موجة من الانتقادات الواسعة أمس، بعد إطلاقه تغريدات يصف من خلالها الحرم المكي الشريف بالمكان الخطر على النشء.
وقال الداعية السعودي عبدالله الفيفي عبر تغريدة أطلقها عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «الحرم المكي خطر على الشباب بسبب الانفلات الحاصل في الحجاب والاحتشام، ولهذا أصبح الكثير يصد عن الذهاب إليه».
ووفقا لصحيفة “الحياة” قوبلت هذه التغريدة بموجة من الانتقادات الواسعة قبل أن يستدرك الأمر، ويعود من جديد للتوضيح أن كلامه فُسر بطريقة خاطئة من «الليبراليين» – على حد قوله، إلا أن هذا التفسير قوبل بمزيد من الانتقادات والسخرية اللاذعة.
وأوضح في رسالة أخرى عنونها بـ«اعتذار وتوضيح» أن ما ذهب إليه «الليبراليون» من تفسير لكلامه غير صحيح، موضحاً أنه كان يقصد بكلامه ما يشهده الحرم المكي من انفلات حاصل من بعض النساء من ناحية الحجاب والاحتشام، الذي أصبح يمثل خطراً على الشباب.
وقال: «تفاجأت بأن التغريدة قد سارت بها الركبان، وذاع خبرها بين البلدان، فلما تأملت التعليقات حولها رأيت وجود لبس في معنى قولي «الشباب»، مما أغضب بعض الفئات التي ظنت دخولها في المقصود، فمن حقهم علي الاعتذار وبيان المراد».
وأفاد بأنه توجد ثلاثة أصناف غير داخلة في المعنى الذي يقصده، مبيناً أن تغريدته يستهدف بها الأشخاص الذين يرضون بالخبث على أنفسهم وأهلهم ومجتمعهم، والذي يعبد الغرب – بحسب وصفه-، وهو الرد الذي أثار الكثيرين، مما دفعهم إلى فتح هاشتاق (وسم) على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» ضخت فيه آلاف التغريدات الساخطة، فيما استعرض آخرون مجموعة من التغريدات السابقة التي أطلقها الداعية، وكانت تبدو أكثر إساءة من سابقتها ما دفع الكثيرون إلى المطالبة بوضع حد لهذه التصريحات الكارثية لما فيها من تلطيخ لسمعة البلد الذي يدير شؤون الحرمين واستعداء الأعداء -بحسب وصفهم-،
وعلق أحدهم على حديث الداعية، بالقول: «بعد 14 قرناً من تأدية النساء لعباداتهن في الحرم بسلام، يأتي أحدهم ليتذمر من لبس النساء المعتاد، ويسميه تبرجاً»، معتبراً أن هذه التصريحات امتداد لما طالب به داعية سعودي سابقاً بفصل الجنسين في المطاف.
من جهته، أوضح عضو مجمع الفقه الإسلامي الدولي الدكتور حسن مسفر أن الله كرّم الحرم، وجعله أمناً، مفيداً بأنه لم يعهد من سلف الأمة، ولا من خلفها أن أحداً جاء بمثل هذا القول الذي يظهر فيه نوع من التنطع، مبيناً أنه توجد إرشادات من الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بإرشاد النساء بالحسنى، ووعظهن.
ولفت الفقيه مسفر إلى أن الدين الإسلامي دين سهل وسمح، وهناك إيضاءات نبوية وتوجيه بالكلمة الحسنة، معتبراً أن وصف الحرم المكي بأنه مكان خطر «غريب جداً».
وقال: «ولم يعهد على سلف الأمة، وخلفهم أن جاء أحدهم بمثل هذا القول، بيد أن الفقهاء تناولوا آداب دخول الحرمين الشريفين، وهي أن يكون الإنسان محمولاً بالسكينة والهدوء».
ودعا الرئاسة العامة لشؤون الحرمين إلى تبصير مثل هؤلاء بالآلية التي تقوم عليها بمتابعة النساء في الحرم المكي، التي تقوم على الحسنى وفق المنهج النبوي الواضح، الذي ليس به تعنت وتجدد وتنطع.