القمص بيجول السرياني
طبقًا لما ورد بالسنكسار القبطي لسير الشهداء والقديسين؛ حدث في مثل هذا اليوم الخميس الموافق 22 بشنس 1740ش/30 مايو 2024م من عام (20 للشهداء) أي عام (304م)، اِسْتِشْهاد مائَة واِثْنان وأَرْبَعُون صَبِيًّا وثُمَانِيّ وعِشْرُون سَيِّدَة مَنْ أَهْل أَسْيُوط! مائة واثنان وأربعون صبيًا وثماني وعشرون سيدة من أهل أسيوط، وذلك حسب السنكسار اليومي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
وهنا نريدأن نتأمل في اِسْتِشْهاد أَهْل أَسْيُوط من أجل إيمانهم على النحو التالي:
أولاً: الـ ١٤٢ صبى كانوا تقريبًا في عمر الـ ١٢ عامًا أو ما فوق السن قليلاً .. كانوا في كتّاب القرية، يتعلمون القراءة والكتابة والحساب.. .. هذا شىء عادي بالنسبة للشعب والمعلم هو مرتل الكنيسة
لكن غير العادي أن كلام المعلم وعظته عن الاِسْتِشْهاد والإيمان بالأبدية مع المسيح كان بالقوة التي دفعت
هؤلاء الصبية للذهاب لساحة الاِسْتِشْهاد والاِعْتِراف بالمسيح أمام الوالي… هنا أقف اِجْلالاً واحترامًا لبساطة إيمانهم وقوته .. أقف اِجْلالاً واحترامًا لهؤلاء الشهداء الذين كانت حياتهم نموذجًا لحياة البساطة
وتسليم القلب كاملاً للمسيح ليوجد فيه… فمجرد سماعهم بخبر وجود مساجين معترفين بإيمانهم بالمسيح
تأججت نار الحب الإلهى في قلوبهم ولم يترددوا لحظة بل انطَلِقُوا إلى الوالي معلنين اِعْتِرافهم بالإيمان
بالمسيح يسوع مخلصا وفاديا للعالم .
ثانيًا: الـ ٢٨ سيدة من امهاتهم يعنى اللى سمع بالخبر مش كل الامهات تعالوا نقف مكانهم
ونشوف كنا حنتصرف ازاى..؟؟!!!! السيدات خاطبوا أولادهم بقوة التشجيع لدرجة أن عبارات التشجيع
اثارت غضب الوالي فاحتجزهم أيضًا مع الصبية.. ثم أمر بحتفهم في اِتْوِنّ نار مستعر لينالوا الشهادة
جميعًا على اسم السيد المسيح.
الامهات شجعت أولادها…
امهات الإيمان الشهيدات..
الأم دولاجى اطمنت أن أولادها سبقوها عالسما.. وماذا أقول عن ثيؤضوضا ورفقة وغيرهن..
هل الامهات في أيامنا هذه حتشجع أولادها عالاستشهاد؟؟ حتى اللى بتهتم أن أولادها بيروحوا مدارس الأحد ويحضروا القداسات ويمارسوا كل وسائط النعمة ويداوموا على الصلاة اليومية
هل ستشجع أولادها على الثبات عالايمان حتى لو ضحوا بارواحهم شهادة للمسيح!!.
الآن، تعالوا نسأل هل يوجد هذا الإيمان وتلك الشجاعة في الاعتراف بالمسيح بقوة كمثل هؤلاء الصبية
والامهات .. ترن في اذنى عبارة السيد المسيح ” أَلَعَلَّهُ يَجِدُ الإِيمَانَ عَلَى الأَرْضِ؟»” (لو 18: 8).
هل سيجد الإيمان عند الصبية …!! أم الموبايل والتابلت والألعاب الإلكترونية والذكاء الاصطناعي
والشات الأغانى والموسيقي الصاخبة والشكل الغريب للشعر والملابس والحلي وغيره من السلوكيات المعيبة.
كنت في مقابلة مع أسرة منذ فترة قريبة ووقفنا نصلي.. لم أجد أحدًا منهم يردد معي الصلوات .. الاغرب لا أحد يعرف اِتِّجاه الشرق في المكان؟؟!! ولم أجد ولا كتاب مقدس أو أجبية او إى كتاب كنسي عندهم…!!!
بل وجدت سيارات وموبايلات وأجهزة وساعات والتحدث باللغات وبمصطلحات مجهولة المعنى والهوية.
سألت نفسى : لو سألنا رب المجد (أين هى قلوبكم؟ ) هل سنرد بقوة إيمان هؤلاء الصبية ( هي عندك يا رب)!
كان ذلك اليوم موافق ١٥ فبراير الذي وضعته الكنيسة يوما للاحتفال بشهداء ليبيا الكرام.. سألتهم النهاردة تذكار اِسْتِشْهاد الـ٢١ شهيد في ليبيا…وكأنى طرحت سؤالاً في الفيزياء أو الرياضيات الحديثة.. وجاء أقرب رد منهم..
اه مش شوية العمال اللي ماتوا من كام سنة دول في ليبيا…! فتأسفت في نفسى لهم..!!….ما هذا الغياب العقلي؟ .. أين هي عقولهم !! بل أين هي قلوبهم..!! حقاً .. متى جاء ابن الإنسان أَلَعَلَّهُ يَجِدُ الإِيمَانَ عَلَى الأَرْضِ؟.