د. ماجد عزت إسرائيل
منذُ أنْ اِنتَدَبَني حُضَّرَة صَاحَب القَدَاسَةُ الْبَابَا شِنُودَة الثَّالِث سِنَة ١٩٩٨بِالصَّلَاَة فِي دنهاخ هولاند بِمُنَاسِبَة عِيدِ المِيـلاَدِي وَالْغَطَّاس، وَأنا اِسَّمَّعَ عن شخصية أبونا مِيخَائِيلُ البراموسي، وَصَّيْته كَانَ فِي كُلُّ مَكَانٍ بأُورُوبَّا
حتي عدت إلي ليدن لحضور مؤتمر هناك سِنَة ٢٠٠٠م. وَكَان إسمٌ أَبُّونَا القُمَّصُ ميخائيل البراموسي
يَتَرَدَّد أَيْضًا فِي تِلْكً النَّوَاحِي وَالنَّاس تُذَهِّب ألمانيًا خَصِيصَا لمُمَارَسَةِ سُرَّ الْاِعْتِرَاف.
ثُمّ حَضَرَتِ مؤتمرًا. آخر فِي بَارِيسِ فِي السوربون فِي عام٢٠٠٤م وَمازِلتُ أَسُمِّع عَنْ فَضَائِل هَذَا الرَّجُلَ.
وحقًا أَنَّا مُتَعَجْب مَنّ سَيَّرْته الْعُطُرَة الَّتِي فَاُحْت فِي كَلَّ أُورُوبَّا، وَالنَّاس يُقَطَّعُون الْأَمْيَال لِلْوُصُول
إِلَيه فِي الدَّيْر الَّذِي أَنَشَّأه.
وَتُرَجِّع مِنْ اللَّهِ أَنْ يَكُونَ مَصْدَر إِشْعَاع لِلْحَيَاة الرُّهْبَانِيَّة الْمُصِرِّيَّة، وَهَذَا اِسْتَرْعَى اِنْتِبَاهَي فَنُحَنّ نُجَوِّل
فِي البِلاَدِ وَالْمُؤْتَمَرَات لِنَتَحَدَّث عَنْ تُرَاثنَا الْقِبْطِيّ الْعَظِيم وَهَذَا الْأَب عُرِّف الطَّرِيق إلْي دُعِّم تُرَاثنَا الْقِبْطِيّ
مِنْ خِلَالِ إِنْشاءٌ الدَّيْر الْقِبْطِيّ بكريفلباخ.
فأَصُبِّح سُبِّب بِرَكَة فِي أَلْمَانِيِّا وَكُلِّ أَنْحَاءِ أُورُوبَّا، وَيَحْسُب لَهُ هَذَا الْعَمَلِ الصَّالِحِ الْمُبَارَكِ الْمُثْمِر
وَأُصَبِّح وَجَهّه كُلَّ النَّاسَ، وَمَكَان لِلرَّاحَة، وَالْخَلْوَة الرَّوْحِيَّة وَالتَّعَرُّف عِلّيّ الرَّهْبَنَة القبطية وَحَيَاة الرَّهْبَنَة
وَبِالْفُعُل تُعَلِّم الكَثِيرَةً منَ الشَّبابِ عُلِّي تَرْتِيلٌ الإبصلمودية وَالتُسَبِّحُة وَالْأَلْحَان القُبْطِيّةُ، وَالْأَخِلَّاءُ مَعّ هَذَا الْأَبِ
الْمُرْشِد الْحَكِيم للْاِعْتِرَاف وَأُخِّذ الْمُشَوِّرَة لِأَنّ اِلْذَيِنّ بَلَا مُرْشِد كَأَوْرَاق الشَّجَرَ يُسْقَطُون، وَتَاب الْكَثِيرُون
عُلِّي يَدَيْهِ، وَعُرِّفُوا طَرِيقِ النَّعَمَة، ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ وَجُده قَدَاسَةُ الْبَابَا توَاضِّرْوسُ الثَّانِي مُسْتَحَقَّا لِنِعَمَة الْأُسْقُفِيَّة
وَوُضِّع عَلِّيه يُدَهِّ لِيُكَوُّنّ أَبَا أَسُقِفَا جَلِيلَا عَلَيَّ إيبارشية جُنُوب ألمانيا، مؤكدًا بالرُّوحُ القُدُسُ
ومؤديًا وأجباته الرعوية والرهبانية، وساعيًا لتحمل مسؤلياته، حتَّى أثمرَا الثَلاَثِينَ وَآخَرُ السِتِّينَ وَالمائة
وَكَان نَمُوذَجًِا طُيِّبَا وَمِثَالا جَيِّدٌا بَيَّننَا نَتَعَلَّم مِّنَ من مِنْهَجه الرَّوْحِيّ العظيم اِلْذَي تَرَكَهُ، نُقَدِّم التعزيات
لِأُبِينَا حُضَّرَة صَاحَب القَدَاسَةُ الْبَابَا توَاضِّرْوسُ الثَّانِي
وَحَضَرَات الْآبَاء الْمَطَارِنَة وَالْأَسَاقِفَة، وَلَشَعَّبه الْمُبَارَكِ، وَالْآبَاء الْكَهَنَة وَالشمامسة، وَالإِكْليرُوس، الرَّبّ يُنَيِّح نَفَّسه فِي فِرْدَوْس النَّعِيم مَوَاضِع الْقِدِّيسِين وَالْأَبْرَار يُذَكِّرنَا أَمَام عَرْشِ النِّعْمَةِ.