د. ماجد عزت إسرائيل
في حبرية صاحب القداسة الأنبا تواضروس الثاني، بابا وبطريرك الكرازة المرقسية، شهدت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية حدثًا تاريخيًا هامًا يوم الخميس، الموافق 16 يناير 2025م، تمثل في نقل رفات 14 بطريركًا من دير القديس مقاريوس الشهير بدير “أنبا مقار”.
يُعد هذا الدير واحدًا من أبرز الأديرة القبطية الأرثوذكسية، ويحمل إرثًا غنيًا وتقاليد عريقة مرتبطة بالباباوات
الذين يقودون الكنيسة.
تاريخ دير القديس مقاريوس وأهميته
دير القديس مقاريوس، الذي تأسس في القرن الرابع الميلادي، له مكانة عظيمة في تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
كان لكل بطريرك يُرسم جديدًا عادة زيارة هذا الدير كجزء من تقليد الكنيسة، سواء للاحتفال بمناسبات دينية أو للاطلاع على أحوال الدير.
على مر القرون، أصبحت زيارات الباباوات أقل تواترًا، واقتصرت غالبًا على المناسبات الخاصة.
ومع ذلك، في عهد قداسة البابا تواضروس الثاني، استعاد دير أنبا مقار مكانته كوجهة رئيسية للزيارة
حيث أصبحت هذه الزيارات جزءًا من جدول سنوي تقريبًا، مما يعكس اهتمامًا خاصًا
بهذا الصرح الروحي والتاريخي.
أهمية الحدث
يُعد نقل رفات 14 بطريركًا خطوة بارزة تعكس الاهتمام الكبير الذي توليه الكنيسة القبطية الأرثوذكسية للحفاظ على تراثها الروحي.
هذه الخطوة تأتي في سياق تكريم رموز الكنيسة الذين خدموا بإخلاص في أوقات عصيبة، وأسهموا في مواجهة التحديات التي اعترضت طريق الكنيسة.
كما يُلقي هذا الحدث الضوء على أهمية برية شيهيت (وادي النطرون)
كأحد أهم مراكز الرهبنة المسيحية منذ العصور الأولى.
الرسائل الروحية والثقافية
هذا النقل يُبرز الترابط الوثيق بين الشعب القبطي وتاريخه الكنسي، ويعمل على إحياء ذكرى الشخصيات التي ساهمت في الحفاظ على الإيمان والعقيدة في ظروف صعبة.
كما أنه احتفال بتراث الكنيسة الذي يمتد لقرون ويُجدد العهد مع ماضٍ غني بالإلهام والقيم الروحية.
الخلاصة أن نقل رفات 14 بطريركًا من الكنيسة القبطية الأرثوذكسية هو حدث رمزي يحمل أبعادًا روحية وثقافية عميقة.
يعكس هذا الحدث التقدير لتاريخ الكنيسة ورموزها، ويعزز الروابط بين الشعب القبطي وإرثهم الإيماني.
إنه شهادة على التزام الكنيسة بالحفاظ على تراثها الغني، واحتفاء ببطاركة قدموا خدمات جليلة، مما يجعل هذا الحدث مصدر إلهام للأجيال القادمة.