تشعر قيادة حركة حماس السياسية بأن الحاجة مُلحّة لعدم التورط في عمق أزمة الاشتراطات السعودية على دولة قطر، التي اصبحت معادلة موضوعيًا واساسيًا لاطلاق عمل التحالف الدولي الجديد ضد داعش وشقيقاته، تحت عنوان تصفية الخلافات قبل التعاون.
قطر لديها معلومات في غاية الاهمية يحتاجها التحالف على الصعيد الاستخباري، ولديها ايضا اتصالات مع اطراف جهادية في لبنان وسورية، وبعد فشل محاصرتها دبلوماسيًا وبضغط امريكي مباشر، اضطرت الاطراف المعنية الى تسوية الخلافات الخليجية البينية، في منتصف الطريق.
من ذلك انطلقت الدولة القطرية وهي تطالب سبعة من قيادات الاخوان المسلمين وحزب التقدم والعدالة المصري بمغادرتها الى دولة ثالثة، في الوقت الذي استمرت فيه وساطة سلطنة عُمان كما تؤكد مصادر “العرب اليوم” باتجاه انتاج مصالحة متكاملة وانجازها.
الاجراء القطري ضد قيادات اخوانية مصرية خلط الاوراق مجددا، وتسبب بالقلق لحركة حماس التي تضع عمليًا بيضها في السلة القطرية، الامر الذي يُفسِّر عمليًا التصريح الصادر عن قيادة الحركة باستبعاد مطالبة خالد مشعل ورفاقه بمغادرة الاراضي القطرية لاحقًا.
لم يطلب أحد في الدوحة من مشعل ورفاقه المغادرة، ولا الادلاء بالتعليق المشار اليه، لكن سلسلة الاشتراطات السعودية بدأت تثير قلق حلفاء قطر من قيادات الاخوان، خصوصًا اذا ما تطورت التنازلات القطرية الى مرحلة إعادة نظر او انقلاب في الموقف القطري الرسمي قد تتطلبه عمليًا اية مصالحة محتملة مستقبلًا بين قطر والحكم المصري الجديد بقيادة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
دوائر الاخوان القريبة من الدوحة يعتريها القلق، ويبدو انها تتأثر سلبًا بالانباء غير السارة التي تتضمن مغادرة قيادات اخوانية، وتخفيف حدة اللهجة التي تستخدم في السياقات المصرية في حزمة محطات الجزيرة.