الجمعة , سبتمبر 27 2024
صلب المسيح

مجادلات حول الإنجيل والصلب

 نسيم مجلى

شخصية المسيح التاريخية

فى الكتابات الغنوصية        

كثيرة هى الأبحاث التاريخية التى تمت لاستجلاء الحقيقة حول شخصية المسيح:

متى ولد وأين عاش؟ ماحقيقة هذا الإنسان وماهى صفاته؟ وماذا يقول التاريخ عنه؟             

وفى قراءتى لعديد من الكتب التى تتناول هذا الموضوع قديما وحديثا عثرت على كتاب

” ملفات المسيح” The CHRIST FILES   لباحث فى التاريخ القديم بجامعة ماكارى فى مدينة سيدنى باستراليا حيث يقوم بتدريس الأصول الأولى للمسيحية والديانات العالمية.

وهو كتاب مركز وشديد العمق يشتمل على فحص بالغ الدقة للملفات القديمة والحديثة

ولايتحرج من ذكر بعض الشكوك والمزاعم التى علقت بشخصية المسيح او بأناجيل العهد الجديد الأربعة

إذ يقول: 

” فيما يختص بالمجادلات التى تدور حول الإنجيل والديانة المسيحية، فقد حان الوقت لرفض الأساطير

والنظر فى الحقائق. ففى سنة 1945 تم اكتشاف ملفات نجع حمادى فى مصر”

وقيل عنها إنها تحتوى على أقوال للمسيح سجلها أحد تلاميذه، توما. وقد رفضتها الكنيسة.

وبعد فحص هذه الكتابات يقول جون ديكسون مؤلف الكتاب: 

” فإننى أقول بصريح العبارة، ليس هناك بين المؤرخين المختصين على مستوى العالم من يمكنه القول أن مجموعة نجع حمادى تحتوى على إنجيل قديم أوحتى على عبارات قالها أحد من تلاميذ المسيح – سواء توما أو غيره.

لأن إنجيل توما المزعوم كتب تحت اسم مزيف فى منتصف القرن الثانى الميلادى بعد أن مات توما الحقيقى بقرن من الزمان. وكل ماجاء فيه عن الحروب والمرأة من أقوال ليست أبدا من أقوال السيد المسيح بل هذه أراء الذين كتبوا هذا النص.

” وهذه الأقوال هى الـتى بنى عليها دان براون روايته “شفرة دافنشى” التي تشير إلى أن المسيح

تزوج مارى ماجدولين وأنجب منها أولادا.  

ولكن هذا النص المنسوب إلى توما لايقول شيئا من هذا القبيل، وكل ما نجده هو “قبلة” لكن أولئك الذين يحبون نسج الحكايات الرومانسية سوف يخيب ظنهم لأن المؤرخين يؤكدون أن الإشارة إلى القبلة هنا هى طقس دينى وليس إشارة رومانسية، فتقبيل المؤمنين بعضهم بعضا كانت مسألة منتشرة بين المؤمنين على مستوى

واسع فى العصور الأولى للمسيحية، وانجيل العهد الجديد يحضنا على أن نقبل بعضنا بعضا بقلبة مقدسة أثناء الصلاة.

إن الأناجيل المعتمدة هى متى ومرقس ولوقا ويوحنا التى تم تدوينها فى القرن الأول الميلادى، والتى نتج عن وجودها صناعة هامة هى كتابة الأناجيل فى القرنين الثانى والثالث للميلاد.

ومع انتشار المسيحية فى الشرق الأوسط أخذت بعض الجماعات المنشقة حديثا تقلد التعاليم القديمة

للسيد المسيح وتتوسع فيها وأحيانا تعيد كتابتها، ووضعوا كتبهم بأسماء بعض تلاميذ المسيح القدامى

مثل توما وفيليب ومارى ماجدولين وهكذا. وبهذه الطريقة استطاعوا أن يزعموا أن المسيح نفسه

قد علم هذه الأراء الشاذة.

وكان من الأسباب التى جعلت المسيحيين الأوائل يرفضون هذه الكتب هى صدورها عن مصدر مجهول.

فقد عرفت الكنيسة أناجيل متى ومرقس ولوقا ويوحنا فبل ذلك بخمسين أومائة عام

وفجأة تخرج علينا إحدى الجماعات وبعد مئات السنين فى 1945 لتدعى أنها اكتشفت كتابا كتبه توما

أو فيليب أو يهوذا أو غيره.

والغريب أن هذه الأناجيل المزيفة أو الغنوصية لاتهتم بما نسميه “المسيح التاريخى”. 

ولاتهتم بمسألة أين ولد يسوع المسيح؟، وأين نشأ؟  وماهى الصراعات التى حدثت بينه وبين السلطات في زمنه؟، من هم الذين شفاهم وهكذا. فالأناجيل الغنوسية عبارة عن مجموعة من المعلومات وضعت على شفتى شخص مجهول الهوية ليس له تاريخ معروف نزل كالبرق من السماء لكى ينقل لنا بعض الأسرار الخفية

ثم خرج من عالمنا الطبيعى بأسرع ما يمكن، هذا هو التجديد الآخرالذى تقدمه هذه الألناجيل الغنوصية.

إنها تكره العالم الطبيعى، عالم الزهور، وعالم الطعام، وتزدرى الأحاسيس الجسدية وهكذا.

إذ تعلم الناس أن إله العهد القديم الخالق كان إلها فاسدا، ومكانته أدنى درجة من الأرباب.

فالمسيح لم يأت ليكشف لنا هذا الوغد وإنما جاء ليخلصنا من ضلالات اليهود

ويحرر أرواحنا حتى يمكننا أن نعود إلى الكائن الأسمى الموجود وراء هذا العالم الزائل.

برغم هذا فإن الأناجيل الغنوصية تعادى السامية. هذا أحد الأسباب التى لم تترك لهذه الكتابات الغنوصية

فرصة للقبول عند أغلبية المسيحيين، لأن كل مسيحى يعرف أن يسوع المسيح يهودى

ورغم انتقاده للعبادات اليهودية، فإنه جاء لتحقيق الوعود التى أعطيت لإسرائيل فى كتاب العهد القديم.

وهنا يطرح المؤلف جون ديكسون سؤالا:

هل لهذه الكتابات الغنوصية فائدة تذكر للمؤرخ الحديث؟      

ويجيب: نعم، لأن هذه الوثائق تكشف لنا شيئا عن أراء بعض الجماعات المسيحية التى عاشت فى القرنين الثانى والثالث للميلاد.

فالمؤرخون يدرسون هذه النصوص ليكتسبوا رؤية أوسع عما نسميه “المسيحية الأولى” لكن لأن هذه الكتب

قد تم تأليفها فى زمن متأخر جدا، ولأن تعاليمها لاتجد ما يؤيدها فى أى وثائق أخرى، فإن التيار الرئيسى

للباحثين يعتقد أن هذه الأناجيل الغنوصية عديمة الفائدة فى عملية البحث عن شخصية يسوع المسيح التاريخية.

ثم يضيف الكاتب وفيما يختص بحياة المسيح فإن نصوص إنجيل العهد الجديد لازالت فى موقع الصدارة

بالنسبة للبحوث التاريخية.

فهى الكتابات الأكثر ثراء والأوفر غزارة فى المعلومات وكذلك الأكثر مصداقية.

على الجانب الآخر، فإن الأناجيل الغنوصية مثيرة للدهشة دون فائدة فعلية فى عملية البحث عن الرجل

الذى عاش قبل ذلك بقرن أوقرنين من الزمان.

2- المسيح فى الكتابات الوثنية القديمة:

كان شخصا مثيرا للقلاقل

حوالى 175م كتب أحد المفكرين الوثنيين واسمه سيلسوس Celsus كتابا بعنوان

” العقيدة الصحيحة ” يهاجم فيه المسيحية، ويفسر المعجزات التى قام بها المسيح بأنها مجرد

أعمال سحرية من أسحار المصريين. فقال:

” بعد أن وضع يسوع يده على هذه القوى السحرية بصفة خاصة، رجع من هناك (من مصر)

وبناء على هذه القوات أطلق على نفسه لقب إله” (هذا الكتاب اقتبسه أوريجين فى القرن الثالث فى كتابه:

ضد سيلسوس ِAgainst  Celsus  ).  ولكونه كتب فى أواخر القرن الثانى فمن الصعب إعطاء أى

قيمة لعبارات سيلسوس، فكتاباته تتشابه كثيرا مع مجادلات اليهود المبكرة ضد المسيحية، وربما استقاها من

هذا المصدر.

ورغم ذلك، فإن تعليقاته تعطى فكرة جيدة عن الكيفية التى كان ينظر بها المفكرون الإغريق إلى الأخبار

المنتشرة حول شخصية المسيح. ومن هذا يستنتج جون ديكسون مؤلف الكتاب الذى بين أيدينا أن أحدا

لم يشك فى وجود شخصية يسوع المسيح قط لكن الكثير منهم كان يعتبره ساحرا أو دجالا.  

لوقاينوس السومسطائى (115-200 م)  

كان لوقيانوس أحد الكتاب الإغريق وكان مشهورا بكتاباته الساخرة. فى كتابه “موت بريجرينوس The Death of Peregrinus ” يتهكم فيه على أحد الدجالين واسمه بريجرينوس يتجول بين المسيحيين الفلسطينيين. وهويشير إلى مؤسس المسيحية فيقول:

 ” إنه الشخص الذى مازال الناس يعبدونه حتى اليوم. إنه الفلسطينى الذى صلب لأنه جاء بهذه الديانة الجديدة

إلى العالم، …  فوق ذلك، فإنه أول من أعطاهم الشريعة first lawgiver وأقنعهم أنه

بمجرد أن يتنكروا للألهة اليونانية ويبدأوا فى عبادة ذلك السوفسطائى المصلوب ويعيشون

حسب مبادئه يصيرون أخوة بعضهم لبعض.              

سيتونيوس SEUTONIUS         

مؤرخ رومانى إسمه جايوس سيتونويس ترانكيلوس، مؤلف كتاب ” حياة القياصرة ” (120م). يقول فى كتابه” حياة كلوديوس” إن كلوديوس طرد اليهود من روما (49 م) بسبب الشغب الذى كانوا يحدثونه بتحريض من Chrestus.

ويتفق معظم المؤرخين ودارسوا انجيل العهد الجديد أن سوتونيس خلط بين عبد إسمه كريستوس وبين لقب “المسيح” الذى يطلقه اليهود عليه (والذى يعنى الشخص الممسوح)

وربما كان النص يشير إلى الإضطرابات التى كانت تقع من اليهود الرومان، وكان منهم ألالا ف الذين يعلنون أن المسيح هو المسيا اليهودى. 

 وقد شهدت بعض المدن الأخرى اضطرابات مشابهة. فطرد كلوديوس اليهود من روما

ويذكر مصادفة أيضا فى أقدم النصوص المسيحية مثل أعمال الرسل حيث نقرأ:     

” هناك تقابل (بولس الرسول) مع يهودى إسمه أكويللا، من مواطنى بونط، جاء حديثا من إيطاليا مع زوجته بريسيللا، لأن كلوديوس أمر كل اليهود بأن يتركوا روما. (أعمال الرسل 18:2)         

 أما المؤرخ تاسيتوس Tacitus  (36-120) فيؤكد صلب المسيح  

هو كورنيليوس تاسيتوس، أعظم مؤرخى روما القديمة وخطيبها المفوه، والموظف العمومى

صاحب المكانة الرفيعة.

إن معظم ما نقرأه عن أباطرة الرومان يأتى من كتابيه

“التاريخ”، و”لحوليات “. فى كتابه الحوليات يذكر تاسيتوس موت المسيح وإزدهار حركة دينية بإسمه.

ونص تاسيتوس ساخر، معادى للمسيحية فى أسلوبه. حيث يقول:    

المسيحيون يستمدون إسمهم من رجل إسمه المسيح، هذا الرجل الذى تم إعدامه فى عهد الإمبراطور تيباريوس

بناء على حكم أصدره الحاكم الرومانى بيلاطس البنطى، وهكذا تم قمع الفتنة القاتلة إلى حين، لكنها لم تلبث أن انطلقت من جديد ليس فى اليهودية فقط، المصدر الأول للشر كله، بل تعدتها إلى مدينة روما ذاتها

حيث تجمعت كل الأفعال الخبيثة والفاضحة من كل أجزاء العالم وصارت متفشية. 

لم يكن تاسيتوس معجبا بالمسيحية، لكن ازدراءه لهذه الحركة الدينية، لم يمنعه

من سرد بعض التفاصيل الهامة عن مؤسسها: متى وأين عاش يسوع المسيح، لقبه وملابسات قتله

وأهم ما يستوقفنا هنا هو إثباته لواقعة صلب المسيح فى فلسطين على يد بيلاطس البنطى.

بلينى الصغير، وهذا اختصاار لاسمه، (61-113م)

هوأحد المعاصرين لتاسيتوس وهوالحاكم الرومانى الثرى لمنطقة بيثينيا بجنوب تركيا

كتب كثيرا من الخطابات ذات الطبيعة الرسمية وشبه الرسمية، ثم نشرها فى سلسلة من المجلدات.     

 فى سنة 110 كتب بلينى يطلب من الإمبراطورتراجان نصيحته فى كيفية التعامل مع طائفة المسيحيين

الجديدة (الكتاب العاشر، خطاب رقم 96) يسأل على وجه الخصوص، إذا كان يجب عليه

أن يستمر فى إعدام الذين يعبدون يسوع المسيح. وبناء على مقابلاته بالمسيحيين الأوائل كتب يقول:    

” إن كل خطيئتهم أوخطأهم لايزيد عن الآتى؛ إنهم يلتقون فى فجر يوم محدد ويغنون فى تبادل الأصوات

بين مجموعتين ترنيمة للمسيح باعتباره إله، ويقسمون فيما بينهم ألا يرتكبوا أى جريمة كجرائم السرقة

والنهب أو الزنا، وألا يخلفوا عهدا.”    

 هذا النص مهم بصفة أساسية فى تأكيده لنوعية الحياة المسيحية فى الكنيسة الأولى.    

  3- المسيح فى الكتابات اليهودية القديمة

 ساحر ومخادع            

 كان المسيح يهوديا – ولد يهوديا، ونشأ يهوديا، وحضر اجتماعات المحفل اليهودى

ومارس العبادة فى المعبد ليهودى، وكون فريقا ممن يتبعون العقيدة اليهودية وهو يعتقد أنه بهذا

إنما يكمل كل شىء ذكرته الكتب اليهودية المقدسة عن مجىء المسيا، المسيح.     

 فكيف كان رد فعل اليهود تجاه المسيح؟  إنه سؤال معقد. لنتذكر أن المؤمنين الأوائل كانوا كلهم يهودا

(الذى تصادف أنهم اعتقدوا أن المسيا الذى كانوا ينتطرونه قد جاء). فالقديس يولس مثلا، الذى تشكل

رسائله جزءا كبيرا من العهد الجديد، كان فريسيا (يهودى ذو مكانة رفيعة)

وهو الذى أعلن أنه رأى المسيح خارجا حيا من القبر. فكتابات بولس تقدم لنا نمطا من أنماط الاستجابة

اليهودية للمسيح، وهى استجابة طيبة. فالأناجيل- التى تجتوى بيوجرافيا العهد الجديد حول المسيح – من الواضح أنها يهودية. مادتها أتية من اليهود الذين إتبعوا المسيح.   

 وهنا يلاحظ الكاتب أن أعنف الانتقادات ضد المسيح لم تأت من الوثنيين الذين رأوا المسيح اساسا كانسان غيرعادى – وإنما جاءت من أبناء وطنه. 

التلمود والتشريعات اليهودية تؤكد محاكمتهم وصلبهم للمسيح.

التلمود هو شرح قديم للشريعة اليهودية. فى أحد أقسام التلمود المعروف باسم (باريزا سانهدرين) )

baraitha  Sanhedrin 43a-b 10-200 م)  نجد تقريرا بعنوان  ” جرائم يسوع المسيح ، محاكمته وإعدامه “:       

 فى عشية عيد الفصح تم شنق يسوع (على صليب) وقبل تنفيذ الإعدام بأربعين يوما خرج منادي وصاح فى الناس،”إنه سوف يرجم لأنه مارس السحر والخداع وساق اسرائيل إلى طريق الضلال.

وأى إنسان يمكنه أن يقول شيئا لصالحه، فليتقدم للدفاع عنه ” ونتيجة لأنه لم بتم تقديم شىء لصالحه

تم صلبه فى عشية عيد الفصج.

على أى حال، ففى هذه الفقرة نجد كثيرا من التفاصيل التى تتفق مع معرفتنا الأولية بيسوع المسيح، شهرته الواسعة كصانع معجزات وعجائب “ساحر” وطريقة وتوقيت إعدامه (صلبه مع اقتراب عيد الفصح)

والنص يوضح إنه السنهدرين اليهودى (المجلس الحاكم فى أورشليم) هو الذى أصدر الحكم بموت المسيج

(باريزا سنهدرين).

والأناجيل المسيحية تقول نفس الشىء، مضيفة أن السلطات الرومانية أيضا كان لها دور حاسم.          

جوزيفوس (37-100 م) يعترف يصلب المسيح      

فلافيوس جوزيفوس أريستوقراطى يهودى عاش فى القرن الأول الميلادى (37 – 100م)

وفى كتابه الضخم المسمى ” التراث اليهودى ” أو Jewish Antiquities 

يعرض لنا سجل التاريخ الكامل للشعب اليهودى حتى يومه. وفى مناقشته لبعض الاضطرابات اليهودية

خلال فترة حكم بيلاطس البنطى، يقدم جوزيفوس تعليقا مختصرا عن معاملة بيلاطس لمعلم يهودى

محدد اسمه يسوع حيث يقول:

فى هذا الوقت ظهر يسوع رجلا حكيما. لأنه كان يقوم بأعمال مدهشة.

كان يعلم الناس الذين كانوا يتقبلون الحقيقة بفرح. وقد اكتسب أتباعا كثيرين من اليهود وكثيرين

من ذوى الأصول الإغريقية.

عندما قام بيلاطس، بسبب أتهام قدمه قادة شعبنا، بصلبه، فإن الذين سبق وأحبوه لم يتوقفواعن ذلك أبدا

لأنهم أعلنوا أنه قد ظهرلهم حيا بعد الصلب بثلاثة أيام. وحتى يومنا هذا فإن قبيلة المسيحيين

التى سميت على أسمه لم تختف من الوجود ومازالت باقية.

ويستخلص الباحث من هذه المصادر اليونانية والرومانية واليهودية عدة حقائق حول شخصية المسيح مثل:       

-الإسم “يسوع”    

– الإطار المكانى والزمانى لخدمته العامة (فلسطين خلال حكم بيلاطس البنطى، من سنة 26 حتى 36 ميلادية)

-إسم أمه (مارى)

– ميلاده الغامض.  

-إسم أحد أخوته (جيمس)

-شهرته كمعلم   

– شهرته كصانع معجزات / أو ساحر.  

-نسبة لقب ” المسيح / المسيا إليه”  

-وضعه “الملكى” فى عيون بعض التاس. 

– زمن وأسلوب إعدامه (تم صلبه قرب الاحتفال بعيد الفصح)

-اشتراك قادة اليهود والرومان فى جريمة صلبه.  

– تصادف حدوث كسوف للشمس فى ساعة صلبه.

– إعلان ظهور يسوع المسيح لأتباعه بعد ثلاثة أيام من صلبه

-ازدهارعبادة يسوع بعد موته   

من الواضح أننا لانجد فى هذه الكتابات شيئا عما كان يمثله يسوع المسيح، مالذى كان يتوقعه من جانب أتباعه

وما الذى دفعه إلى طريق الشهادة.

وفى سبيل الوصول ألى هذه التفاصيل لا بد لنا من الرجوع إلى أقدم وأهم المصادر المباشرة

لمعرفة يسوع – فى كتاب العهد الجديد.

 إنجيل العهد الجديد         

أن وصف الدينية – االذى يطلق على الكتابت المسيحية- لايقلل من قيمتها كمصادر تاريخية

فالباحثون المحترفون بنظرون إلى العهد الجديد على أساس أنه نص من القرن الأول الميلادى

ولا ينظرون إليه على أساس أنه كلمة الله، كما تفعل الكتائس المسيحية لكنهم يضعونه موضع النص التاريخى

ذى القيمة العالية.

ودون مبالغة نقول إن المؤرخين عموما (بصرف النظرعن قناعاتهم) يعتبرون كتابات العهد الجديد

أقدم المصادر، وأكثرها ثراء، وأكثرها مصداقية من حيث المعلومات الخاصة بشخصية المسيح تاريخيا.             

 العهد الجديد كمجموعة مصادر         

العهد الجديد ليس مصدرا مفردا، بل هو مجموعة مصادر. ففى المنهج المعروف بعلم اللاهوت، يتم النظر إلى الإنجيل كمصدر وحيد متجانس أتيا كله من الله.

لكن فى البحوث التاريخية يتم تحليل العهد الجديد على أنه تجميع لتقاليد مستقلة عن بعضها تتسم بمعتقدات مشتركة حول شخصية يسوع الناصرى.

والمسيحيون لابد أن يتذكروأ أنه، رغم أن وثائقنا المقدسة كتبت واننشرت فى القرن الأول الميلادى، لكنها لم تجمع فى مجلد واحد إلا فى القرن الثالث او الرابع الميلادى.

كيف وبواسطة من تم الاتفاق على الصيغة النهائية لهذا التجميع؟

 مع زيادة النمو فى حجم الأدب المسيحى، قررت كنائس الشرق الأوسط جميعها أن تجتمع للمناقشة

والبحث لتحديد النصوص الموثقة بصورة عامة والتى تعتبر مقدسة. تمت الدعوة لسلسة من المجامع، بلغت قمتها فى مجمع روما (362م) ومجمع قرطاجة فى شمال أفريقيا (397).

وكانت سياسة هذه المجامع شديدة المحافظة. وقررت أن تقبل بصفة أساسية تلك الوثائق التى تم الاعتراف

بها فى الكنائس على أنها كتابات مقدسة  والتى كتبت بيد الجيل الأول.، أى رسل المسيحية، أى بواسطة

أولئك التلاميذ الذين عينهم السيد المسيح ( مثل بطرس ، وبولس ، ويعقوب ..إلخ)

او بواسطة زملائهم المباشرين (مرقس، لوقا، إلخ) هكذا ، نجد أن هذه المجامع قد اختارت ، وكانت حصيلة اختياراتها السبع والعشرين كتابا التى تكون إنجيل العهد الجديد. 

النقطة الهمة أن كتاب العهد الجديد ليس وثيقة وحيدة وإنما هو تجميع لعدد من النصوص كتبت

وتنقلت أو وزعت circulatd منفصلة عن بعضها خلال القرن الأول الميلاد ى، وهذا امر فى غاية الأهمية

من الناحية التاريخية.

فالرسول بولس الذى كتب العديد من نصوص العهد الجديد مثلا لم يكن يعلم شيئا عن انجيل مرقس.

وكذلك مرقس لم يكن يعرف شيئا عن رسائل بولس. لذلك فإن المؤرخين يتعاملون مع رسائله على انها مصدرمنفصل عما كتبه مرقس.

أيضا إنجيل يوحنا كتب منفصلا عن انجيل متى، ولهذا فإن هذه الأناجيل المستقلة تمثل مجموعة أخرى

من المصادر المستقلة.  

 والمؤرخون يرون فى هذا أمرا مهما، فحقيقة أن بولس ومرقس، ومتى ويوحنا كتبوا باستقلال تام

بعضهم عن بعض يجعل التشابه الصارخ فى أقوالهم عن حياة المسيح وتعاليمه شيئا بالغ الأهمية.

لأننا نعلم أنهم لم ينقلوا بعضهم عن بعض، فعلينا أن نفترض أن معارفهم كانت مبكرة

وكانت معروفةعلى نطاق واسع. وهذا كما يقول المؤلف هو معيارتعدد وصدق الشهادات.   

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

كانت أديرة مقفرة وكنيسة تبحث عن بوصلتها !! اقتراب كاشف [3] مسارات الحراك القبطى وتكريس محايد

كمال زاخر الخميس 26 سبتمبر شهد الفضاء القبطى الكنسى تحولات اعادت تشكيل خريطة الخدمة الكنسية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.