الثلاثاء , سبتمبر 17 2024
الكنيسة القبطية
ماجد سوس

لن تغرق السفينة

ماجد سوس

يمر العالم هذه الأيام بأزمة اقتصادية وارتفاع في الأسعار لم يسبق له مثيل.

وبالرغم أن مصر جاءت في المرتبة السادسة وفقا لأحدث بيانات نشرها موقع البنك الدولي حيث جاء ترتيب الدول في التضخم والغلاء، الأول لبنان، فزيمبابوي، فالأرجنتين، فإيران وتركيا ثم مصر.

وعلى الرغم أيضا من انخفاض قيمة عملات هذه الدول بنسب كبيرة أمام الدولار الأمريكي، إلا أن الملاحظ في السوق المصري وجود عوامل أخرى تعمل على تفاقم الأزمة وهي جشع الكثير من التجار

وطمع المضاربين في العملة الوطنية ثم يأتي الفصيل الثالث والذي لا يمكن التغاضي عن مخططه الأسود

وهم الإخوان المسلمون الذين يفعلون كل ما في وسعهم لتخريب الاقتصاد ملتفتين عن المواطن البسيط

واضعين هدفهم الوحيدة محاربة النظام وإظهاره بمظهر المتسبب في الأزمة الحالية.

ولأن مثلث الشر هذا لا يمكن أن تحاربه الدولة بمفردها فعلينا جميعا أن نتكاتف ونتعاون ضد هؤلاء

وأنا أرى أن كل من يتلاعب في قوت هذا الشعب وفي عملته الوطنية والمضاربة على الدولار أن تغلظ العقوبة

ويحاكم بمحاكمات عسكرية عاجلة وأن أهيب بالمشرع المصري ان يتدخل بتجريم الاحتكار

التلاعب في الأسعار دون تقديم دليل من خبراء اقتصاديين ليبرر رفع السعر

ومن الممكن أن تطالب الحكومة او الجهات الأمنية لديها، المستورد، أن يقدم لها فواتير الشراء

ثم تطلب من الملحق التجاري للسفارة المصرية للتأكد من صحة الفواتير من الشركة

حتى يتسنى للحكومة معرفة هامش الربح الحقيقي.

أما المنتج المحلي فأقترح كما يحدث في الخبز أن تكون هناك جهة عليا من متخصصين

لتحديد أسعار السلع الإستراتيجية كالفول والأرز والمكرونة والشاي والزيت والسكر والجبن الأبيض

ومراقبة السعر يوميا والتركيز على التوسع في إنتاجهم في خطة مركزة تشمل كل محافظات مصر

وقراها ومن الممكن أن يعلن عن مشروع قومي

يشترك فيه رجال الأعمال والمصريين في الخارج لدعم هذه المنتجات.

أما دور المجتمع بكل طوائفه فهو التعاون والتكافل الاجتماعي ولا استثني أحد وعلى المساجد والكنائس

أن تعلي القيم الإنسانية فوق الطائفية والتحزب وقد يكون الوقت للاتحاد والعمل المنهجي الموحد فالأديرة

التي تنتج المواد الغذائية واللحوم عليها أن ترسل منتجاتها بسعر التكلفة وتقيم في محافظات مصر أسواق خيرية أو منافذ بيع يقف فيها خدام من الكنائس ويقدمون طعامهم للشعب المصري جميعا وهكذا تفعل المزارع

والجمعيات الخيرية الإسلامية

وهم كثيرين ونحدد الكمية التي تقدم للأسرة الواحدة. وأنا أثق أن الدير أو الجمعية أو المسجد الذي سيقوم بهذا سيبارك الله في منتجاته ويزيده أضعاف في الأرض وفي السماء.

على الوعاظ والخطباء والكهنة والشيوخ والخدام في مصر التركيز على فكرة التكافل الاجتماعي ونقل رسائل تشجيعية حول التعاون والتضامن في زمن الغلاء.

وتشجيع المجتمع على المشاركة الفعّالة في الأعمال الخيرية والتطوع في الأنشطة الاجتماعية.

إنشاء صناديق دعم لمساعدة المحتاجين. تنظيم حملات تبرع بالطعام والملابس والأدوات المنزلية.

توفير فرص عمل مؤقتة للشباب العاطلين عن العمل. إنشاء بنوك طعام داخل الكنائس والمساجد – إن أمكن لتوفير المواد الغذائية الأساسية.

أهمية تقديم محاضرات وندوات وورش عمل لنشر الوعي حول تأثير الغلاء على المجتمع وكيفية ترشيد الإنفاق واستهلاك الطاقة واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي لنشر المعلومات حول أرخص المنتجات

وكيفية التبادل والتكافل يجب أن يتم نشر فكرة محلات الملابس والأجهزة المستخدمة وهي منتشرة في كل دول العالم ونشر ثقافة إن شراء المستعمل لا يعيب الشخص ولا يقلل من مكانته الاجتماعية

وكثير ما تجد أناس أغنياء يشترون أشياء مستعملة لأنهم يريدون أن يشتروا شيئا محددا غير مستعمل فلا يخجلون ابدا من دخول محال لبيع المستعمل والفكرة تبدأ من تقديم الأشياء القديمة الجيدة التي لا تستعملها

ثم يقام معرض وتعرض بأسعار بسيطة رمزية حتى يرفع الحرج من أي شخص يخجل من اخذ شيء دون مقابل.

الوقت يا أحبائي هو وقت العبور بسفينة كبيرة في أمواج هائجة عاتية تحتاج إلى عدد كبير من المجدفين، والنجاة مضمونة فكيف للسفينة أن تغرق والرب نائماً في المؤخرة.

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

كانت أديرة مقفرة وكنيسة تبحث عن بوصلتها !!اقتراب حذر !!!

كمال زاخر [1]كانت الأرض خربة وخالية، على غرارها كانت غالبية الأديرة القبطية حتى بدايات القرن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.