الجمعة , أكتوبر 18 2024
الكنيسة القبطية
الأنبا بنيامين مطران المنوفية

الأسئلة التي لن يستطيع مطران المنوفية الإجابة عليها؟ (١)

كان من توابع أحدث واقعة تواجه الكنيسة القبطية هذا الإسبوع، إثر قيام نيافة الأنبا رافائيل الأسقف العام بعمل جروب خاص بالواتس آب لسبعة عشر أسقفا للإعتراض على دعوة البابا البطريرك الأنبا تواضروس الثاني للأساتذة (د. جوزيف موريس فلتس ود. سينوت دولوار شنودة)

للتعليم بألقاء محاضرات في سيمنار المجمع المقدس الشهر القادم – بحجة التحفظ على بعض الأفكار مما يقدمونه من تعليم لاهوتي، والذين يرونه غير متوافق مع عقيدة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية _بحسب زعمهم_ وقد قام أحد هؤلاء الأساقفة بجمع أسماء المشاركين ونشرها بوسائل التواصل الإجتماعي

مما أحدث بلبلة وسجال بين صفوف الأقباط لم ينتهي حتى الآن!

نقتطف هنا واحدة من أبرز تصريحات نيافة الأنبا بنيامين مطران إيبارشية المنوفية عبر برنامجه

بقناة مي سات، حين سأله أحد الأشخاص عن مواجهة مزاعمهم الإيمانية، فأجابه جناب المطران:

“هم متقدمين على إنهم معلمين! هيعلموا الأساقفة!! بينما هم لهم #توجهات_لاطائفية، فعلشان كدة الآباء دول

اللي كتبوا بينبهوا بيقولوا إحنا نريد ألا يكون هناك هذا النوع من المحاضرات في وسط المجمع المقدس

يعني، بس ده تعبير عن رأي يعني!”ثم عاد وأكد نيافة المطران هذا التصريح من خلال الكبسولة الروحية التي نشرها صباح الخميس ٢٠٢٤/١٠/١٧م والذي قال فيها بالنص: “

لذا خشى مجموعة من الآباء الرعاة على ما يتردد حول لقاء وموضوعات قد تعرض في هذا الإجتماع المهم

هذا من أشخاص لهم سمة اللاطائفية، بمعنى عدم التخصص في الأيمان الأرثوذكسي ..” (إنتهى الإقتباس)

وبما أن الأنبا بنيامين قد نقل القضية للعلن وأبدى رأيه بكل أريحية وصراحة _مع كونه شأن داخلي

خاص ما كان ينبغي تداوله في الفضائيات والميديا ليفتي فيه عوام الناس وأغلبهم غير دارس

ولا يعرف كواليس الأمر ولا خلفياته_، فلنا حق الرد طالما القضية تخص إيماننا المسيحي عامة

والأرثوذكسي خاصة، فالإبمان وأساسياته وفهمه كما نعرف هو قضية الكنيسة جمعاء لأنه ملكنا نحن أبناء أم الشهداء،

لذ أود أن أوجه أسئلة مفتوحة ومباشرة لنيافته هو ومن يناظره الأعتراض من قائمة السبعة عشر أسقفا

بناء على ما نطق به ونشره! معلقا على نقطتين مركزيتين غاية الخطورة هي خلاصة ما أدلى به من تصريحات؛….

النقطة الأولى: #إتهامهم_باللاطائفية (١)

هل إتهامك لإثنين من رجالات الكنيسة الكبار، بكونهم لاطائفيين – هو إتهام صادر منك أم صادر من المجمع المقدس؟ إن كان من المجمع المقدس فيكون شأن لجنة التعليم والإيمان (التى أنت أحد أعضاءها)

التي تدعوهم بناء على شكاوي عديدة ومثبت فيها ضمن أبحاث مقدمة من الشاكي بفيديوهات وكتب ومقالات، بما علموا به ضد نهج كنيستنا الأرثوذكسية.

فهل حدث هذا ؟ هل هناك شكاوي ومعروف من المشتكي ضدهم؟

وهل إجتمعت لجنة العقيدة والإيمان والمكونة من مجموعة من الأساقفة الأجلاء (وهي معلومة للكل) لفحص الشكاوى؟

هل تمت دعوتهم للنقاش وطرح الأفكار (الرأي والرأي الآخر) ؟

وهل ثبت بعد عدة لقاءات ومداولات ما هو مثبت ضدهم بالفعل ؟

وهل أخذوا فرصة لمراجعة أفكارهم، أم صمموا عليها فقامت اللجنة المجمعية بعقوبتهما ؟

وهل تم الإعلان عن العقوبة بناء على الأفكار التي أثبتوا فيها لا طائفيتهم، ونشر حيثيات تلك القضية

بقرار مجمعي عام ونشرته مجلة الكرازة الرسمية الناطقة بإسم الكنيسة القبطية؟

هذا هو نهج الكنيسة المستقيم ..أما إن كان الإتهام منك بصفتك الخاصة، فقد قمت بفعل يضاد نهج الكنيسة ومجمعها المقدس – هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن هذا التشهير ورمي الناس بما ليس فيهم يعرضك للمساءلة القانونية – فنحن لسنا في غابة لكننا في دولة مؤسسات، القانون هو سلطته العليا.

وإن هذا السلوك الشخصي يخرج من أب وراعي مسئول، فسيكون سبب عثرة للكنيسة وللرعية

ومثل سيء للقادة والكهنوت والرهبنة.

مما يضع الكنيسة في حرج أمام المجتمع العام ويتناقله أعداء الكنيسة لتشويهها وتشويه أباءها وكهنوتها.

كما أن هذا السلوك ستدينه أجيال كثيرة صارت المعلومة سريعة وحاضرة قدامها في أي وقت، وستحكم علينا بما نقوله ونفعله إن كان يتطابق فيه سلوكنا مع وصايا المسيح وتعاليم الكنيسة .. أم لا.

(٢) هل ما قمت به من إتهام لهؤلاء الأساتذة هو في نطاق رعويتك، أم هو تعدي مشين على إثنين ينتمي أحدهم لإيبارشية بأمريكا والآخر يتبع إيبارشية المعادي؟ ألم يكن أولى بأساقفتهم أن يقوموا بالأتهام إن كان يوجد

بالحق ما يشين تعاليمهم وخدمتهم؟ هل ترضى بأن يستبيح أحد الأساقفة إيبارشيتك ويقوموا بذات الفعل؟

هل تناقشت مع الآباء الأساقفة الذين ينتمي لهما هؤلاء الأساتذة بشأن لاطائفيتهم المزعومة؟

هل أنت أقدر من أساقفتهم في كشف التعليم غير الأرثوذكسي؟ وهل أنهيت كل مشاكل إيبارشيتك

حتى تتدخل في شئون إيبارشيات أخرى لم يدعك أحدا منهم للإدلاء بدلوك؟

(٣) لماذا لم تعلن هذا الأمر الخطير على المجمع المقدس، لاسيما أن أحد هؤلاء الأساتذة

يجوب إيبارشيات الكرازة المرقسية هنا وفي المهجر، بدعوة من أساقفتها

(ومنهم إثنين من الأساقفة الموجودين بقائمة الأساقفة المعترضين)

لتعليم الكهنة والخدام لعقود طويلة من الزمان منذ حبرية البابا شنودة نيح الله نفسه؟

خلاف تدريسه علم الآبائيات بالإكليريكيات والمعاهد الدينية المتعددة،

وإصداره لكتب أكاديمية قرأها ملايين المسيحيين بالعالم، وقد كان ولازال ضيفا على برامج القنوات المسيحية

يعلم بها.

ألا تستحق الكنيسة أن تنتبه لهذا النهج اللاطائفي بحسب زعمك وتحمي أولادها ؟

أين صوتك طيلة كل هذه السنوات في زمن إثنين من الآباء البطاركة؟

(٤) هل كان بابا وبطريرك الكنيسة ورئيس المجمع المقدس مخطئا حين دعى هؤلاء الأساتذة لتعليم الأساقفة بالسيمنار القادم؟

هل البابا أيضا رجل لاطائفي ويريد الترويج للاطائفية ؟

لماذا لم تنبه البابا البطريرك من خطورتهما على تعليم الكنيسة، وهم محل ثقته وتقديره منذ سنوات طويلة ؟

أليس ما قمت به هو إحراج للبابا البطريرك وقد أعطيت الضوء الأخضر لأعداء الكنيسة

بالتعدي على الرجل وإتهامه هو الآخر بالباطل وأنه متستر عليهما فيما يقدمانه من تعليم؟

(٥) يوجد فيديو منشور تستضيف فيه د. جوزيف موريس فلتس، وتقدمه فرحا كعالم وأستاذ أكاديمي

لعلم الآبائيات واللغة اليونانية، فماذا حدث لتنقلب عليه بعد ذلك؟

( كما يوجد أكثر من لقاء تعليمي وحواري لنيافة الأنبا رافائيل مع د. جوزيف)

(٦) لماذا وضعت د. سينوت مع د. جوزيف في سلة واحدة كمعلمين لاهوتيين؟ ألا تعلم أن د. سينوت رجل

يهتم بالتاريخ الكنسي فقط ولم يحاضر يوما في العلوم اللاهوتية ولم يدعي مرة واحدة أنه حامل

لشهادة أكاديمية للاهوت والآبائيات؟ ألا يعتبر هذا جهل منك ومن حضرات الأساقفة السبعة عشر في تمييز تخصصات علماء الكنيسة؟

وإن كان لكم خلاف مع د. جوزيف في نقاط لاهوتية، فما هي النقاط اللاهوتية المختلف فيها

مع د. سينوت؟ يا له من أمر مضحك!

(٧) هل ندخل يا جناب المطران عهدا جديدا ضمن سلسلة المهازل الكنسية التي أصبحنا فيه نكفر ونهرطق

ونحرم ونطرد ونطارد الناس دون سند أو حجة أو محاكمة ؟

وهل بذلك تفتح نيافتكم الباب لكل متطاول غير دارس لإتهام الأساتذة الأكاديميين باللاطائفية

مقدما لهم نفسك مثلا ورائدا لهذه الإتهامات؟ ..

(٨) ألا ترى أن مناقشات الأفكار والتعاليم اللاهوتية هو خاص بالمجمع المقدس وحده

ولا يصح نقله علانية ليفتي فيه الدارس وغير الدارس؟

هل أضحت وسائل الإعلام هي البديل لعمل اللجان المجمعية ؟

أم له غرض خبيث تهييج العامة ضد البابا البطريرك وإحراجه وإحداث إنقسامات

وفرق لبولس وأبولس – وغاب المسيح عن المشهد ؟……يا جناب المطران الجليل أن إتهام

أحد الناس بأنه لاطائفي

تعني أنه هرطوقي ومرتد عن الأرثوذكسية وروح الشركة وخارج عن التقليد الكنسي

فهل هذا هو التكريم اللائق بأثنين من أعظم الباحثين والخدام في هذا الجيل؟!

لقد شجعت الكثيرين من المدعوين حماة الإيمان للإستمرار في تعدياتهم المشينة ضد البابا البطريرك

وضد رجاله، شككتم في أرثوذكسيتهم ونقاوة تعاليمهم، وأعطيتم الضوء الأخضر لمزيد من الشتائم

والإهانات والظلم ضد أبرياء محترمين أفنوا حياتهم في خدمة التعليم والدراسة الأكاديمية

ليعيدوا أمجاد مدرسة الإسكندرية التي كانت تعلم الدنيا اللاهوت والإنجيل والعقيدة

أم الآن فقد صارت بفضلكم في ذيل الكنائس ومصدر ضجيج وأزعاج في العالم كله، وكأنها الكنيسة الوحيدة

التي ترى خطر على الأيمان وباقي الكنائس عميان وهراطقة .. لقد صرنا أضحوكة بين كنائس العالم

وهم يرون بصفة يومية صراعات وصراخ على توافه الأمور ومطاردة غير شريفة لكل صاحب فكر ورأي!….

أيمن عريان

شاهد أيضاً

الكنيسة أمام مفترق طرق

كمال زاخر كما فى السياسة كذلك فى القيادات الدينية، تتحدد المواقف حسب خريطة الولاءات، ومنها …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.