أشرف حلمي
في عيد نياحة مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث ، أقر المجمع المقدس في جلسة يونيو سنة 2013 بأن تقرأ سيرة قداسته في سنكسار يوم 17 مارس من كل عام ، الذي يحل غداً الأحد
فهو ثاني أكبر بطاركة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية جلوساً على الكرسي البابوي بعد قداسة البابا كيرلس الخامس
وأكثر بابوات الكنيسة رسامة لمطارنة وأساقفة حيث رسم خلال عهده 116 مطرانا وأسقفاً ، وأول من أسس إيبارشيات الكنيسة القبطية بدول المهجر ، بعد أن أستلم كنائسها التي أسسها سلفه المتنيح القديس المعاصر
البابا كيرلس السادس ، بالتزامن مع أزدهار الكرازة المرقسية وزيادة أعداد المهاجرين الأقباط منذ منتصف الستينيات ، لذا سيظل قداسة البابا شنودة ينبض في قلب كل مصري وقبطي
سيرته العطرة تفوح في معظم المحافل المحلية والدولية التي تخص بلادنا الحبيبة مصر
فكانت ثمار الخدمة طوال فترة جلوسه علي الكرسي المرقسي ، مراكز ، مدارس وأديرة قبطية سام لها أساقفة
كهنة ورهبان . أهتم قداسة البابا شنودة في حبريته بالتعليم والصحافة والإعلام لخدمة أبناء الكنيسة
في كافة أرجاء المسكونة ، فكان أول أسقف للتعليم في عهد البابا كيرلس السادس ، وأول من أسس أول مجلة قبطية ناطقة بأسم الكنيسة القبطية عام ١٩٦٥ بإسم ” الكرازة ” ، وأول قناة قبطية أورثوذكسية عام ٢٠٠٥
بأسم ” قناة أغابي ” تلاها قناة ” سي تي في ” عام ٢٠٠٧ ، قداسته صاحب مقولة كنيسة بلا شباب هى كنيسة
بلا مستقبل ، فكان اهتمامته بالشباب من أحد أهم اهتماماته للحفاظ علي التعاليم والإيمان الذي تسلمته الكنيسة
من الآباء الرسل ، فأسس أسقفية خاصة لخدمة الشباب القبطي ، وسام لها الأنبا موسي كأول أسقف للشباب
عام 1980 ، في عهده أنشئت العديد من المدارس ومراكز الشباب في عدد من دول العالم بينها أستراليا
التي تضم ثلاث مدارس قبطية في مدينة سيدني ومدرسة في ملبورن ، ومراكز للشباب في كل من سيدني بولاية نيو ساوث ويلز ، وملبورن بولاية فيكتوريا والجولد كوست بولاية كوينزلاند
ومنها علي سبيل المثال المركز القبطي للبابا شنودة الثالث ، الذي قام قداسته بالإشراف علي شراءه عام 1989 ،
ومباركة المركز بصلاة الشكر بالكنيسة الملحقة علي أسم كنيسة الأنبا أبرام . نال قداسة البابا شنودة محبة
وأحترام شعوب العالم وحصل علي العديد من الأوسمة والشهادات المحلية والدولية ، تم تكريمه من عدد من روؤساء ورؤساء وزراء معظم الدول التي زارها ، فاستحق أكبر تكريم من جانب الحكومة الفيدرالية الأسترالية
التي أصدرت طابع خاص يحمل أسم وصورة قداسة البابا شنودة الثالث في آخر زيارة له لأستراليا عام 2002 ، كذلك الولايات المتحدة الأميركية التي قامت باطلاق أحد شوارعها علي أسمه ، بينما نحن ننتظر من بلادنا العزيزة
مصر التي هي الأولي بتكريم قداسة البابا شنودة الثالث ، بإطلاق اسمه علي أحد شوارع القاهرة الكبرى والإسكندرية وأحد القاعات الرئيسية في عدد من مؤسسات الدولة نظراً لمواقفه الوطنية التي لاتحصى ولا تعد
أهمها رفضه عرض الولايات المتحدة الأمريكية بتقسيم البلاد بشهادة اللواء عدلى فايد مساعد الوزير للأمن العام في محاكمة القرن عام 2014 و المنشورة بالصحف الحكومية
إضافة إلى الألقاب التي تم أطلقتها عليه وأشارت إلى قيمته ومكانته وقوة شخصيته واللجوء إلى الخالق أبانا الذي في السماء عندما تعرض هو شخصياً وشعبه لمكروه عدة مرات يعلمها الجميع ، أهمها قرارات سبتمبر السوداء
عام 1981 التي أتخذها السادت بالتحفظ علي مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث واعتقال أكثر من 100
قبطى بينهم مطارنة ، وعشرات العلميات والتفجيرات الإرهابية التي طالت أبناءه ، ويكفي هذا ليظل دائماً خالداً
في قلوب المصريين وتاريخ كنيستنا الأرثوذكسية القبطية ، بشهادة جنازته المليونية التي حضرها
ملايين الشعب المصرى المعروفة إعلاميا بجنازة القرن ، وكل ما أشارت اليه عن مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث يعتبر مجرد سطر من مئات الآلاف من الصفحات عن حياته .