الجمعة , نوفمبر 22 2024
الكنيسة القبطية
مايكل عزيز البشموري

الرديكالية القبطية وفن صناعة البدع والازمات

مايكل عزيز

” التركيز على ترسيخ مفهوم ديني جديد ، وإعادة ترديده بشكل دائم على مسامع المؤمنين للتعلق بالاذهان ، حتى يصبح هذا المفهوم أساس عقيدي راسخ يحظي بتأييد شعبوي فيصعب نقده أو الاعتراض عليه

” هذا الفكر العقيم هو عبث فكري وايماني ، وقد صدر لنا أساقفة الكنيسة هذا الفكر عبر خطابات التحريض

ضد الطوائف المسيحية المختلفة ، ومن ثم إختلاق مفاهيم مغلوطة ليتم تحويرها

فيما بعد الى بدع وهرطقات ينعتون بها اي شخص يخالف توجهاتهم الرديكالية

ومن البدع الحديثة التي يروجون لها : بدعة “اللاطائفية” وبدعة “الوحدة المزيفة”

وهناك من زعم بوجود هرطقة جديدة واسماها ب : “هرطقة المحبة” .!!!!

في الحقيقة ان الغرض من صناعة أو استحداث بدع وهرطقات جديدة من قبل رجال الدين المحافظين

هو إستهداف الأشخاص الخارجين عن طوعهم والسيطرة علي رعيتهم بشكل خاص.

فمصطلح اجتماعي مثل : “اللاطائفيّة” بات يتداوله المتعصبين داخل الكنيسة كنوع من انوع التشوية

المتعمد تجاه الاشخاص المعتدلين وشيطنة التنويريين ، فالهدف الحقيقي هو إقصاء

وتهمييش الصوت المسيحي المعتدل داخل أسوار الكنيسة وبالمشهد القبطي العام .

ولتحقيق القادة هدفهم كان لابد اللعب علي سيكولوجية الجماهير ، واستهداف فئات بسيطة

من عامة الشعب ، تستطع تقبل خطابهم الطائفي ذات الصبغة الدينية ومن ثم صعوبة رفضها

لانه هذا الخطاب يدعي حماية الايمان والعقيدة ، فالجمهور البسيط غير قادر على الاحتكام للعقل

ومحروم من كل روح نَقْديّة؛ ولذلك فإنَّه يُبدِي سرعة تصديق منقطعة النظير لأي فكرة يستعرضها أمامهم

رجال الدين ، وهذا يرجع الي تلاشِي الشخصية الواعية، وتَوَجُّه الجميع ضمن نفس الخط

بواسطة التحريض الممنهج، والـمَيْل لتحويل الأفكار المـُحرَّضة عليها الي فعل وممارسات مباشرة.

وهكذا لا يعود الفرد هو نفسه، وإنما يصبح إنسانًا آليًّا يُكرر ما يقال له دون فهم المعني

(من كتاب : سيكولوجية الجماهير) .

“اللاطائفية” ليست بدعة اللاطائفيّة Non-sectarian

هو مفهوم ومصطلح يُشير إلى رفض تمييز الأشخاص أو المواطنين أو تصنيفهم على أساس الطائفة الدينية أو الانتماء إليها.

اللاطائفية، في معناها الأعم، هي انعدام الطائفية. ويستخدم هذا المصطلح أيضًا بمزيد من التحديد

لوصف مؤسسات تعليمية علمانية خاصة أو منظمات أخرى غير منتسبة أو غير مقتصرة على جماعة دينية معينة .

ويعكس هذا الموقف رؤية ترفض الانقسامات الطائفية وتعتمد على التعامل مع الأفراد

بناءً على إنسانيتهم وقيمهم المشتركة بدلًا من هويّاتهم الدينية أو الطائفية.

أي كونهم بشرًا متساوين وذلك في السياقات السياسية والاجتماعية.

وتُعدّ (اللاطائفية) وسيلةً تسعى إلى بناء مجتمع أكثر وحدة وتماسكًا، وبشكلٍ خاصّ في البلدان

التي تعاني من صراعات أو انقسامات طائفيّة مثلما تُعانيه بعض الاقليات المسيحية من إقصاء

وتمييز في بلدان الشرق الأوسط .

ويزعم بعض اساقفة الكنيسة بأن مفهوم “اللاطائفية” بدعة وفي الحقيقة لا يوجد في أي قاموس

ديني او كتاب لاهوتي أي علاقة تربط بمفهوم اللاطائفية بالعقيدة المسيحية – هذا الهراء – لا نراه ولا نسمع

عنه سوى من رجال الدين الاقباط ، ربّما يقولون ذلك بسبب ضعف تعليمهم العام

وبسبب التقصير في خدمتهم الخاصة بالافتقاد،

ولتعويض هذا الضعف كان الحل الأسهل بالنسبة لهؤلاء القادة – خلق – بدع جديدة من الفراغ

والادعاء بخطورتها ومن ثم تصديق القطيع لهم بصفتهم حماةً ومدافعين عن الايمان والعقيدة !

للحديث بقية

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

قومى استنيرى

كمال زاخر رغم الصورة الشوهاء التى نراها فى دوائر الحياة الروحية، والمادية ايضاً، بين صفوفنا، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.