عندما يكون الوطن وجهه نظر
تتلاحق الأحداث ومعها تتوقف العقول حتى تستطيع أن تستوعب تلك الأحداث التى أصبحت سرعتها تفوق سرعة إستعاب العقول. ومع تلك الاحداث ومع رصد أحاديث الشارع نرى منها من هو إيجابى ومن هو سلبى.
فأما الإيجابى هو من أصبحت رؤيته أوضح للأحداث الجارية التى تمر بها ليست مصر وحدها بل أيضا للأحداث التى تمر بها المنطقة العربية ككل والتى أصبحت هناك دول على وشك الإندثار .فمن كان امس متعاطف مع التيار اليمين المتطرف أصبح اليوم له رؤية شاملة مما يفعله هنا فى مصر وهناك فى دول الجوار فحاد جانبا عنهم.ومن كان متعاطفا مع التيار اليسارى فقد تغيرت نظرته أيضا وحاد جانبا عن أفكارهم الشاذة.
فكلاهما وضحت أمامهم أن أفكارهم بعيده كل البعد عن المسار الوطنى الذى ينشده الشعب.فلا أفكار التيار اليسارى تناسب طبيعته .ولا خيانة التيار المتأسلم التى وضحت بعد ثورة يناير ويونيو أن يتقبلها الشعب.
فكلاهما بعيدين كل البعد عن المسار الوطنى الذى من اجله قامت هاتين الثورتين .قهذا له أفكارة ونظرياته.وهؤلاء لهم رؤيتهم فى التقسيم والتخريب والترهيب والقتل من أجل تحقيق طموحات كانوا قد ايقنوا أنها ألت إليهم لتحقيق جلما أرادوا أن يحققوه وهم جنب.
اما السلبى فهو من يرى فقط أين مصلحته وأين إستفادته من كل تلك الأحداث .لنعلم أن هذا منزوع من قلبه الوطن والوطنيه.وقد ظهرت تلك الحالات من الذين تاجروا بوطنهم بابخث الأثمان وهؤلاء خونة.وهناك من إستغل لحظة بناء وطن حر إعتمادا على أبنائه وامواله فتم تحرير سعر بعض السلع من وقود ومواد الإعاشة التمونية .والتى تقبلها الفقير متضررا على أمل تحقيق بعض العدالة الإجتماعية بالرغم من تاثره تأثيرا شديدا فزادته فقرا على فقر دون الغنى. وكما نقول دوما(أن من يدفع فاتورة الوطن دائما هم فقراء هذا الوطن سواء فى حالة الحرب أو فى الازمات التى تمر بها البلاد)اما أغنياء الوطن فى ظل تلك الازمات فقهم من ترتفع أصواتهم للدفاع عن الفقراء وهم فى الحقيقة يدافعون عن مصالحهم ويتخذون الفقراء درع امامهم حتى يستبيحوا لأنفسهم حرية إبتزازهم مرة أخرى.
هكذا يكون الوطن بالنسبة لهم وجهه نظر ووجهه لمصالحهم حتى اذا لا قدر الله وسقط الوطن فسيكونوا أول من يهربوا منه.
لذلك هناك من إنعدمت بداخلهم الوطنية وهناك الكثير من تفجرت بداخله قمه الوطنية من اجل أن يرى وطننا أمنا مستقرا .بعد أن رأى بعينيه تشتت الأمم. فخيرا له ان ينام على رصيف وطنه مطمئننا خيرا من يعيش فى معسكرات لاجئين إذا قدر له النجاة والحياة.
الحياة التى التى أتت بعد ثورة يونيو لنراجع المشهد مرة أخرى ونسترجع شريطه قبل عام من تلك الثورة إبان حكم المعزل مرسى العياط حتى تلك اللحظة التى اخط فيها قلمى لاكتب تلك المقال.
لتعلم أيها الشعب المصرى أن هناك من أتى لك بالموت .وهناك من اتى لك بالحياة والفرق كبير بينهما.
فقد اصبح الردى والتشرد فى كل مكان من سوريا إلى اليمن.ومن العراق الى ليبيا.ومن السودان إلى الصومال.هذا الردى التى أصبحت تبيحه الوحوش الضارية تحت مسمى راية الإسلام.من أجل خيالات مؤامراتية لتقسيم الأوطان طارة وطارة أخرى من اجل خيالات نرجسية يبيحوها لأانفسهم .فإذا كانا نعلم ان النفوس تشترى فما المانع أن تباع ايضا الاوطان من اجل محوها من الوجود مادام هناك من يدفع. أفليس هذا كفيلا بأن نحمد الله أنه حمى مصر وأمنها من غدر هؤلاء الذين نسوا أن القران لا يكذب.بل انهم اضافوا أيضا أن لا يقروا بما انزله الله فى كتابه العزيز من ايات.قد تشدقوا بها وهم فى الحكم.
لتعلموا لقد اتى مرسى الخائن بالموت لكم عندما تقلد حكم مصر فافرج عن المجرمين والإرهابيين واباح الفتن بين المسلمون.حتى أذا سافر خارج البلاد فكانت هداياه لشعبه مزيدا من الإرهابيين ليعضددوا حكمه .فاين هى الحياة التى قدمها لمصر ؟حتى الحياة فكانوا انصاره يتخاطفونها من أجل إرهاب هذا الشعب والخضوع له والذى لفظهم بعد أن علم بسؤ نيتهم لهم.
فكانت الحياة عندما وقف الشعب وإختار رساله الله التى هيئها لهم فى صورة رجل إجتمعوا عليه ليحملوه على عرش مصر .حتى إذا تقلد الحكم فكان إنقاذ مصر .حتى اذا كانت زيارته الخارجية فكانت زيارات تهب الحياة لمصر وتعيد قوتها مرة اخرى بعد أن اضاعها المعزول مرسى .
فهيهات مرة أخرى بين أن يكون الوطن وجهة نظر للشعب ووجهه نظر لرؤساء هذا الشعب.
(فإذا كان الوطن وجهه نظر فى عيون الأخرين فلا وطن لكم بيننا)