الإثنين , ديسمبر 23 2024
حبيب نادي

كيلو البصل وصل 40 جنية

طبعا هاتقولي هو البصل بس! ما هو السكر هو التاني عدى الخمسين جنية، وقبلهم البيضة الواحدة عديت ال 4 جنيه واحيانا الخمسة كمان.

ولو انت زي وبتاخد علاج للسيولة ولا للضغط، هاتلاقي سعر علبة الدواء يجيب الضغط.

ويا سلام بقى لو متجوز وعندك عيلين تلاتة في مدارس! تلاقي نفسك بتدفع في شوية كراريس وكشاكيل بتوع سنة واحدة، ما يعادل تكلفة تعليم حضرتك في كل المراحل الدراسية من الروضه لحد ما اتخرجت.

والحقيقة انا بشوف لو الأمور وصلت بس عند موضوع أن الأسعار زادت، هقول بشوية كفاح وصبر وحرمان النفس من شوية حاجات، ممكن الواحد يعدي بأقل الخساير.

لكن بشوف الدنيا بتبقى صعبة اكتر لما الرغبة في المعافرة بتكون مش موجودة، والنفسية بتكون مش رايقة، والدماغ مش صافية، والأشيه ماهياش معدن! وعلى فكرة، الأشيه معدن هي كلمة عامية ممكن تلاقيها في قاموس اسمه معجم تيمور الكبير للألفاظ العامية، ومعناها أن الحاله بشكل عام كويسة.

عموما مش هو ده موضوعنا، احنا موضوعنا ليه الواحد مش ناصب طوله من جواه وهو ماشي؟ ليه الضحكة بقى فيها حبة صفار؟ ليه فيه احساس جوه الواحد انه عاوز يهرب يروح يقعد في حته بعيده ومايكلمش حد؟ ليه فيه سؤال بيتردد جوه ناس كتير: امتى تخلص؟!


لما فكرت في الاسئلة ديه لقيت انه الفترة اللي عديت، كانت فترة صعبة حبتين تلاتة، بالأخص فترة ال 10 الى 15 سنة اللي فاتوا .

داخل فيهم كم اضطرابات على كل المستويات، في السياسة تلاقي ثورة وتبعاتها وحروب في اماكن كتيرة، في الاقتصاد خد عندك أزمات مالية دولية ومحلية، في الصحة بدل الفيروس تلاقي10 ولسه لحد دلوقتي ماخلصناش

من كورونا، على المستوى البيئي خد عندك سيول من العيار التقيل وحبة أعاصير عالماشي ده غير الصيف اللي فات اللي بتصريح المنظمة العالمية للأرصاد الجوية: ان شهور الصيف اللي فات كانت الأكثر احترارا من 120000 سنة!

ايون، حضرتك قريتها صح، ولو مش مصدقني دور على جوجل.

طب كده خلاص؟ لا لسه شويه.

لو الحكاية فيها كمان شوية صدمات نفسية وعاطفية ده بيخلي الامور أصعب وأصعب.

ناس حبايب وغاليين فقدتهم، وشوية ناس تانيين اتصدمت فيهم وظهروا عكس ما كنت شايفهم، صداقات

وصحوبيات مقدرتش تصمد قدام المشاكل والمواقف الصعبة اللي اتحطيت فيها واتفكوا من حواليك.

افتكر لحد هنا كفاية.


طب ايه ؟ يعني ايه العمل وايه الحل؟


بتعجبني نظرية جميلة جدا بيقولوها الجماعة بتوع المشورة النفسية، لما بيأكدوا أن كل انسان عنده مشكلة

أو مشاكل كبيرة صدمته أو عطلته انه يعيش حياته بشكل طبيعي، ووصل لمرحلة أنه فاقد الرغبة انه يتحرك ويطلع ويقب لفوق، وكأنه عاوز يفضل قاعد في حفرة ضلمة، وحاطط ايده على ودانه عشان مايسمعش حد، ومغمض عينه عشان مايشوفش حاجه حواليه

بأختصار: منعزل عن العالم، يمكن شكله طالع نازل، خارج راجع،بيتكلم وبياكل وبيشرب، لكنه حقيقي وفي الواقع عايش جوه الحفرة بتاعته.

الجماعة بتوع المشورة بقى بيقولوا ان الشخص ده ورغم كل الحاجات ديه، إلا ان الحل بيكون جواه، و بيكون عارف الحل فين ويتعمل ازاي! لكن المشكلة أنه أوقات بيكون يا أما تايه، أو متلخبط، أو اتضغط اوي نتيجة تتابع الصدمات والتحديات والمشاكل، ففقد الرغبة في المعافرة!


كل اللي بيحتاجه الشخص في الوقت ده انه يتقابل مع شخص، بس يسمعه، بس يتفهمه، بس يحس بيه، ويكون مؤمن بيه ومصدق فيه، الخلاصه يتقابل مع شخص يحبه.

ويكملوا ويقولوا انه الشخص اللي بيواجه مشكلة التعايش مع الازمات و الصدمات والضغوطات لو لقى الشخص ده، ومن غير حتى ما يسمع نصيحة او توجيه او ارشاد، بيبتدي بالتدريج الأمل يرجع تاني يدب في قلبه، والنور ينور جوه نفسه، والعصافير تزقزق والشمس تطلع، والحيوية والنشاط يرجعوا تاني، وتتجدد الرغبة الفطرية في مواجهة المشاكل والتحديات والتعايش معاها و التغلب عليها كمان.

ويبتدي يخرج من الحفرة اللي كان قاعد فيها ويخرج يواجه الدنيا تاني. ده لو لقيت اللي يحبك حب حقيقي، حب أصيل، حب مابيتغيرش حتى لو انت اتغيرت. ووقتها بقى حتى لو البصل وصل 100 جنيه، والسكر شحيح ومش موجود، والدنيا حر حتى لو احنا في ديسمبر، الدنيا هاتمشي، وكله هايعدي، هايعدي بس من غير ما يدوس عليا، لأني دورت ولقيت اللي يحبني.

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.