بقلم / السيد الفضالى
عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً
الحج اشهر معلومات كما ورد ذلك في التنزيل الحكيم فلماذا نحج في أيام معدودات إذا كان
وفي عصرنا هذا يتجاوز عدد المسلمين البليون ومائتي مليون نسمة فلو أردنا أن نسمح بخمسة ملايين حاج سنويا وهذا الرقم هو أكبر تجمع بشري يمكن للمشاعر المقدسة ان تستوعبه فإذا كان ذلك كذلك فعلى المسلمين القادرين على أداء فريضة الحج الانتظار 60 سنة حتى يصيبه الدور ويسمح له بالحج : وذلك بالعملية الحسابية التالية (1.200.000.000÷ 4 = 300 مليون ÷ 5 مليون = 60 سنة) وهذا ما يجعلنا نتسائل عن هذا الركن الذي لا يستطيع أداءه سوي واحد من كل 60 شخص قادرا” صحيا” وماليا” على أدائه ؟
إن الازدحام الحالي في الحج والذي يصل الى حد الخطر على الحياة مناف تماما لتعاليم الإسلام
و يفتقد فيه الحاج الروحانية والخشوع والخضوع لله بسسب هذا الإزدحام الذي يصل إلى الموت أحيانا مما جعل تقنينه بأعداد محدده لكل بلد من بلاد المسلمين مما جعل تكلفة الحج تكلفه خياليه.
لا يستطيع أدائها إلا الأثرياء وهذا أمر مخالف لإرادة الله الذي يسر عبادته وجعلها في متناول عباده فكيف ؟ نجعل ركن من أركان الإسلام وقفا” على الأثرياء فقط !!
قال تعالى : {الحج اشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق في الحج} إذ” أن الحج هو اشهر ولم يكن أيام معلومات والذي يبدا من اول شهر شوال الى عشرة ذي الحجة فلو كان أيام معدودات لكانت مدة الحج 69 يوما وليس يوما” واحدا” وهو التاسع من شهر ذي الحجة
الأدلة على إمكانية النظر الى فتح باب الحج لمدة 69 يوما” هي كما يلي ؟
يقول تعالي {وأتمو الحج والعمرة لله ….. فإذا أمنتم فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما إستيسر من الهدي} هنا تحديد للمده الزمنيه لأداء العمرة تسعة اشهرة وعشرين يوما” وباقي العام للحج والحكمه في ذلك أن جعل الله بيته مفتوحا” للمسلمين منذ أن أذن إبراهيم عليه السلام في الناس للحج وحتى قيام الساعه
لكن المتزمتين الذين يرون أن ما حدث في فجر الإسلام يجب أن يبقى إلى يوم الدين غافليين تزايد أعداد المسلمين عما كانوا عليه في فجر الإسلام لو كان الرسول في حجة وقف في عرفة يوم الخامس من زي الحجه لوقفنا فيه ايضا ؟ فلم يرد في القران الكريم تحديد لموعـد وقــفة عرفات وعرفه مكان مقدس وليس زمان ؟؟ ولو كان زمان لدخل حج الرسول ضمن التاريخ الإسلامي ؟! ولم يذكر أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال أن عرفه هو يوم التاسع من زي الحجه .و قوله تعالى : {واذكروا الله في ايام معدودات فمن تعجل في يومين فلا اثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه..} ان النظر الى هذه الاية يوحي بان الحج اقله يومان وهنا فتح الله باب التأخير ولكنه قال أنها أيام معدودات أي أن الأفضل هو الرحيل بدون تأخير ليكون هناك مكان للآخرين لوفود أخرى قادمه و على الحاج ان يبقى في المشاعر الى متى ما يشاء وهذ ه الرخصة هي لمن إضطرته الظروف كمرض وما إلا غير ذلك وهنا نتساءل ما الفائدة من استحباب عدم التاخير اذا لم يكن لافساح المكان للاخرين لأداء فريضة الحج .
وبالتأمل في قوله تعالى {الحج اشهر معلومات} لوجدنا اننا نناقض منطوق الآيه نفسها وحجنا يوم واحد فقط وهو يوم عرفة (لان يوم العيد هو نهاية موسم الحج وبداية موسم العمرة) ولو اعتبرنا ان يوم التروي هو ايضا من الحج نكون بذلك قد انهينا الايام المطلوبة وبنهاية أشهر الحج يكون هذا اليوم هو يوم عيد المسلمين كعيد الفطر الذي ينتهي بنهاية شهر رمضان إن الفكرة من الهدي تتضح فائدتها اكثر فيما لو كان الحج مدة اطول فالفكرة في الهدي كما افهمها {لن ينال الله لحومها ولا دماءها} انها هدية من الله لاهل مكة ومن تواجد فيها باطعامهم من لذائذ اللحوم وإرسال فائض اللحوم إلى فقراء المسلمين خارج مكه
ولم يحدث ان اقام المسلمون شعائر الحج بغير المفهوم القائم حاليا فهل يعقل ان يجهلوا هذا الامر طوال 1300 عام لكنهم في مهد الإسلام كانوا يحجوا في أيام فقط نسبة لأعدادهم أما هذا الإزدحام الذي وصل إلى حد الإعاقه لأداء فيضه هي ركن من أركان الإسلام !؟ والذي تجد فيه تبريرات غير مقنعه وعلى الساده الفقهاء أن يبينوا لنا ما هو الفرق بين الحج والحج الأكبر