د. ماجد عزت إسرائيل
ولد سنة 1819م. في بلدة الشيخ مسعود غربي طهطا؛ ولهذا لُقِب بالمسعودي، ولما بلغ السابعة عشر من عمره اشتاق إلى الحياة الملائكية، فقصد دير المحرق حيث ترهبن، وهناك تتلمذ على يد القمص بولس الدلجاوي- الذي صار فيما بعد القديس الأنبا إبرآم أسقف الفيوم- فتشرّب منه وداعته وهدوءه النفسي وتطلّعه الروحي.
بعد أن قضى في الدير المحرق 22 عاماً، قرر الذهاب إلى دير البراموس مع عدد من أخوته الرهبان
وكان وصولهم لهذا الدير في الفترة التي كان يوحنا الناسخ مازال به، قبل رسامته ليكون البابا رقم(112)
عيّنه البابا كيرلس الخامس رُبّيتة للدير بعد نياحة القمص عوض
فاهتم بأخوته الرهبان ورعاهم روحيًا وجسديًا،مما جعلهم يطاوعونه في رضى
فساد السلام دير البراموس طيلة رياسته
حتى أطلق عليه الأنبا يوأنس مطران البحيرة لقب “أبو رهبان دير البراموس”.
رُشِّح ليكون أسقفًا على كرسي أسيوط فاعتذر بشدة وإلحاح
فقبل البابا ديمتريوس الثاني البطريرك (100) (1862-1870م) عذره
كذلك رُشِح لمطرانية الحبشة وللمرة الثانية اعتذر في تذلل شديد
فقَبِل البابا كيرلس الخامس البطريرك (112) (1874-1927م) اعتذاره
إذ أدرك مدى زهده وشدة ميله إلى التوحّد والدراسة وتفتيش الكتب.
كان يقضي فترات طويلة متوحّدًا بلغت خمسة عشرعاماً، وكان في وحدته يعيش في مغارات من صنع يديه
إذ لم يكتفِ بمغارة واحدة، فكان يقضي أيام الأسبوع متوحدًا، ثم يعود إلى الدير عشيات الآحاد
ليقضي لياليه داخل الكنيسة، ثم يحضر القداس الإلهي في الصباح المبكر ويتناول الأسرار المقدسة
ويعود إلى وحدته.
كان ماهِرًا في الكتابة ذا خط جميل (قبطي وعربي)، فانشغل في نسخ الكثير من الكتب القديمة
كما ألَّف بنفسه العديد من الكتب الجديدة،منها رسالة بعنوان”إلى كل راهب حقيقى
يريد حياة نسكسة صحيحة” و”الإيضاحات الجلية في أمانة الكنيسة الأرثوذكسية طبع عام 1890م”
وبالإضافة إلى ذلك فقد شغل نفسه بتجليد الكتب، وبعمل المناطق والأساكيم، ومع كل هذه الأعمال
ومع توحده كان أب اعتراف لرهبان دير البراموس جميعًا.
تنيح بسلام في11 توت 1621ش/21 سبتمبر 1905م عن عمر يناهز 88عاماً
قضى71 منها ما بين ديريّ المحرق والبراموس.