الأربعاء , أغسطس 14 2024
سيدة بنجلاديش

تفاصيل الانقلاب بعد 15 عاما على سيدة بنجلاديش الحديدية الشيخة حسينة

فرّت رئيسة الوزراء الشيخة حسينة من بنجلادش الإثنين ، الخامس من أغسطس 2024؛ لينتهي حكمها الذي استمر 15 عاما بعد أكثر من شهر على تظاهرات أوقعت مئات القتلى، فيما أعلن الجيش أنه يعمل على تشكيل حكومة انتقالية. وبينما شهدت سنواتها الخمس عشرة في السلطة ازدهارا اقتصاديا، إلا أنها تخللتها أيضا اعتقالات واسعة لخصومها السياسيين وفرض عقوبات على قواتها الأمنية بتهمة انتهاك حقوق الإنسان.

و كانت قد بدأت الاحتجاجات في يوليو بمسيرات، كان يقودها طلاب جامعيون، ضد قرار إعادة العمل بحصص التوظيف في القطاع العام، لكنها تحولت إلى اضطرابات دموية مع مطالبة المعارضة بتنحي رئيسة الوزراء. و كان رد الفعل هجوم الشرطة ومجموعات طلّابية مؤيّدة للحكومة على المتظاهرين الشهر الماضي بإدانة دولية.

و استطاعت رئيسة الوزراء البالغة 76 عاما من الفوز بولاية رابعة في رئاسة الوزراء في يناير، بعدما قاطعت المعارضة الاقتراع الذي قالت إنه لم يكن حرا ولا نزيها.

وعلى ناحية أخرى وجه خصومها عدة اتهامات لحكومتها بارتكاب سلسلة من الانتهاكات لحقوق الإنسان من بينها قتل نشطاء معارضين.

والشيخة حسينة ابنة الشيخ مجيب الرحمن الذي قاد بنجلادش إلى الاستقلال، أشرفت على نمو اقتصادي متسارع في بلد وصفه وزير الخارجية الأميركي السابق هنري كيسنجر ذات يوم بأنه “ميئوس منه”.

وكانت قد وعدت في العام الماضي بتحويل بنجلاديش إلى دولة مزدهرة ومتقدمة، لكن في البلاد حوالى 18 مليون شاب عاطلين عن العمل، كما أشارت الأرقام الرسمية. وكانت حسينة في السابعة والعشرين من عمرها وخارج البلاد عندما اغتال ضباط عسكريون منشقون والدها رئيس الوزراء حينها مع والدتها وأشقائها الثلاثة في انقلاب عام 1975.

وكانت قد عاشت ست سنوات في المنفى قبل أن تعود وتتولى قيادة حزب رابطة عوامي الذي كان يتزعمه والدها، وتبدأ صراعا دام عقدا جعلها تخضع لفترات طويلة من الإقامة الجبرية.

وتحالفت حسينة مع الحزب الوطني البنغلادشي الذي تتزعمه خالدة ضياء للإطاحة بالدكتاتور العسكري حسين محمد إرشاد عام 1990.

لكن سرعان ما اختلفتا، وهيمن التنافس بينهما منذ ذلك الحين على السياسة في بنغلادش. وشغلت حسينة منصب رئيسة الوزراء لأول مرة عام 1996، لكنها خسرت أمام ضياء بعد خمس سنوات. ثم تم سجنهما بتهم فساد عام 2007 بعد انقلاب قامت به حكومة مدعومة من الجيش، قبل إسقاط التهم عنهما والسماح لهما بخوض الانتخابات في العام التالي.

كما فازت حسينة بأغلبية ساحقة في الاقتراع وهي تمسك مذاك بالسلطة، وفي الأثناء، تعاني ضياء البالغة 78 عاما من مشكلات صحية وهي محتجزة في المستشفى بعد أن حكم عليها بالسجن 17 سنة في عام 2018 بتهمة الفساد، كما يقبع كبار قادة حزبها خلف القضبان.

ويشيد مؤيدو الشيخة حسينة بقيادتها بنجلادش خلال نهضة اقتصادية واضحة، تعود إلى حد كبير لقطاع الصناعة وغالبية قواه العاملة من النساء، ويتركز نشاطه في مجال النسيج وتصدير الملابس.

كما نالت حسينة الإشادة إثر الحملة التي أطلقتها ضد المتشددين الإسلاميين في الدولة ذات الأغلبية المسلمة بعد أن اقتحم خمسة متطرفين مقهى في دكا يرتاده رعايا غربيون وقتلوا 22 شخصا عام 2016.

لكن عدم تسامح حكومتها تجاه المعارضة أثار الاستياء داخليا وقلقا في عواصم أجنبية أبرزها واشنطن وتم إعدام خمسة من كبار القادة الإسلاميين وشخصية معارضة بارزة خلال العقد الماضي بعد إدانتهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية خلال حرب الاستقلال الدامية عام 1971. وأثارت المحاكمات احتجاجات حاشدة وصدامات عنيفة.

وصف معارضوها المحاكمات بأنها صورية وذات دوافع سياسية لإسكات الخصوم. وفرضت الولايات المتحدة عقوبات عام 2021 على فرع النخبة من قوات الأمن البنغلادشية وسبعة من كبار ضباطها بتهمة ارتكاب انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان،  وفي مواجهة الاحتجاجات المتصاعدة، أصرّت الشيخة حسينة على أن همها الوحيد هو خدمة مصلحة بلدها. وقامت بجولة في مناطق في دكا تضررت خلال أيام من الاضطرابات الدامية الشهر الماضي.

شاهد أيضاً

تفاصيل القرار الجديد لخفض أسعار النت في كندا

 أصدرت هيئة الراديو والتلفزيون والاتصالات الكندية CRTC قرارا بتوسيع نطاق وصول مزودي الإنترنت المستقلين الصغار …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.