كمال زاخر
يسوع المسيح هو الحب المطلق، وكان تجسده اكبر تجليات الحب، الذى به لم تعد آلامنا عنده انين بشر بل خبرة عاشها هو، الأمر الذى جعل صراخنا اليه واستغاثتنا به ليست مجرد شكوى من ضعيف لقوى
ومن محدود الى اللامحدود، بل تحريك قلب اختبر الإلم وعاش لحظات الأنين، والضيق، والوحدة.
هو الحب الذى به خَلقنا على صورته ومثاله، وبه لم يعد الله محجوباً أو محتجباً عنا
وصرنا نحن أهل بيته، ابناء وورثة، بل نحن اعضاء جسمه من لحمه ومن عظامه.
فعندما نخفق فى اعلان الحب نتنكر لعضويتنا فى جسده، حب مِن حبه بلا مقابل وخارج حسابات الأخذ
والعطاء، وخارج الانتماءات الضيقة، واخفاقنا مرده أننا نعيش ازدواجية فجة، نعقل المسيح ولا نحياه
فصار انتماؤنا له انتماء قبلياً، الأمر الذى ذهب بنا الى الانقسام والتشتت، ووجدت العداوة بيننا مسكناً
تحت غطاء مسميات تزعم ملكيتها لتبعيته ومعرفته، وغيرنا هراطقة وضالين – هكذا !!!
والنصوص المقدسة متاريس تحمينا وتصد من يقترب من تخومنا.
قد نعلن فى المحافل حبنا لهم فيما تكمن الكراهية خلف ألسنتنا.لهذا اقرأ ما قاله ق. بطرس الرسول
فى رسالته الأولى”أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، لاَ تَسْتَغْرِبُوا الْبَلْوَى الْمُحْرِقَةَ الَّتِي بَيْنَكُمْ حَادِثَةٌ، لأَجْلِ امْتِحَانِكُمْ، كَأَنَّهُ أَصَابَكُمْ أَمْرٌ غَرِيبٌ،”أقرأه فى سياق مختلف… ان كثيراً من البلوى المحرقة الحادثة بيننا نتيجة لتفشى الكراهية (بيننا)
خاصة بين المعتبرين أعمدة، وإن تدثرت بثياب مقدسة مبهرة، وأخشى ان نكون قد اخفيناها تحت جلودنا.
وفى ذات السياق ارى اننا المخاطبون بكلمات رب المجد”فَالْتَفَتَ إِلَيْهِنَّ يَسُوعُ وَقَالَ: «يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ، لاَ تَبْكِينَ عَلَيَّ بَلِ ابْكِينَ عَلَى أَنْفُسِكُنَّ وَعَلَى أَوْلاَدِكُنَّ،”هل ندرك لماذا تحتشد دور العبادة ولا تغيير يطرق ابوابنا
“يَصْرُخُونَ وَلاَ مُخَلِّصَ. إِلَى الرَّبِّ فَلاَ يَسْتَجِيبُ لَهُمْ.” (مز 18: 41).