الأحد , نوفمبر 24 2024
كمال زاخر

فضفضة

كمال زاخر

لم أكن اباً مثالياً ولا ابحث عن تبريرات لتقصيراتى، لكننى كنت اتعامل مع الحياة بما أملك من خبرات هى ايضاً لم تكن مكتملة، ولم اكن وحدى فى هذا الفضاء الفسيح، كان المشوار طويل وكان موقعى فى رحلتى قرب اخر الصف

فلم استدفئ بالقدر الكافى من خبرات ابى الذى كان محاطاً بهموم كثيرة، لكنه نجح فى ان يقود خطواتى

لتكتشف الطريق الى الله وتحبه، ورحل وانا بالكاد اطرق سنى الشباب، وإن عوضتنى أمى بحنانها

وصارعتُ أمواج الحياة مبكراً وكانت الأمواج القريبة عاتية، حتى انها فى لحظة كادت ان تسلمنى للردى

وذهبت بى الى مواجهات لم اتحسب لها

فى لحظة كانت رقبتى مطوقة بأسرة لم يشب اطفالها عن الطوق، وعلى مثال أمى كانت زوجتى التى كان كتفها

بكتفى وهى بعد فتاة صغيرة، نجحت فى رعاية اطفالنا فى مثابرة وجلد حتى الى الجامعة، وبحكمة تحسب لها

كان بيتنا يضاهى افضل بيوت حيّنا بل ويتفوق عليها، عملياً كانت تماثل من قال عنها سفر الامثال: بِهَا يَثِقُ قَلْبُ زَوْجِهَا فَلاَ يَحْتَاجُ إِلَى غَنِيمَةٍ. تَصْنَعُ لَهُ خَيْرًا لاَ شَرًّا كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِهَا. تَطْلُبُ صُوفًا وَكَتَّانًا وَتَشْتَغِلُ بِيَدَيْنِ رَاضِيَتَيْنِلم تكن ايامنا لينة، وكنا معاً نحفر فى الصخر، فنجحنا فى ان نحافظ على ميراث ابوينا بل وزدناه بأكثر منه.

لكن الحمل كان ومايزال ثقيلاً، فقد وهن الجسد وشاخت ارواحنا وذهبت سنى شبابنا دون أن نشعر بها أو نعيشها

لكن تعزيتنا فى مراحم الهنا الذى رأيناه رؤي العين، الذى كحل عيوننا ببناتنا واولادنا الذين

اعتذر لهم عن تقصيرى وما حملتهم من اتعاب، لكننى اثق فى تعوبضات الله وحمايته لهم.

فهل يتفهمون اعتذارى ويقبلونه؟

شاهد أيضاً

لماذا تصلي الكنيسة على المنتقلين !؟

جوزيف شهدي في الايمان  الارثوذكسي أن الكنيسة الموجودة على الارض تسمي الكنيسة المجاهدة وأن أبناءها  …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.