الجمعة , ديسمبر 20 2024
عصام أبو شادى
عصام أبو شادى

داعشم داعش فى الجنة .

 عصام أبو شادى
وكأن الكون قد خلى من الحكايات ولم يتبقى منها سوى حكاية الولد داعش.فأصبحنا نصبح ونمسى على حكايته .وياليتها حكايت تسر القلب .ولكن فى الحقيقة هى حكايات يدمى لها القلب. فجعلها الإعلام عبر فضائياته وجرائده وكأنه كابوس يتحفز للوثب فوق صدورنا.

متناسين أن حكايات أمنا الغولة كانت تحكى للأطفال ليس من باب التسلية أو من باب زرع الشجاعة فى نفوسهم.بل كانت تحكى لهم من باب الترهيب من أجل ان يخلدوا للنوم. ولكن مع كثرة الفضائيات والمواقع الإخبارية ومعها الجرائد .

أصبح ليس أمامهم من مواد تغطى أوقات بثهم أو أن تملأ أوراقهم سوى تلك الحكايات المحبطة .وكأنهم تعاقدوا مع الشعب على بث كل ماهو يؤدى إلى إشمئزازهم وترهيبهم .متناسين أننا على بداية طريق الأمل.

ومع طريق الأمل هناك حكايات وحكايات يستطيعون منها أن يولدوا ملايين الأمال فى نفوس شعوبهم. فكما تقلصت الرقعة الزراعية من أجل الإستغلال .معها أيضا تقلص زراع الأمل .حتى أصبح الشعب الأن يشك أن هناك أمل قادم سيزيح عن كاهله تلك السنوات العجاف التى مرت عليه .
لتأتى رسالة الموبايل لتنهى على الباقية المتبقية فى نفوس الشعب.

وكأن التعاقد إما تأجير مكان داخل قاعة محكمة أو داخل حجز بالقسم أو وسط المطاردين من القتلة والبلطجية أو وسط حريق أو وسط اكوام الزبالة أو وسط السيئ والأسواء من الأفعال. فأصبحنا نعيش فى مجتمع النميمة المباشرة والصريحة المحبطة.فهل هذا مايريده الشعب الأن وفى تلك المرحلة بالذات..؟أم هو تقليب الشعب على نفسه وإضرام الوقيعه بداخله.

لينتهى فاصل العكننة الصغير لنبدأ فى فاصل العكننة الكبير.حينما يظهر الإعلامى وكأنه العليم بكل مواطن الأمور ومعه زمرة من المحلليين والإستراتيجيين ليبدؤا وصلة الإحباط النفسى الثانية.
وخاصة عندما يشرعون فى تحليل ال دى ان ايه للولد داعش هل هو لقيط أم هو ولد شرعى وكيف أن جيناته النفسية قد تطوعت فأباحت له بأن قطع الرؤس هو الطريق للوصول إلى الجنة .

وهاتك ياردح فى هذا الموضوع وليس هناك مانع من أن يعرضوا له الفديوهات وهو يتباهى بقطع الرؤس لنشاهده وهو يلعب بها الكرة .فعجلوا منه البطل القادم لحرق القلوب.حتى أصبح هناك من هم فى المجتمع الراقى البعيد عن الجريمة ما يقلده فى هذا .وكلنا شاهدنا ما فعله شباب نادى الجزيرة مع القطط فى قطع رؤسها والتمثيل بجثثها.تماما كما يفعل الولد داعش.

فمن أوصلهم لتلك الحالة التى غلفت قلوبهم بالتحجر .سوى تلك الميديا السوداء التى أصبحت تماما كاالمسيخ الدجال.
فكما نصنع نحن الفراعين نستطيع أن نصنع داعشيين .كلما جثمنا على كاهل الشعب بتلك الحكايات السوداء . .مادام الشعب لايرى ولا يسمع غير تلك الحكايات . فما أسهل عليه أيضا سوى التقمص بما يصل إليه.مثله مثل ريدج وكريم ونور مع الفارق بين من يصنع الحب ومن يصنع الكره.

إن استمرارنا وأقصد بها كل المسؤلين على الميديا سواء المرئية أو المسموعة أو المقرؤة فى تلك الملحمة السوداء التى أصبحت مقررة كوجبات على الشعب .فلن تصنع منه سوى شعب خائف جبان يستطيع أن يفرقه داعشى واحد وليس ألف داعشى .

إن صناعة الأمل فى نفوس الشعب وبث القوة والوطنيه بداخله . يجعل من يفكر فى اختراقة أن يراجع نفسه ألف مرة قبل أن يقدم على هذا . وقتها نخرج ألسنتنا ونحن بكل قوتنا لنقول لكل من تسول له نفسه النيل من مصر وشعبها عشم داعش فى الجنة.

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

المحاكمات (التأديبات) الكنسية … منظور ارثوذكسى

كمال زاخرالخميس 19 ديسمبر 2024 البيان الذى القاه ابينا الأسقف الأنبا ميخائيل اسقف حلوان بشأن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.