الإثنين , ديسمبر 23 2024
محمد عربى عابدين

الجزء الأول من كتاب أسرار وحكايات من العالم الآخر

بقلم محمد عربى عابدين

حقيقة الجن وخلقه وأنواعه ومسكنه
أولاً : ما هو الجن ؟
الجن هو مشتق من الإجتنان أي الاستتار فهم مستترون عن أعين الإنس جميعهم ( وإن ظهروا في أي هيئة يكون أضعف ما يمكن ) فالجن وصف يُطلق على كل من فيه صفة الاستتار، فالمجنون سُمِّي بذلك لأن عقله قد استتر وغاب وضاع، والجنين سمي جنينا لأنه غاب في ظلمات ثلاث.

والجن عالم آخر غير عالم الإنس والملائكة

ثانياً : خلق الجن .
بسم الله الرحمن الرحيم ” والجان خلقناه من قبل من نار السموم ” صدق الله العظيم

“والجان خلقناه من قبل )” قال ابن عباس : هو أبو الجن كما أن آدم أبو البشر( .

وقال قتادة : هو إبليس خلق قبل آدم .

ويقال : الجان : أبو الجن ، وإبليس أبو الشياطين .

وفي الجن مسلمون وكافرون ، ويحيون ويموتون ، وأما الشياطين; فليس منهم مسلمون ، ويموتون إذا مات إبليس .

وذكر وهب : إن من الجن من يولد لهم ويأكلون ويشربون [ بمنزلة الآدميين ] ومن الجن من هم بمنزلة الريح لا يأكلون ولا يشربون ولا يتوالدون .

” من نار السموم” ) والسموم ريح حارة تدخل مسام الإنسان فتقتله . ويقال : السموم بالنهار والحر ور بالليل .

وعن الكلبي ، عن أبي صالح : السموم نار لا دخان لها ، والصواعق تكون منها ، وهي نار بين السماء وبين الحجاب ، فإذا أحدث الله أمرا خرقت الحجاب فهوت إلى ما أمرت ، فالهدة التي تسمعون في خرق ذلك الحجاب .

وقيل : نار السموم لهب النار .

وقيل : من نار السموم أي : من نار جهنم .

وعن الضحاك ، عن ابن عباس قال : كان إبليس من حي من الملائكة يقال لهم الجن خلقوا من نار السموم وخلقت الجن الذين ذكروا في القرآن من مارج من نار ، فأما الملائكة فإنهم خلقوا من النور ص380
بسم الله الرحمن الرحيم ” وخلق الجان من مارج من نار ”
وقال ابن عباس وعكرمة ومجاهد في قوله تعالي ” وخلق الجان من مارج من نار ” أي من طرف لهب النار وقيل من خالص النار وقيل المارج اللهب المختلط بسواد النار ،،
وحيث قال صلي الله عليه وسلم ( خلقت الملائكة من نور وخلق الجان من نار وخلق آدم عليه السلام مما وصف لكم ) ( رواه الإمام أحمد في مسنده عن عائشة رضي الله عنها ـ رواه مسلم )

وفي السنة المطهرة بعض الأحاديث عن الجن فمنها
ــ عن ابن مسعود ـ رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال ” ما منكم من أحد إلا وقد وكِّل به قرينه من الجن ، قالوا : وإياك يا رسول الله ، قال : وإياي إلا أن الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير ” ( رواه مسلم )
ــ عن أبي سعيد الخضري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ” إني أراك تحب الغنم والبادية ، فإذا كنت في غنمك وباديتك فأذَّنْت بالصلاة فأرفع صوتك بالنداء ، فإنه لا يسمع مدي صوت المؤذن جن ولا إنس ولا شيء إلا شهد له يوم القيامة ” ( صحيح البخاري )

* صفات الجن
أ ـ الجن يتناكحون ويتوالدون
ـ وردت في قول الله تعالى : ” ولقد درأنا لجهنم كثيراً من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها ” ففي هذه الآية وصف لخصائص مشتركة موجودة في الإنس والجن وهي السمع والأبصار والأفئدة .أما موضوع أنهم يتناكحون لأجل الذرّية . ورد ذلك في قول الله تعالى : “أفتتخذونه وذرّيته أولياء من دوني وهم لكم عدّو بئس للظالمين بدلا ” الكهف

قال القاضي عبد الجبار : الذرّية هم الأهل والولد ورقَّتهم لا تمنع من توالدهم . وفي الآية الكريمة : “فيهنّ قاصرات الطرف لم يطمثهنّ إنس قبلهم ولا جان ” أي الحور العين لم يطأهنّ أحد قبل من الإنس والجن ، فثبت الوطأ للجن

ب – الجن يأكلون ويشربون:

قال القاضي أبو يعلى : والجن يأكلون ويشربون و الدليل على أكلهم وشربهم قوله :” إن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله

أما طعامهم ففي الحديث الذي رواه عبد الله ابن مسعود في الليلة التي افتقدوا فيها رسول الله ، وكان يدعوا الجن للإسلام قال الشعبي : وسألوه الزّاد وكانوا من جنِّ الجزيرة فقال : ” كل عظم يذكر اسم الله عليه يقع في أيديكم أوفر ما كان لحماً ، وكل بعرة أو روثة علف لدوابكم ” فقال رسول الله : ” فلا تستنجوا بهما فإنهما زاد إخوانكم الجن “. حديث حسن صحيح

وقد ورد في الصحيح ” أن الرجل إذا دخل منزله فلم يذكر الله عند دخوله وعند عشائه قال الشيطان لجماعته : ” أدركتم المبيت والعشاء

ج – الخفاء والتستر ؟

نستطيع أن نستنبط من القرءان والسنة أن الجنّ يتشكلون في صور ، وهذه الصور غير حقيقة الجنّ فالجنّ لا ترى على حقيقتها مصداقاً لقول الله تعالى : “إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم”

واعتبر بعض الأئمة أن من ادّعى رؤية الجنّ ردّت شهادته منهم الشافعي رحمه الله يقول : من زعم أنه يرى الجنّ أبطلنا شهادته لقول الله تعالى في كتابه الكريم :”إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم ” إلا أن يكون نبياً والله أعلم

أما الصور التي يتشكلون بها ، أو يسكنون بها فهي الحيات والكلاب كما ورد في الحديث أنهم يتجسدون في شكل حيّات وهذا ثابت في الأحاديث الصحيحة ، وكان عليه الصلاة والسلام يأمر بقتل الحيّات ، إلا في البيوت فتنذر ثلاث ، خشية أن تكون من الجانّ المسلم .

وعن عبد الله بن عمر أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلّم يخطب على المنبر يقول :” اقتلوا الحيّات واقتلوا ذا الطفتين والأبتر فإنهما يطمسان البصر ويستسقطان الحبل “. وكذلك ورد في الحديث قتل الكلب الأسود فإنه شيطان ، ” لولا أن الكلاب أمة من الأمم لأمرت بقتلها فاقتلوا منها الأسود البهم ” –الأسود الخالص .

وفي رواية أحمد : “عليكم بالأسود بالبهم ذي النقطتين فإنه شيطان ” . وفي صور بني آدم كما أتى الشيطان قريشاً في صورة سراقة بن مالك بن جعشم لما أرادوا الخروج إلى معركة بدر . كما ورد في قوله تعالى : ” وإذ زيّن لهم الشيطان أعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم فلما تراءت الفئتان نكص على عقبيه وقال إني بريء منكم إني أرى ما لا ترون إني أخاف الله والله شديد العقاب “. وكما روي أيضاً في السيرة النبوية الشريفة أنه تصّور في صورة شيخ نجدي لما اجتمع كفار قريش في دار الندوة للتشاور في أمر الرسول صلى الله عليه وسلّم هل يقتلونه أو يحبسونه ، أو يخرجونه ، كما قال الله تعالى :”وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين

إذاً لماذا لا نراهم على حقيقتهم ؟

قال تعالى :”إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم ” روى أبو الدرداء قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : ” خلق الجنّ ثلاثة أثلاث ، فثلث كلاب وحيّات وخشاش الأرض وثلث ريح هفافّة

وفي الحديث الذي رواه جبير بن تفسير عن أبي ثعلبة الخشني أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال : ” الجن ثلاثة أثلاث –فثلث لهم أجنحة يطيرون في الهواء – وثلث حيّات وكلاب – وثلث يحلّون ويظعنون

الأعمال التي يستطيع الجن فعلها
الأعمال التي يستطيعون القيام بها ؟

والجنّ لهم قدرات ويقومون بوظائف شاقة كما ورد في كتاب الله عزّ وجل مما كانوا يعملونه بين يدي سليمان عليه السلام

قال تعالى : “يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور

فأما المحاريب فهي المساكن العظيمة الحسنة ، وأما التماثيل الصور ، قال قتادة وكانت من نحاس وقوله تعالى : “وجفان كالجواب وقدور راسيات ” والجواب جمع جابية وهو الحوض الكبير الذي يجبى فيه الماء والقدور الراسيات أي الثابتات في أماكنها لا تتحرك ولا تتحول عن أماكنها لعظمها . وكانوا يقومون بنقل الأجسام العظيمة قياساً على ما ورد في قول الله تعالى :”قال عفريت من الجنّ أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإنّي عليه لقويّ أمين ” ، فقد عرض هذا العفريت من الجنّ بأن ينقل لسليمان عرش بلقيس من سبأ ، قبل أن يقوم من مقامه وقال ابن عبّاس يعني قبل أن تقوم من مجلسك . فقال سليمان أريد أعجل من ذلك فكان الإتيان به على يد رجل من الذين أوتوا العلم ، قيل هو آصف ابن برخيا وقيل آصف هو نفسه سيدنا الخضر عليه السلام

ولذلك ليس من المستغرب ما يقوم به بعض السحرة من الطيران في الهواء ، كما كان يفعل الساحر الشيطاني ” ديفيد كوبر فيلد ” وهو يعترف بأن الشياطين تحمله ، وكذلك عملية التنويم المغناطيسي وما يجري بعدها للبعض من ارتفاع عن سطح الأرض ، وكذلك أصحاب طريقة ” التأمّل التجاوزي ” أتباع المهاريشي وغيره ، الذين يرتفعون عن الأرض وهم يمارسون طقوسهم

ومن المعلوم أن سيدنا سليمان سخّر له جميع الجنّ مؤمنهم وكافرهم وقال : “رب اغفر لي وهب لي ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب ” ، وقد سخّر الله له الشياطين منهم البناء ومنهم الغواص ، قال تعالى :”والشياطين كل بناء وغواص وآخرين مقرنين بالأصفاد

قال ألسدي : ومن الشياطين كل بنّاء من البناء الذي يُبنى ، وغواص يستخرجون الحلي من البحر ، وآخرين مقرنين بالأصفاد ، قال ابن عبّاس في وثاق ، وقال قتادة مقرنين في الأصفاد من السلاسل في أيديهم مصفودين مسخّرين مع سليمان

وفي الحديث الذي ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلّم عندما اعترض عفريت صلاته ، قال :” لولا دعوة أخي سليمان لأوثقته بسارية المسجد تنظرون إليه

ومن الأعمال الهامة والفاعلة التي يستخدمها الجن في السحر هو التخييل ، فيقوم خادم السحر منهم بالتخييل للمرأة من الصور القبيحة لزوجها ما ينفرها منه فتكرهه ، وكذلك الزوج ، وهذا ما ورد في قوله تعالى في سورة البقرة آية 102 عن علم السحر : ” فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه ” وإنما يكون التفريق بهكذا نوع من التخييل ( ذكره ابن جرير الطبري في تفسيره

وقد ورد في القرءان ما يقرر ذلك ، وهو ما حصل بين سيدنا موسى وسحرة فرعون ، فقال تعالى عن سيدنا موسى :” فإذا حبالهم وعِصيّهم يخيِّل إليه من سحرهم أنها تسعى ” طه66 ، وقال جلّ شأنه :” قال ألقوا فلمّا ألقواسحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاءوا بسحرٍ عظيم ” (الاعراف116) ، وسحروا أعين الناس هنا أي خيَّلوا لهم ما ليس في الواقع

أما نبي الله موسى فإنه كان يملك المعجزة التي ليست من باب الشعبذة والتخييل ، ولذلك آمن السحرة عند هذه الحقيقة التي لا لبس فيها فهم أعلم بالسحر وفنونه ، قال تعالى :” وأوحينا إلى موسى أن ألق عصاك فإذا هي تلقف ما يأفكون فوقع الحق وبطَل ما كانوا يعملون فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين وألقي السحرة ساجدين قالوا آمنا برب العالمين رب موسى وهارون ” (الاعراف117-120 ) ، روى ابن جرير عن قتادة قوله : لما رأى السحرة ما جاء به موسى عرفوا أنه من الله فخرّوا سجّدا ، وآمنوا عند ذلك وقالوا لفرعون بعد أن هددهم كما جاء في الآية الكريمة :” قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذي فطرنا فاقض ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا ” طه 72 ، قال سعيد بن جبير وعكرمة والقاسم بن أبي بردة والاوزاعي وغيرهم ، لما سجد السحرة رأوا منازلهم وقصورهم في الجنة تهيّأ لهم وتزخرف لقدومهم ولهذا لم يلتفتوا الى تهويل فرعون وتهديده ووعيده . ( البداية والنهاية جـ1/239 إذاً من اختصاص الجن التخييل في مشاهدة الأشياء ، فتُرى على غير حقيقتها ، فالسحر يقع أثره على المسحور وليس على الأشياء التي تكون باقية على أصلها وحقيقتها

فقد كان في عهد الوليد ابن عقبة ساحراً يُلبِّس على الناس الحقيقة ويسحر أعينهم ، فيقطع رأسه بالسيف أمامهم ثم يعيده الى مكانه ، فقالوا إن فلان يحيي نفسه ، فمرّ رجل من أهل الصلاح فخشي على الناس الفتنة في دينهم ، فشهر سيفه وقطع رأس هذا الساحر فمات من ساعته ، وقال له أحيي نفسك إن استطعت

وقصة أخرى حصلت في ذلك العهد حيث كان رجل يدّعي أنه يدخل من فم البعير ويخرج من دبرها ، فلما جاء رجل من أهل التقى والصلاح قرأ آية الكرسي ، فانصرف من كان معه من الجن الذين يسحرون أعين الناس ، فبانت الحقيقة وزالت الغشاوة عن أعين الناس ورأوه يدخل من بين أرجل البعير الأماميتين ، ويخرج من من بين أرجلها الخلفيتين ، وليكن معلوماً لدى كل مؤمن ، أن تلاوة القرءان وخاصة سورة البقرة وآية الكرسي ، ورفع الأذان يعطل عمل السحرة ومن معهم من الجن ( خدام السحر ) .

فلا يستطيع أمثال ديفيد كوبرفيلد عندها أن يُخفي قطاراً أو تمثال كتمثال الحرية كما فعل بالناس في أمريكا ، ولا يبقى للسحرة عند ذلك إلا التخييل بالخدع السينمائية ، أو الألعاب الخفية ، وعلم السيمياء وغيره من عجائب وفنون المواد الكيميائية

وقد جاء في القرءان الكريم ما يدل على حقيقة وجود المسّ من الشيطان ، قال تعالى واصفاً آكلي الربا : ” الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبَّطه الشيطان من المسّ ” ، وقد جيء بصبي الى النبي e به جنون ، فأخذ بمجامع ثوبه ، وضربه على ظهره وقال مخاطباً الجن الذي فيه : ” أخرج عدوّ الله فإني رسول الله

وقد رأى المعالجين بالقرءان لحالات المسّ عبر تجاربهم أمرأً عجيباً ، فبمجرّد تلاوة القرءان وخروج الجان من جسد المريض وتحديداً منطقة الدماغ حيث يسيطر على حركة الأعضاء في الجسم ، يعود العضو المصاب بالشلل أو التشنج الى العمل من جديد ومن دون علاج طبي أو عملية جراحية ، وكم من الحالات التي عولجت بتلاوة القرءان والرقيا النبوية ، كان قد حار الأطباء في تشخيصها أو مداواتها ، أو إيجاد سببٍ ظاهر يفسرها
خوف الجن من الإنس

قال أبو بكر بن أبي الدنيا حدثنا داود بن عمر والضبي حدثنا عباد بن العوام أنبأنا حصين عن مجاهد قال بينا انا ذات ليلة أصلي إذ قام مثل الغلام بين يدي قال فشددت عليه لآخذه فقام فوثب فوقع خلف الحائط حتى سمعت وقعته فما عاد إلي بعد ذلك قال مجاهد إنهم يهابونكم كما تهابونهم حدثنا هارون بن عبد الله البزار حدثنا محمد بن بشر حدثني معسر بن كدام عن شيخ أرى كان يكنى أبا شراعة قال رآني يحيى ابن الجزار وأنا أهاب أن أدخل زقاقا بالليل فقال لي إن الذي تهاب هو اشد منك فرقا قال حدثنا اسحاق بن ابراهيم حدثنا محمد بن جابر عن حماد عن مجاهد قال الشيطان أشد فرقا من أحدكم منه فإن تعرض لكم فلا تفرقوا منه فيركبكم ولكن شدوا عليه فإنه يذهب والله أعلم الباب الرابع والأربعون في تسخير الجن للإنس وطاعتهم لهم قال الله تعالى : ومن الشياطين من يغوصون له ويعملون عملا دون ذلك وكنا لهم حافظين . وقال تعالى : وحشر لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير فهم يوزعون * ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه ومن يزغ منهم عن أمرنا نذقه من عذاب السعير يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات اعملوا آل داود شكرا * والشياطين كل بناء وغواص وآخرين مقرنين في الأصفاد.

أنواع وأسماء الجن
هناك أنواع وأسماء للجن منها
العفريت : هو أقوي وأخبث أنواع الجن
المارد : بسم الله الرحمن الرحيم ” وحفظاً من كل شيطان مارد ”
ـ وقال ابن عبدالبر : الجن عن أهل الكلام وأهل العلم علي مراتب
1- جنيّ : يقال للجن
2- العمار : لسكان المكان
3- الأرواح : يقال للذي يعترض الصبيان
4 – شيطان : يقال للخبيث المتمرد
5 – عفريت : يقال للقوي منهم
وقال صلي الله عليه وسلم ” الجن ثلاث أصناف : صنف يطير في الهواء ، وصنف حيات وكلاب ، وصنف يحلون ويظعنون ” صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم ( رواه الإمام الحاكم ـ الطبراني ـ البيهقي )
معني يحلون : يقيمون ومعني يظعنون : يرتحلون

مساكن الجن

عن زيد بن أرقم عن رسول الله عليه السلام أنه قال( إنه هذه المحشوش محضره , فإذا أتى احدكم الخلاء فليقل اللهم إني اعوذ بك من الخبث والخبائث ) ولفظة ان هذه الحشوش محضرةفاذا أراد أحدكم أن يدخل فليقل أعوذ بالله من الخبث والخبائث . وروى ابن السني من حديث أنس عن رسول الله عليه السلام قال “هذه محضرة فاذا دخل احدكم الخلاء فليقل بسم الله وروى عبدالرازق في جامعة من حديث أنس أن رسول الله عليه السلام قال” إن هذه الحشوش محضرة فإذا دخلها أحدكم فليقل اللهم إني اعوذ بك من الخبث والخبائث” وقوله محضرة يعني يحضرها الجن فإذا قال المخلي هذا الدعاء احتجب عن أبصارهم فلا يرون عورته.

ــ فصل وغالب مايوجد في مواضع النجاسات كالحمامات والحشوش والمزابل والقمامين والشيوخ الذين تقرن بهم الشياطين وتكون احوالهم شيطانية لا رحمانية , يأوون كثيرا إلى هذه الاماكن التي هي مأوى الشياطين وقد جاءت الآثار بالنهي عن الصلاة فيها لأنها مأوى الشياطين. والفقهاء منهم من علل النهي بكونها مظنة النجاسة ومنهم من قال إنه تعبد لا يعقل معناه , والصحيح أن العلة في الحمام وأعطان الابل ونحو ذلك انها مأوى الشياطين , وفي المقبرة إن ذلك ذريعة إلى الشرك , مع أن المقابر تكون أيضا مأوى الشياطين. والمقصود أن أهل الضلال والبدع الذين فيهم زهدواعبادة على غيرالوجه الشرعي ولهم أحيانا مكاشفات ولهم تأثيرات ياوون كثيراإلى مواضع الشياطين التي نهي عن الصلاة فيها , لأن الشياطين تتنزل عليهم فيها وتخاطبهم ببعض الأموركما تخاطب الكهان وكما كانت تدخل في الاصنام وتكلم عابدي الأصنام وتفتنهم في بعض المطالب كما تفتن السحرة وكما يفتن عباد الأصنام وعباد الشمس والقمر والكواكب إذا عبدوها بالعبادات التي يظنون أنها تناسبها من تسبيح لها ولباس وبخور وغير ذلك فإنه قد تنزل عليهم شياطين يسمونها روحانية الكواكب وقد تقضي بعض حوائجهم , إما قتل بعضهم أو إمراضه وإما جلب بعض من يهوونه , أو إحضار بعض المال , ولكن الضرر الذي يحصل لهم بذلك أعظم من النفع بل قد يكون أضعاف أضعاف النفع والله تعالى اعلم بالصواب.

أي الجن يسكن في الصحاري والمزابل والقمامات والخلاء ويسكن في الشقوق والجحور وأيضا أعطان الإبل ..
مكان الجن في جسد الإنسان
الشيطان يجري في الإنسان مجري الدم في العروق
ـ عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ” إن الشيطان يجري من ابن آدم مجري الدم في العروق ”
ــ وعن أم المؤمنين صفية بنت حُيِيّ زوج النبي صلي الله عليه وسلم قالت : كان الرسول معتكفاً فأتيته أزوره ليلاً فحدثته ثم قمت لأنقلب فقام معي ليقلبني ، فمر رجلان من الأنصار فلما رأيا رسول الله صلي الله عليه وسلم أسرعا فقال النبي صلي الله عليه وسلم : علي رسلكما إنها صفية زوجي ، فقالا : سبحان الله يا رسول الله ! قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : إن الشيطان يجري من ابن آدم مجري الدم في العروق وأن خشيت أن يقذف في قلوبكما شراً أو قال شيئاً ” رواه مسلم ـ البخاري ) ولذلك عندما يقرأ المعالج القرآن علي المريض ينظر إلي عروق أيدي أو أرجل المريض فيري العروق قد انتفخت وأصبح لونها أحمر ويلاحظ بشيء يمشي بها ..

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.