أشرف حلمي
سيرة وخدمة المتنيح القمص سمعان إبراهيم الجليلة ، في حي الزبالين الفقير بمنطقة المقطم ، لن تفارقنا علي مدار الأيام الماضية وستظل في قلوبنا مدي الحياة ، والتي يعجز لسان أي منا عن الكلام والقلم بالتعبير عن المحبة المتبادلة بينه وبين شعبه ومحبيه والحديث عن أعماله التي يشهد لها التاريخ ولا تحصي ولا تعد
فقد ولد بإسم ” فرحات ” فكان سبب فرح لالاف الفقراء والمحتاجين والملايين من محبيه ، الذي خدم الحي الفقير بكل أمانه وإخلاص علي مدار خمسون عاماً منها خمس أعوام قبل سيامته كاهناً بدعوة سماوية بإسم سمعان بيد قداسة البابا شنودة الثالث عام ١٩٧٨ نسبة للقديس سمعان الخراز ، بعد ٤ سنوات من اكتشاف المغارة التي دفن بها القديس سمعان الخراز بواسطة بعثة من علماء الآثار القبطية ، وببركة صلوات أبونا سمعان تغيرت عادات وتقاليد سكان
وأبناء حي الزبالين والنهوض بيهم الي حياة أفضل مادياً وروحيًا ، وبفضلهم ومشاركتهم لأبيهم الروحي تم حفر ونظافة كهف كبير ملئ بالتراب والصخور علي مدار ١٠ سنوات بالمنطقة ، ليصبح أيقونة قبطية وسط الجبل تضم دير عظيم بإسم القديس الأنبا سمعان الخراز مكون من أكبر كاتدرائية في مصر والشرق الأوسط بل في العالم بإسم القديسة العذراء مريم والقديس سمعان الخراز ، عدد من الكنائس منها كنيسة الأنبا إبرام بن زرعة السرياني ، كنيسة القديس العظيم مار مرقس ، وكنيسة الأنبا بولا أول السواح
إضافة الي عدد من القاعات والخدمات جمعيها مزينة بالجداريات المنحوتة علي الصخر .
لقد لعب المتنيح القمص سمعان ابراهيم دورًا كبيراً للترويج للسياحة في مصر بعد أن تغيرت علي يده معالم منطقة المقطم وأصبحت علامة بارزة مميزة ومقصدًا سياحياً عالمياً في منطقة مصر القديمة يأتي إليها السياح من كافة دول العالم لمشاهدة التصميم المعماري الإعجازي للدير وما يحتويه من معالم وأيقونات قبطية منحوتة بصخور الجبل .
لقد حزن الملايين للفراغ الذي تركه كاهن المقطم القمص سمعان في نفوسهم ، وقابلها فرحة غامرة لربح شفيعاً لهم في السماء ، فكانت جنازته شعبية مهيبة وحفلًا تكريمًا لأب فاضل ، أعلن فيها نهاية خدمته الروحية على الأرض ورحيله إلى السماء لبدء خدمة جديدة سمائية بالصلاة لأجلهم ويشفع لهم لرب المجد
لذلك فأنه يستحق لقب ” المقطمي” ، نسبة إلى منطقة المقطم التي أصبحت بفضله موقعاً سياحياً بارزاً علي خريطة مصر والعالم
كما أطلق لقب ” الخراز ” علي القديس سمعان ، نسبة الى مهنته دباغة وصناعة الأحذية الجلدية ، كما يستحق أطلاق أسمه على أحد قاعات الدير حال وافقت قيادات كنيستنا القبطية ، وكذلك علي أحد شوارع منطقة المقطم حال موافقة المسئولين بمحافظة القاهرة تخليداً لذكراه وأعماله التي تشهد له وبصماته المحفورة في كل شبر وحجر في منطقة المقطم .