الثلاثاء , نوفمبر 19 2024
ماجدة سيدهم

ثقافة خيل الحكومة

ماجدة سيدهم

جاء لي تعليق غريب على صورة الفنانة الكبيرة نجاة الصغيرة من حفلها بالسعودية

.وكتبت تقولي” شوفي الكبر زبالة إزاي والزمن عمل فيها إيه..” الحقيقة ماستغربتش كلامها لأن دا رأي ناس كتير جدا (ودا مالوش علاقة خالص بحضورها على المسرح )

اللي مش قادرة استوعبه هو إيه الغلط من أننا نكبر ..ماهو دا طبيعي ودي دورة حياتنا على الأرض

إيه العيب والعار من ملامحنا اللي بتتغير وبتتملي تجاعيد وشكل رقبتنا وإيدنا اللي بتكرمش

وعيوننا اللي بتقفل حتى صوتنا بيتغير..إيه المعيب في كدا اللي بيوصل لدرجة الشفقة ولعن الأيام وسب الزمن

ثقافتنا للأسف اللي تمجد في الشباب فقط كرمز للزهو وكأنه لن يكبر أبدا وبتشوف كبار السن

مجرد شوية كراكيب هي اللي بتخلي نظرتنا وفكرتنا عن المرحلة دي صعبة أوي لدرجة الخوف منها

وكتير بتكون المرحلة دي مرفوضة استرضاء لنظرة المجتمع المتنمر والقاسي فنجري

ننقذ ما يمكن انقاذه بعمليات التجميل حتى لو هاتفشل

المشكلة الحقيقة مش في تقدم السن لكنه في العجز وخيانة الصحة رغم أنها مسالة قدرية .

لكن الأخطر من الشيخوخة هو التهميش ..التهميش اللي بيخلينا نموت من جوانا كل يوم

ونتحسر فعليا على اللي راح ..ويمكن بنهتم زيادة بالآخرين علشان يفتكرونا أو يهتموا بينا

كنوع من الاستجداء بس بحياء الشباب والشيخوخة مش مرتبطة بسن لكنها أسلوب حياة

وطريقة تفكير وشغف قلب سؤالات .. ليه ما نفكرش بجد بشكل إنساني متحضر

ونستغل طاقات وقدرات الكبار ..يعني ليه نحكم على عمر الستين او بالخمسة والستين بالانعزال

وشكرا وهم لسه في قمة نشاطهم وحيويتهم وخبرتهم ..؟! ليه ما نفتح مجالات جديدة إنتاجية

أو تعليمية أو إبداعية تستوعب القدرات دي كلها.. شوفوا النتائج هاتكون مذهلة إزاي

على الفرد نفسيا وصحيا وعلى بيته والمجتمع كله لما يوصل للستين

وعارف أنه لسه له مكان وأهمية وضرورة هايبدع فيه .. ليه مافيش أعمال فنية تناسب مراحل العمر المتقدمة

بنشوف السينما العالمية بتقدم أفلام خطيرة محورها شخص متقدم في السن ..فليه تهميش الفنانيين المصريين بمجرد ظهور جيل جديد من الشباب ..؟! للأسف سينما الشباب فقط سينما فقيرة ومحدودة ومتكررة

وليس لديها الشجاعة والقدرة لاختراق عالم الكبار بكتابة جريئة متميزة وإخراج مختلف .. زي المجتمع اللي بيهتم

بالشباب فقط وساقط من حسباته الصغار وكبار السن هو مجتمع قاصر وقاسي وأناني جدا

والبقاء فيه للأقوى وللنفوذ للأسف .. ياريت نغير ثقافتنا ونقدر ونحترم أسمى مراحل حياتنا في تقدم السن

بكل تغيراته وبلاش نتعامل معاهم من منظور عمل الخير أو المسكنة والشفقة .. عيب ..لأن أماكننا محجوزة هناك

باقة ورد وقبلة على جبين كل متقدم في السن (وإحنا بكرا ) فأنتم من صنعتم الماضي الرائع

وتجملون وتهونون علينا الحاضر الصعب

حضوركم في غاية الأهمية لإطمئنانا واستقرارنا فنحن في أمس الحاجة لعطائكم المستمر لأنه مصدر قوتنا ..

فن
الفنانة والمطربة نجاة

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

من يعيد وضع عتبات أبواب بيوتنا ؟!

كمال زاخر الثلاثاء ١٩ نوفمبر ٢٠٢٤ حرص ابى القادم من عمق الصعيد على ان يضع …

تعليق واحد

  1. صباح فواد يوسف

    لمحة إنسانية ذكية من كاتبة مرموقة و ،لما يكون
    الكبر معيبة عند البعض ولما نستنكف ظهور الكبير
    ونطلب منه ان يختفي بعدم الظهور أمام المجتمع ،
    وان يكبت ما تبقى له من موهبة ، احنا بكدة بنكون
    سبب لزيادة الأمراض النفسية المجتمعيّة بكل أنواعها ،

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.