تتميز الجالية المصرية الكندية بأنها الأكثر تنظيما والأقدر علي الوصول لصانع القرار السياسي بكندا، وكانت الجالية المصرية الكندية قد أقامت مؤتمرا في البرلمان الكندي يوم 19 نوفمبر الماضي، وقال الناشط المصري “مدحت عويضة” أحد المنظمين للمؤتمر، أن أول مطالبنا كانت أن تقوم الحكومة الكندية بدعم مصر في هذه المرحلة سياسيا واقتصاديا، موضحا أن الجانب الكندي أبدي تفهمة لكل مطالبنا، وأضاف “عويضة” أن مشاركة المصريين في الانتخابات الرئاسية بكثافة وإنتقال ألفين مصري من تورنتو لأتاوا مسافة (500) أدي أن تشعر الحكومة الكندية أن الغالبية العظمي من الجالية المصرية الكندية تدعم السلطة الحالية في مصر، واختتم عويضة تصريحاته، بأن السفير المصري بكندا قدم الشكر لنا بعد إنتهاء مؤتمرنا وقال ” أن الدبلوماسية الشعبية التي تمارسونها لها دور مهم وأنتم ربما يكون صوتكم مسموعا أكثر كونكم مواطنون كنديين”،وطابنا سيادة السفير باستمرار العمل من أجل مصر وها نحن مستمرون وقد قمنا بتكوين لوبي مصر ليكون بمثابة الجسر الذي يربط بين الحكومة الكندية والمصرية.
وفي الإطار نفسه جاءت بشائر الخير لمصر في التصريحات الذي أدلي بها السفير المصري لراديو كندا العربي، حيث أكد سفير مصر في كندا وائل أبوالمجد، بمناسبة مرور 60 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية المصرية الكندية، على متانة العلاقة الثنائية بين البلدين ونجاحها في خدمة مصالحهما على مدى 6 عقود، مضيفا أن دلائل قوة وقيمة هذه العلاقة ليست فقط قدرتها على تحقيق مصالح طرفيها وإنما أيضا القدرة على التعامل مع الصعاب وتجاوز التحديات المختلفة التي واجهتها.
وقال «أبوالمجد» في تصريحات خاصة لـ«المصري اليوم»، إن «الحكومة الكندية تفردت من بين غالبية الدول الغربية بإدراكها المبكر بأن عملية التحول الديمقراطى عملية ممتدة ومتواصلة، ومن غير المتصور تحقيق مقاصدها بين يوم وليلة، ومن ثم تفادت كندا في مواقفها لهجة الإملاء أو إصدار الأحكام القطعية، أو محاولة فرض رؤية بعينها على مصر مكتفية بإعلان التأييد لسعي الشعب المصري بناء ديمقراطيته القائمة على احترام الحقوق والحريات وسيادة القانون».
وأشار «أبوالمجد»، حرصت كندا على ألا تكتفي بإعلان الدعم السياسي لمصر، وإنما اقترن دعمها باتخاذ إجراءات عملية ملموسة لدعم جهود التنمية الإقتصادية ولمساعدة مصر على تجاوز المرحلة الحرجة التي تمر بها، وستشهد الأشهر القادمة الإعلان عن عدد من المشروعات التي ستكون كندا شريكا أساسيا فيها وتستهدف كلها دعم جهود التنمية في مصر وبما يعود بالخير على المجتمع المصرى ككل.
وردا على سؤال «المصري اليوم»، بشأن المجالات التي سيشملها هذا التعاون، أشار «أبوالمجد»، إلى أن كندا وإن كانت لا تتوافر لديها القدرات التمويلية الضخمة التي ربما تتوافر لأطراف دولية أخرى، ولكن لها ميزة نسبية فيما يتعلق بقدرتها وخبرتها على إدارة قطاعاتها الإقتصادية وعلى تدريب وتأهيل الكوادر المتميزة، ومن ثم ركزنا في تواصلنا مع المسئولين الكنديين على الإستفادة من نقاط قوة وتميز كندا وسبل نقل هذه الخبرات والميزات للساحة المصرية.
ومن ناحية أخرى كشف السفير وائل أبوالمجد، أنه يتم حاليا التفاوض مع أكثر من مؤسسة للتعليم الفنى في كندا بغرض إقامة عدة كليات تعليم فنى في مصر والإستفادة من النجاح الذي حققته كندا في إقامة منظومة تعليم فنى متميزة للغاية تضع عينها على سوق العمل أولا وأخيرا، وتكتسب هذه التجربة أهمية كبيرة لمصر في ضوء ما يعانيه سوق العمل المصرى من عدم إستجابة منظومة التعليم والتأهيل للإحتياجات الفعلية.
كما كشف سفير مصر في كندا أن الأيام المقبلة ستشهد تعاونا مصريا كنديا كبيرا في مجال النقل مع شركة «بومبارديه» العملاقة المتخصصة في تطوير وتجهيز القطارات، مشيرا إلى أنه سيتم التفاوض قريبا حول مشروعات للقطار السريع، وأخرى لتكنولوجيا النقل الخفيف، كما تنظر شركة مصر للطيران في شراء عدد من طائرات بومبارديه متوسطة الحجم من أحدث طرازتها المعروفة بإسم C- series، التي تتميز بإستخدام مواد خفيفة الوزن تحقق وفرا كبيرا في إستخدام الوقود .
واختتم سفير مصر في كندا حواره بالتأكيد على أن كندا ستظل ملتزمة ومؤمنة بضرورة دعم مصر في هذه الفترة، إيمانا منها بأن نهضة مصر واستقرارها يعود بالخير والإستقرار على المنطقة العربية بأسرها، وقال إن كندا تعتزم تكثيف
تواجدها التجارى والاستثماري في مصر خلال الفترة المقبلة سواء على المستوى الثنائي أو من خلال التعاون الثلاثي مع دول عربية شقيقة مثل دولة الإمارات العربية المتحدة.