الأهرام الجديد الكندى
ماذا سيحدث لو أن جماعة “داعش” الارهابية خرجت اليوم لتؤكد مقتل زعيمها المدعو أبوبكر البغدادي؟ من هو الشخص الذي سيخلفه في سدة الزعامة؟ وهل سيكون لدى “داعش” القدرة على الاستمرار بعده؟ وما هو موقف ما يسمى بـ”مجلس الشورى” من ذلك؟
اسئلة استعرضها موقع (سي ان ان العربية) في مقال له جاء فيه، ان فقد البغدادي “داعش” وكأنه رئيس تنفيذي لشركة تجارية، إذ أنه شديد العزم على تنفيذ المهام التي يراها مناسبة وتحقيق الأهداف التي يرغب بها عبر الاغتيالات والقتل أو اجتياح المناطق، لذلك فإن تداعيات غيابه قد تكون كبيرة على التنظيم الارهابي.
وكانت الحكومة العراقية قد رجحت أن يكون البغدادي قد استهدف بغارة جوية وقعت نهاية الأسبوع الماضي، ولكن من غير الواضح ما إذا كان قد أصيب، خاصة وأن هناك الكثير من التضارب حول هوية الجهة التي نفذت الغارة والمنطقة التي جرت فيها.
من يخلف البغدادي
ولدى البغدادي، إلى جانب ما يسمى بـ”مجلس الشورى”، مستشارين مقربين هما أشبه بالنواب بالنسبة إليه، أولهما أبومسلم التركماني، الذي يشرف على عمليات التنظيم في العراق، والثاني هو أبوعلي الأنباري، الذي يتولى إدارة العمليات في سوريا.
وبحسب الترجيحات، فإن التركماني والأنباري كانا من بين الضباط الخبراء في الجيش العراقي السابق، بحقبة المقبور صدام، وقد علق بيتر نيومن، الأكاديمي المتخصص بالشؤون السياسية في جامعة كينغ بالقول، إنهما على الأرجح يعتمدان تكتيكات وحشية لأن جيش صدام كان يعتمد ذلك، ولكنهما ورثا عن ذلك الجيش أيضا الخبرات القتالية والانضباط العسكري التي يستفيد منها داعش الآن.”
ويضيف نيومن أن التركماني لديه فرصة جيدة لخلافة البغدادي بحال مقتله قائلا: “يجب أن يكون لدى خليفة البغدادي مؤهلات كبيرة على الصعيدين العسكري والسياسي، وهذا يجعل التركماني مرشحا محتملا.”
وتحت كل التركماني والأنباري 12 مسؤولا يتولون مسؤولات عديدة عسكريا وقانونيا وإعلامية وأمنيا، والغريب في توزيع المهام لدى تنظيم “داعش” أنه استفاد كثيرا من الطريقة الغربية في فرض التخصصات على المسؤولين، رغم أنه يرفض علنا الثقافة الغربية، ولكن أسلوب التنظيم الإداري لا يعتمد مطلقا على الديمقراطية، وفقا للمعايير الغربية.
العدناني خيار ثالث
هناك خيار ثالث إلى جانب التركماني والأنباري، ويتمثل بالقيادي السوري أبومحمد العدناني، الناطق باسم التنظيم الارهابي، وقد سبق للعدناني أن لعب دورا بارزا في إيصال أفكار التنظيم وأوامره، وقد بعث برسالة صوتية مؤخرا يحض فيها المسلمين في الغرب على مهاجمة أهداف بالدول التي يقطنون فيها.
وتنبع أهمية دور العدناني من واقع أن عددا كبيرا من المسؤولين الرئيسيين في التنظيم كانوا مسجونين مع العدناني في معسكر بوكا الأمريكي بالعراق، إلى جانب البغدادي الذي ظل في ذلك السجن أربع سنوات، وقد مثلت فترة السجن تلك فرصة لتعزيز الثقة بين المسجونين وتبادل الأفكار المنحرفة والمتطرفة.
أهمية “مجلس الشورى”
لدى ما يسمى بـ”مجلس الشورى” مجموعة من الصلاحيات والمسؤوليات البالغة الأهمية، فهو الجهة الوحيدة القادرة على عزل البغدادي باعتبار أنه يراقب مدى “تطبيق الشريعة” في التنظيم ولديه على هذا الأساس القدرة على تحدي قرارات البغدادي.
وتقول جاسمين أوبرمن، محللة شؤون مكافحة الإرهاب، إن المجلس قادر على عزل البغدادي إذا رأى “انحرافا” عن تطبيق “المعايير الشرعية” التي يحددها تنظيم داعش” مضيفة: “هذا لن يحصل على الأرجح، ولكن وجود تلك الصلاحية يُظهر مدى أهمية المجلس.
ولفتت أوبرمن إلى أن قرار قطع رأس الصحفيين الغربيين الذين كانوا في قبضة التنظيم من صلاحيات المجلس.
بالطبع، فإن كل هذه السيناريوهات هي مجرد افتراضات، نظرا للتناقض الكبير في الروايات المتعلقة بما حصل للبغدادي، إذ يؤكد المسؤولون العراقيون أنه قد جُرح في ضربة جوية، في حين يستبعد الجانب الأمريكي أن يكون بوسعه تأكيد تعرض القيادي المتشدد للاستهداف.