الأهرام الجديد الكندى
قامت عدد من مواقع وصحف الأخوان المسلمون بنشر خبر مفاده بأن مصادر من الديوان الملكى تؤكد أن “ولي عهد السعودية الأمير سلمان سيؤدي البيعة ملكا للسعودية امام هيئة البيعة خلال الساعات المقبلة خلفاً للملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود”.
ويهدفون من وراء ذلك أشعال نيران الفتنة داخل المملكة فكيف يقوم ولى العهد بأداء البيعة ولازال الملك عبد الله على قيد الحياة وصحته قادرة على قيامه بدوره فى أدارة شئون المملكة
الجدير بالذكر أن ولي عهد السعودية الأمير سلمان نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع بالمملكة وهو الابن الخامس والعشرون من الأبناء الذكور للملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود من زوجته الأميرة حصة بنت أحمد السديري. وهو أحد أهم أركان العائلة المالكة السعودية، إذ هو أمين سر العائلة ورئيس مجلسها، والمستشار الشخصي لملوك المملكة، كما أنه أحد من يطلق عليهم السديريون السبعة من أبناء الملك المؤسس.
وحسب برقية دبلوماسية أميركية في عام ٢٠٠٧ م، نشرها موقع ويكيليكس، فإن سلمان يرى أن الديمقراطية لا تناسب المملكة “المحافظة” ويتبنى نهجا حذرا في الإصلاح الاجتماعي والثقافي.
كما كشفت تسريبات الويكيليكس أن سلمان قال في اجتماع مع السفير الأميركي في مارس ٢٠٠٧ م إن الإصلاحات الاجتماعية والثقافية التي يحث عليها الملك عبد الله يجب أن تمضي ببطء خشية أن تثير ردا عكسيا من المحافظين.
كما قاموا بإعادة ما قام بكتابته الكاتب والباحث البريطاني المتخصص في شئون الخليج العربي سايمون هندرسون والذى اكد أن التوتر في العائلة المالكة بالسعودية بلغ حد الخصومة بين اجنحتها المختلفة، وأن التغييرات الأخيرة في وزارة الدفاع والاستخبارات تدل على أن الملك عبد الله بن عبد العزيز يعمل على تقليص نفوذ ولي عهده الحالي سلمان في الدفاع والاستخبارات. ملقيا الضوء أيضا على اسباب تعيين بندر بن سلطان في منصب مبعوث ومستشار الملك.
أشار هندرسن في بداية مقال المنشور بمجلة فورين بوليسي الأمريكية إلى أن الاجراءات الأخيرة كسرت الهدوء المعتاد للسعودية في هذا الوقت من السنة، فإعلان تعيين بندر بن سلطان مستشار ومبعوث خاص للملك وكذلك تعيين خالد بن بندر رئيساً للاستخبارات السعودية لهما أهمية محلية ودولية، فمن ناحية أتى اجتياح “الدولة الإسلامية” للعراق جعل الحدود السعودية جنوبا وغرباً معرضة لما أطلق عليه “فوضى ما بعد الربيع العربي”، فبندر بن سلطان الذي تم استبداله في ابريل الماضي من منصب مدير الاستخبارات في منصبه الجديد حيث كان رأس حربة الجهود السعودية لإسقاط بشار الأسد، اصبح له حاجة ماسة في التأكد من أن انتصارات الجهاديين في العراق تهدد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي فقط دون تهديد السعودية. وعلى المستوى الداخلي أتي تعيين خالد بن بندر بن عبد العزيز كرئيس للاستخبارات بعد ان وقع ضحية خلاف علني في العائلة المالكة أدى للإطاحة به منذ شهور قليلة من منصب نائب وزير الدفاع بعد تعيينه فيه لمدة ستة اسابيع فقط.
وتابع هندرسن قائلا “خروج خالد بن بندر من الوزارة المتعثرة كرابع نائب وزير دفاع يفقد منصبه خلال 15 شهراً يعني أنه وقع ضحية كأسلافه لأبن عم أصغر سناً، وهو الأمير محمد بن سلمان، الشاب الذي يبلغ سنه في حدود الثلاثينات نجل ولي العد سلمان بن عبد العزيز وزير الدفاع الذي يعاني من اعتلال ذهني متعلق بالذاكرة أو مرض الألزهايمر، مما يعني أنه غير قادر على ادارة شئون وزارة الدفاع”.
وألقى هندرسن الضوء على صعود محمد بن سلمان، حيث ذكر أن سبب صعوده بالمفاجئ، في ظل حصر اللاعبين الرئيسيين بالمملكة في الملك عبد الله وأشقاءه ابناء عبد العزيز بن سعود هو أنه يحظى بحب وثقة والده، فهو قد بدأ كمستشار لولي العهد وأصبح الأن رئيسا لديوانه، ورقى العام الماضي ليصبح وزير دولة، مما ضمن له مقعد في اجتماعات مجلس الوزراء الاسبوعية. وعلى الرغم من وجود اشقاء له في مناصب هامة في الدولة إلا أنه الوحيد الذي ظهر بجانب والده بعكسهم. وأوضح هندرسن أنه على الرغم من أن محمد بن سلمان ليس له سلطات رسمية في وزارة الدفاع إلا أنه يستغل دور حارس ولي العهد من أجل السيطرة على صناعة القرار في الجيش السعودي وتحديدا في القوات الجوية والبحرية، ونجاحه في الاطاحة بقائمة طويلة من نواب وزراء دفاع سابقين.
أوضح هندرسن أن رد الملك عبد الله السريع بترقية خالد بن بندر لرئاسة الاستخبارات السعودية بعد يومين من اجباره على الاستقالة من وزارة الدفاع يشير إلى أن الملك شرع باتخاذ اجراءات حاسمة لإعادة النظام إلى حكومته (البيت الحاكم).
وأضاف هندرسن أن الملك لايبدو أنه عازم على تعيين نائب وزير دفاع جديد لى الأقل في الظروف الراهنة، وأيضا من المستبعد أن يسمح لولي العهد سلمان بالضغط لترشيح ابنه محمد لهذا المنصب
واعتبر هندرسن أن “الأزمة الحالية تمثل فرصة للملك عبد الله لإكمال تهميش سلمان، وهو الأمر البادئ منذ مطلع 2013، عندما عين الملك اخوه غير الشقيق مقرن بن عبد العزيز نائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء، مما سمح للأخير ترأس مجلس الوزراء في اوقات غياب الملك وولي العهد، وفي مارس الماضي مُنح مقرن لقب جديد هو “ولي ولي العهد”، تمهيداً ليصبح ملكاً حين وفاة سلمان وعبدالله او تنحيهما للعجز الصحي. وحاول الملك تدعيم قراره هذا بإجبار كبار ابناء عبد العزيز بن سعود بأداء قسم مبايعة مقرن، وقام معظمهم بذلك، والذي رفضوا لهم اهمية خاصة ستظهرها الأيام. هذا الالتزام سيترجم عمليا مستقبلا والتوقعات هي أنه في حالة وفاة الملك عبد الله قبل سلمان سيدعم محبو الأخير مجيئه للسلطة ليعين ولي عهد له غير مقرن..وحتى اذا استطاع الملك عبد الله اتخاذ خطوة جريئة بعزل سلمان بسبب عجزه عن ادارة وزارة الدفاع او لحالته الذهنية المتدهورة، فأن فرصة ترقية مقرن كولي للعهد تبقى ضئيلة، كونه ابن لعبد العزيز بن سعود من محظية، ومع التحديات التي تواجه البلاد وتاريخ سلمان في ازعاج باقي ابناء عبد العزيز الذين قد ينحازوا له على حساب تصعيد مقرن قد يكون الوقت مناسباً لإعلانه ملكا”.
وختم سايمون هندرسون مقاله ب” ومع تزايد التهديدات في الشرق الأوسط، فأن الوقت لا يسمح للملك عبد الله بالمماطلة، فإعلان الدولة الإسلامية للخلافة يشكل تحدي للسعودية الذي صدرت نفسها زعيمة للعالم الاسلامي، ومن ناحية أخرى لايزال التودد بين واشنطن وطهران حول العراق. خارج المملكة يتوقع عبد الله أن يواجه بندر بن سلطان وخالد بن بندر هذه التحديات، لكن في الداخل السعودي سيكون هو اللاعب الرئيسي، وبالتالي قد يكون شهر رمضان الحالي هو الوقت لتحركات غير مسبوقه من حيث الكم في قصور الرياض وجدة”.
الوسوم"الإخوان المسلمون" الأمير محمد بن سلمان الإخوان الإخوان الإرهابية الإخوان الارهابية السعودية محمد بن سلمان ولى العهد السعودى
شاهد أيضاً
النواب الليبيراليون يطالبون ترودو بحسم مستقبله في منصبه
الأهرام الكندي .. تورنتو طالب النواب الليبراليون في أونتاريو ترودو بأن يأخذ الوقت الكافي للتفكير …